Print

بقلمهانى مراد

دم الشهداء

سؤال لكل مسيحي في مصر :

 كم يساوي دم الشهداء ؟

بلغة أخري ما الذي يعوضنا كمسيحيين و كمصريين عن شهداء اليوم ؟

كمسيحيين..

التعويض الوحيد المناسب هو الاستفاقة و رجوعنا اليه..

الرجوع اليه بالقلب و ليس بالمظاهر الكاذبة ..الاستقواء به و ليس باي إنسان او نظام .

كنيسة غنية بايمانها و مسيحها و ليس بأموالها و علاقاتها الخارجية.

كنيسة قوية بدم المسيح.

و ما الذي يعوضه لنا كمصريين؟

الإستقرار و توقف العنف ؟؟

عودة دولة العدالة والقانون و المساواة بصورة حقيقية ؟؟؟

توقف ظلم و اضطهاد الأقباط ؟؟

كم من المزيد من الدماء ينبغي ان تسفك حتي يتحقق كل ذلك؟؟

كم ينبغي ان نقدم من شهداء 

حتي يتحقق لمصر الأمن و الاستقرار و العدالة و وقف اضطهاد الأقباط ؟؟؟؟

كم تساوي دماء شهداء اليوم ؟

ثلاثة أيام حداد ؟؟؟

إعدام القتلة الإرهابيين ؟؟

تحقيق العدالة للمسيحيين؟

لم يعلمنا المسيح الإنتقام 

فلا نريد عيناً بعين و لا سناً بسن..

نريد الحياة لمصر .. و الحياة لكل المصريين.

نحن علي أعتاب نهاية عام و بداية عام جديد..

ونحن نودع شهدائنا الي السماء .. نتذكر ان حياتنا علي الارض قصيرة.. وانه ليس لنا هنا مدينة باقية و اننا غرباء و نزلاء علي الارض، نبتغي ان نحقق غاية و مشيئة الله من حياتنا علي الأرض.

علي الكنيسة ..عروس المسيح 

ان تعود تهب رجلها.. و تهبه كل انتباهها و حبها و تكريسها و لا تلتفت لغيره في الحماية او الأمان او اي شيء اخر.( لانه تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء أخر)

إنه جرس الإنذار قبل نهاية العام أو قبل نهاية العالم.

لا يكن لك ألهة أخري أمامي...

لنأخذ دم شهدائنا مأخذ الجد كأنه دم كل واحد فينا..

و نتقدم به في استحقاق دم الذبيحة العظمي..دم المسيح

طالبين التنقية من كل ما هو غير مرضي و غير نقي أمام الله.

و نتقدم في توبة عن أنانيتنا و لا مبالاتنا و سكوتنا عن الظلم ..عن الطمع في الأرضيات و إحتقارنا للفقير و خوفنا من الأغنياء و أصحاب المراكز و إنكارنا لإيماننا...

لعل الله ينظر اليوم الي ذلنا و عارنا و بلوانا و يعفو عنا و يرحمنا.

ان التوبة و الرجوع الي الله يمثلان مفتاح الفرج لمصر و أجيالها القادمة.

الرجوع لله و ليس للدين!!!

الرجوع الحقيقي الي الله يعني الولادة الثانية او الخليقة الجديدة الذي لا يمنحها الا المسيح من خلال الايمان بموته علي الصليب و قيامته من بين الأموات ..فتُعطي من الله طبيعة جديدة تغلب تلك التي ولدنا عليها من آبائنا الأرضيين .

طبيعة الله الطاهرة تغلب طبيعة الانسان الساقطة فينا أولاً. .

هذا هو سبيل خلاص البشرية الوحيد..

و هكذا نتقدم و نطلب من الله أن يترأف علي بلدنا مصر ، و علي شعبها المسكين المقهور و المظلوم

فتنفتح أعين الشعب و يخرجون كل واحد من قبره الي نعمة الحرية الإلهية ..

هذا سيكون التعويض الحقيقي و الوحيد الذي يساوي ثمن دم الشهداء.

دم أبناءنا و دم أباءنا...

دماءنا في سبيل حياة المصريين.