سقوط دولة الخلافة في الموصل
بقلم هانى مراد
 
عندما رأيت هذه الصورة كان هذا انطباعي و كتبت ما يلي :
لا ادري ما العلاقة بين سقوط دولة الاسلام في العراق و الشام و سقوط البنطال.
و لكن الامر رمزي بامتياز حيث ان الدواعش يفكرون بنصفهم السفلي طول الوقت.
فلابد انه يعني لهم الكثير مسألة سقوط البنطال ربما أهم عندهم من سقوط الدولة الاسلامية.!!
عموماً هي دي أخرة الشقاوة..
أجرام و سفالة و أفلام رعب و أخرتها " البنطلون لأ.. البنطلون أه"
مع الاعتذار لفناننا الجميل احمد حلمي.
باي باي دولة الخلافة . أنتم أتفه من ان تشكلوا خطراً علي أحد.
و لكن بعد ان تطلعت جيداً في الصورة رأيت فيها انساناً خائفاً يواجه الموت ..هي ببساطة صورة كل إنسان .
رأيت فيها نفسي..
أي واحد منا مُعرض ان يكون في هذا الموقف و ليس هذا الانسان فقط.
دققت اكثر في هذا الشخص..
فماذا رأيت ايضاً ؟
أغلب الظن انه ليس من داعش...
انه مواطن من الموصل عاش تحت حكم داعش.
ربما يكون متعاطفاً معهم..و ربما لا.
شعوبنا لا تختار من يحكمها ، بل تجد أنفسها فقط تحت حكم ما.
لا تدري من اين جاء؟ و لا متي سيرحل ؟
و لكن في كل الأحوال ليس لدينا الترف في التفكير في تغيير نظام الحكم، لانها ببساطة فكرة محفوفة بالخطر و اقل تكلفة لها هي حياة الشعب نفسه..
فالذي عري هذا الشخص و تركه في هذا الوضع هو ايضاً داعش..
فهو صنيعة داعش و ضحية داعش في نفس الوقت.
و لكن رأيت ايضاً نفسي في ذلك الشخص عرياناً بسبب خطاياي.
يمكن لأي شخص ادعاء العفة و التقوي و الكذب علي كل الناس و لكنك لا تستطيع الكذب علي الله و لا علي نفسك..
الوحي يقول صريحاً: " الجميع زاغوا و فسدوا  و أعوزهم مجد الله ،ليس من يعمل صلاحاً ليس و لا واحد.."
الجميع بما فيهم الانبياء و انت و انا.
الفارق الوحيد بين شخص تم تصويره في هذا الوضع و اخر ليست له صوراً مثيلة هو فقط افتضاح الامر و لكن ليس خلو اي منا من الخطيئة .
فعندما تري مثل هذه الفضائح او تسمع عنها فاعلم ان الله يدعوك للتوبة و الرجوع اليه قبل فوات الأوان.
لا أحد يريد ان يكون في وضع هذا الرجل الذي في الصورة و لكن كلنا ينسي او يتناسي عمداً اننا جميعاً سنقف عرايا امام الله الذي عيناه تخترقان أستار الظلام و يري ليس فقط كل أعمالنا و لكن يقرأ ما في قلوبنا و أفكارنا .
و لكن قد وُجد من وضع نفسه طواعية في هذا الموقف و قبل بإرادته ان يجردوه من ملابسه ..
وضع نفسه و أطاع حتي الموت موت الصليب.
انه الرب يسوع المسيح.
لقد ذهب بنفسه الي المصير الذي يهرب منه كل إنسان.!!
ليس فقط الموت بل العار و الهزيمة.!!!
لقد قبل ان يُعتبر مهزوماً في نظر الجميع و حتي في نظر الشيطان و يتحمل الهُزء و الاهانة..صحيح انه احتملها لوقت قليل و قام بعد ذلك منتصراً علي الموت هازماً الكراهية و الشر و مُكفراً عن خطايا كل البشر لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية .
و لكن الأهم انه فعل ذلك لانه أحبني و هذا أعظم خبر في الكون و كل الوجود.
ان الخالق العظيم أحبني أنا و مات من اجلي!!!
أي قيمة و أي معني و أي شيء ممكن ان يعني لي بعد ذلك.
لقد أعادني ربي للحياة مرة اخري..أعادني قادراً علي الحب و أعاد لي انسانيتي..
هذه هي الصورة و هذا من رأيته في الصورة.
و ماذا عنك انت؟
 

2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com