الوهم الذى أسموه صحوة إسلامية  . .
 
ايهاب وهبى 
 
 
كانت نقطة فاصلة يوم أن تحول الشارع المصرى  فى مصر نحو الوهابية فارتدت المراة العباية الخليجة( رمزا لالتزامها) ، وارتدى الرجل الجلابية البيضاء وحمل السواك ( رمزا لاستقامته) !
انتشرت الثقافة البدوية فى الشارع المصرى وسائر المجتمع  فسعى الناس لحفظ دعاء دخول الحمام ودعاء التحصين من الوباء ، واستقبلت دار الافتاء ملايين الفتاوى عن نجاسة الكلب  و آداب الجماع وحرمة الموسيقى والتماثيل والغناء ! 
انتقل الالتزام من الجوهر الى المظهر حين اصبحت (الطرحة) هى المشروع القومى لمصر  وانتقل مركز الايمان من القلب الى الشعر !
وتصدر (الشيوخ) الشاشات بعد ان اطقوا عليهم لقب علماء ، وانزوى  العلماء الحقيقيون فى  العلوم الطبيعة والفلسفة  ،  ولم لا وقد كفرهم إمام السلفية الأكبر وشيخ الاسلام المجاهد ابن تيمية كنز السلفية وقدوة العلماء حتى الآن ، فلم يطرق أحد للعلماء الحقيقيين  بابا  فصارت القيمة للأكثر حفظا  وانغماسا وتمسكا  بتلابيب الماضى واتباعا له والسير على دربه  وليس للافضل إبداعا وعقلانية واستشرافا للمستقبل   ،  و على ذلك فقد آلت الريادة والقدوة  والثروة لرجال الدين ،  فصارت التجارة فى الدين هى الأكثر رواجا ومكسبا  !
وأدعوا شباب الباحثين لإعداد دراسة مضمون لاستضافة العلماء فى( العلوم الطبيعية) وما يطلقون عليهم( علماء الدين) والمقارنة بينهما على شاشات التلفزيون المصرى والمقانة بين هذه البرامج كيفا وكما، وانا على يقين اننا سنرى  العجب كله ! 
لقد صنعنا مجتمعا جديدا بقيم لايمكن ان تدفعه  للأمام  بالابتكار والابداع والعقلانية  ، ووقعنا للأسف  عوضا عن ذلك فى شرك شعارات مضلله و صار (خلاصنا فى تراثنا) و(الاسلام هو الحل) و(الخلافة أو الموت) لتهوى بنا للتراجع والتخلف . 
لقد خدعنا منذ أن رفعوا رايات (الصحوة الإسلامية) عن سوء نية أو جهل  وما هى الا زوابع وهابية واطروحات اخوانية  لتسليمنا لخلافة مزعومة ودولة دينية  شعارها وطن لاقيمة له ( لأنه حفنة من تراب عفن)  !  
وهذا طريق نهايته المحتمه فرض دولة الفتوى بدلا من دولة القانون ، وحكم رجال الدين بدلا من الحكومة المدنية ،  لقد فرض التسلف نفسه وسيطر على الوعى الشعبى  - ثقافة وسلوكا - وتحققت رغبة المرشد التى طلبها ذات يوم من عبد الناصر  بفرض الحجاب   والتى استهجنها عبد الناصر  فى خطبتة الشهيرة  ورأى انها مسألة اجتماعية أقل من أن تفرضها الدولة أو تتدخل فيها  .
ومن غريب الأمور ان الوهابية تقهقرت فى بلادها  حيث تخلت المراة عن تزمتها  حتى قادت السيارة  واصبحنا نرى المهرجانات الفنية  هناك ، فى حين انطلقنا فى مصر  الى المزيد من التسلف الظاهرى واعتصمنا به ولخصنا  فيه الدين  ،  ومن أخطر شواهده 
 انتشار الحجاب بين الوزيرات والفنانات ومذيعات التلفزيون  .
 وفى الحقيقة فمن تحجب هو المجتمع ، لقد ظلمنا الدين حين اختزلناه فى مظهره  فضاع جوهره  .
حين تتجه الدولة الى الامام لايجب ان يجذبها  أحد للخلف ، ومادامت تتحكم فى هذا  المجتمع وهابية البادية والفكر القطبى فلا تحدثنى عن ثقافة التسامح ولا مدنية الدولة   .
إذا ماظل اتجاهنا على ماهو عليه من الاهتمام بالشكل على حساب المضمون ، والكم على حساب الكيف ، والحفظ على حساب الفهم  وغرقنا فى الشعارات وصغائر الأمور دون التبصر بالقيم الانسانية والعقلانية فسوف يشهد المجتمع مزيدا  من التفسخ فى الأخلاقيات العامة والتى نرى شواهدها فى ارتفاع نسب الطلاق وانتشار الفساد  فى الدولة والمجتمع

2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com