لو عشت حياتي من جديد

بقلم منير بشاي

 

هذا سؤال يخطر ببالي كلما حل عيد ميلادي فبعد ان عشت كل هذه السنين واختبرت من الحياة الكثير، ماذا لو اتيح لي ان أعيش حياتي من جديد؟ اي تغييرات سوف اعملها على نمط حياتي؟ طبعا هذا مجرد افتراضات، فما مضى لن يعود، ولكن هذه الافكار ربما تنفع من هم في سن مبكر.  فما هي بعض الامور التي سأعملها لو عشت حياتي من جديد؟

أقلق اقل وأثق أكثر

خلال السنين واجهت ظروفا صعبة وتوّهم خيالي انني سأتحطم تماما امامها. ونتيجة لذلك عشت في رعب في انتظار ما سيحدث، وتسببت هذه المخاوف في سرقة النوم من جفوني. ولكن مرت هذه الظروف ولم يحدث شئ مما توقعت، او كان ما حدث اقل كثيرا مما ظننت.  ومع انني سعيد ان الزوبعة مرت بسلام ولكنني اتأسف على الطاقة التي ضيعتها في القلق بدون سبب. لو عادت بي السنين للوراء فبدلا من القلق لجلست لكي أضع توصيفا لاحتمالات المشكلة، ثم ما أستطيع عمله لمواجهتها، وما يمكنني الاستعانة به من الغير أذا لزم الأمر.  اما إذا كانت هناك ابعادا للمشكلة تفوق امكانية البشر فهنا لا ينفع القلق وكل ما نستطيع عمله هو ان نطلب العوك من الله من الله ونسلم الأمر لمشيئته.

اتذمر اقل واشكر أكثر

التذمر هو القاسم المشترك الأعظم بين البشر.  قيل ان الله عندما وزّع العقول فكل شخص أعجبه عقله، ولكن عندما وزع الارزاق لم يعجب أحد رزقه.  ولذلك نسمع الشكوى من الذين يعتقدون انهم اقل حظا من غيرهم في مجالات الثروة او الصحة او غير ذلك.  وقد نحسد هؤلاء ونتمنى ان نحصل على بعض ما عندهم.  ولكننا لا نعرف ما يجرى في حياة هؤلاء، وان بعضهم قد يتمنى ان يدفع كل ما عنده ليحصل على شئ مما عندنا.  علمتني الايام ان محصلة السعادة والتعاسة بين الناس تقريبا متساوية، وهي ليست في اقتناء المزيد من الاشياء ولكن في الرضا والشكر والمشاركة بما عندنا.

أدين أقل وأغفر أكثر

كلنا معرضون لارتكاب اخطاء ضد القانون الوضعي قد تؤدى بنا للوقوف امام القضاء.  وقد نتعدى على القوانين السمائية ونتعرض للدينونة الالهية.  ونتوب الى الله ونطلب ان يغفر لنا ذنوبنا ويعاملنا بالرأفة.  ولكن الانسان في تجبّره لا يعامل اخيه الانسان بنفس ما يريده لنفسه.  ان كنا نريد غفرانا لخطايانا ينبغي ان نغفر للآخرين كما علمنا السيد المسيح في الصلاة الربانية "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا" متى 6: 12 وهذا ما يوصينا به الرسول بولس "مسامحين بعضكم بعضًا، إن كان لأحد على أحد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضًا" كولوسي 3 : 13 نحتاج ان نكون شفوقين رحماء في احكامنا على من في الارض حتى يرحمنا من في السماء.

أتكلم أقل واستمع أكثر

الله خلق لنا لسانا واحدا واذنان حتى نتكلم اقل ونستمع أكثر. ويقول الرسول "ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب" يعقوب 19:1 فاذا استمعنا لما يقوله الآخر وفهمنا موقفه، قد يكون ردنا عليه مختلفا، وقد نتجنب توجيه كلمات تجرحه.  ولذلك يقول الرسول "ليَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ" كو 4: 6. نحتاج ان نعمل ضوابط على افواهنا فالكلمة التي تخرج منه لن تعود ويمكن ان تصنع دمارا يصعب احتوائه.

أبغض اقل وأحب أكثر

المحبة هي تاج الوصايا وأعظمها "أما الآن فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة" 1كو 13: 13. والمحبة انواع، بعضها جنسي كالمحبة بين الجنسين (ايروز) والبعض الآخر أبوي كحب الابناء (ستيرجو)، وبعضها أخوي كحب الآخر (فيليا).  وهذه كلها مطلوبة ولا غبار عليها. ولكن هناك نوع أكثر سموا وهو المحبة الالهية (أجابي) حيث تتجه المحبة حتى الى من يناصبنا العداء.  وبالتأكيد يحتاج الانسان الى معونة مضاعفة من الله ليقدر على ممارسة هذا النوع من المحبة.  نحتاج ان ننمو في هذه المحبة التي تتجه لجميع الناس دون غرض او مصلحة.

 

وبعد- هذه امثلة من شريعة الكمال التي نحتاج ان نمارس المزيد منها حتى تصبح حياتنا أكثر عمقا واكبر تأثيرا. نعم لن يصل أحدنا الى الكمال، ولكن يجب ان نسعى اليه "لست احسب نفسي انى قد أدركت ولكنني أنسى ما هو وراء وامتد الى ما هو قدام" فيليبي 3:13

 

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

 


2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com