al masri alyom
الأمن يحاصر «بمها» بالعياط لمنع الاشتباكات.. و«شائعة» وراء معركة الفتنة الطائفية

  كتب  سامي عبدالراضي وأحمد عبداللطيف   

أمرت نيابة العياط بضبط وإحضار ٦٠ متهماً في أحداث الفتنة الطائفية بقرية «بمها»، وكشفت التحقيقات أن المتهمين أحرقوا ٢٥ منزلا و٥ محال واستخدموا الشوم والحجارة والأسلحة البيضاء في الاعتداء علي المصابين واستخدموا الكيروسين في إشعال الحرائق بالمحال والمنازل، وتبين أن شائعة توسيع منزل وتحويله لكنيسة وراء الحادث،.

 كما انتدبت النيابة المعمل الجنائي لبيان سبب الحريق وقررت عرض المجني عليهم علي الطب الشرعي لبيان الإصابات وأسبابها وتاريخ حدوثها واستمعت النيابة لأقوال المصابين وعاينت المنازل والمحال.

 باشر التحقيقات شريف ممدوح، مدير نيابة العياط وفريق من النيابة ضم أحمد صالح وعمرو عثمان ومحمد القط وإبراهيم سلامة وأحمد حجازي وأسامة سيف، وجرت التحقيقات بإشراف المستشار محمد غراب المحامي العام لنيابات جنوب الجيزة،

وألقت أجهزة الأمن بالجيزة القبض علي ٣٥ متهما وجار ضبط متهمين آخرين هاربين في قري مجاورة، وتنتظر المتهمين عدة اتهامات بينها إثارة الفتنة الطائفية وإثارة الشغب والتجمهر والحرق العمدي والشروع في القتل والضرب وإتلاف ممتلكات الغير.

وكشفت التحقيقات أن المسيحيين في القرية يؤدون الصلاة داخل منزل أحدهم ويدعي مجدي حنا، وأن الأخير أجري تجديدات في منزله وكان في طريقه لتوسيع المنزل،

وسرت شائعة بين المسلمين في القرية بأن الرجل سيحول منزله إلي كنيسة وبعد صلاة الجمعة أمس الأول، حمل بعض الشباب المسلمين «أسلحة وشوماً وجراكن كيروسين» وهاجموا ٢٥ منزلا وأشعلوا النار فيها وأحرقوا ٥ محال بينها محلان للأخشاب واثنان أعلاف ومحل زجاج، وأصابوا ١١ بحروق وكسور وكدمات متفرقة،

واستمرت المشاجرة من الثانية ظهرا حتي الثالثة والنصف ظهرا وحرق المتهمون أيضا الغرفة التي كان يؤدي فيها المسيحيون الصلاة التي يحضرها القس حنا مكين أسبوعيا.

حضرت أجهزة الأمن في الجيزة وفصلت التيار الكهربائي عن القرية وانتشرت سيارات الأمن المركزي والمدرعات لمنع تجدد الاشتباكات بين الطرفين، وحضرت سيارات الإسعاف ونقلت ١١ مصابا إلي مستشفي العياط وتم إخماد النيران قبل وصول سيارات الإطفاء.

استمعت النيابة لأقوال المصابين داخل مستشفي العياط، وأكدوا أنهم فوجئوا ببعض الشباب يهاجمون منازلهم بعد صلاة الجمعة دون أسباب واعتدوا عليهم بالشوم والطوب والأسلحة البيضاء، وكان بعضهم يحمل جراكن كيروسين، وأشعلوا النيران في أبواب المنازل والمحال،

 وأضاف المصابون أن منشوراً تم توزيعه في القرية مساء الخميس يندد ببناء الكنائس وأن قريتهم الجميلة لا يجب أن تبني فيها الكنائس ويجب مواجهة المسيحيين الذين يعيشون في القرية، واتهم المصابون ٦٠ شخصا وحددوهم بالاسم في التحقيقات، بينما كلفت النيابة رجال المباحث بضبط وإحضار المتهمين وتحديد أسماء المتورطين في الحادث.

كما عاينت النيابة المنازل والمحال المحروقة وكلفت المعمل الجنائي بتحديد حجم التلفيات والخسائر وأسباب الحريق.

«المصري اليوم» انتقلت إلي قرية «بمها»، في العياط، والتي تبعد ٧٠ كيلو مترا جنوبي القاهرة.. القرية تقع علي طريق مصر- أسيوط الزراعي، يوجد بها معهدان أزهريان ومدرسة واحدة للتعليم الأساسي، ينطلق بعدها التلاميذ إلي المدارس الثانوية والصناعية في العياط، يعيش فيها ٦ آلاف مواطن، بينهم ٧٥ أسرة مسيحية ويصل عددهم إلي ٣٠٠ ،

وتتخذ هذه الأسر من منزل مجدي حنا مكانا يقيمون فيه الصلاة أسبوعيا ويقدم «الوعظ» القس حنا مكين والذي يحضر أسبوعيا من العياط، ويتبادل معه الوعظ أسبوعيا القس غبريال يعقوب، وكان الأخير موجودا بالقرية في الأحداث الأخيرة.. قوات الأمن انتقلت إلي هناك وحاصرت الشوارع الرئيسية في القرية.

 والتقي الجميع داخل منزل عمدة القرية محمد بحر فاضل، وحضر كبار رجال الدين المسيحي، وبعض المشايخ لبحث تفاصيل ما حدث ومحاولة تقريب وجهات النظر والسيطرة علي الموقف وحدث ذلك بحضور الأمن، وانتهت الجلسة دون اتفاق وحاصرت قوات الأمن القرية، ومنعت دخول وسائل الإعلام والمصورين منذ السادسة من مساء الجمعة.

سعيد يوسف بطرس «٢٢ سنة» قال: ما نريده هو بناء كنيسة حتي نصلي فيها تكون مساحتها ٢٠٠ متر، فمنذ سنوات طويلة كنا نتوجه إلي مدينة العياط ونصلي في إحدي الكنائس بها، وقبل عام اجتمعنا وقررنا أن نصلي في منزل مجدي حنا بهدوء ودون إثارة مشاكل، والمكان الذي نصلي فيه حاليا عبارة عن منزلين صغيرين، تم ضمهما سويا وذلك بإذن من أجهزة الأمن وبحضور عمدة القرية.

 وما حدث يوم الخميس كان غريبا، حيث تأكدنا أن بعض الشباب المسلمين يوزعون منشورات داخل القرية وبعد صلاة الجمعة فوجئنا بهجوم من الشباب علي منازلنا، وحضر بعض الشباب الذين أحرقوا منزلنا وضربوا والدتي بلوح خشبي وزوجة أخي وشقيقي وفروا هاربين.

«إحنا اتبهدلنا أنا وابني وزوجتي».. هكذا تحدث مكرم نجيب إسكندر -٦١ سنة- وقال: وجدت بعض الشباب يعني قرابة ٣٠ ألقوا علينا «الكيروسين» وأشعلوا النيران في المنزل بعد تحطيم الباب، وطعنوا زوجة ابني بالسكين..

 ما نحتاجه فقط هو ٣٠ دقيقة أسبوعيا للصلاة بدلا من الذهاب إلي المدينة، ومنذ عام كنا نصلي في منزل «مجدي» والذي يقع في الجزء الغربي من القرية، ولا أعتقد أن المسألة بها حساسية أو ضرر للمسلمين في المنطقة.

القس غبريال يعقوب قال: نحن نريد السلام والحب بين المسلمين والمسيحيين، والحمد لله أن الأمر انتهي عند هذا الحد ولم تحدث اتهامات للمسيحيين بالسرقة أو القتل، لكن ما حدث متعلق بالصلاة وطاعة الرب.

 وبجواره كان يقف عبدالله شفيق وكيل مدرسة وعضو مجلس إدارة الكنيسة، قال: هذه هي المرة الثالثة التي يحدث فيها اعتداء علينا، وكان آخرها في شهر يناير الماضي وحاصرت أجهزة الأمن قرية عزبة بطرس لمدة يومين، وانتهي الأمر بالاعتذار دون محاسبة المتهمين.

اختلف الأمر داخل مستشفي العياط، الذي استقبل في طرقاته رجال أمن، انتشروا بالداخل والخارج وهناك كانت دميانة يوسف عوض الله «٧٠ سنة» ترقد مصابة بكسر في الضلوع وكدمات أخري متفرقة بالظهر والرأس قالت: «ضربوني ورموني برة البيت ونزلوا علي بالشوم»، وأنا معرفتش إيه اللي حصل غير لما حضرت الإسعاف ونقلتنا إلي المستشفي، وعرفت إن فيه كلام عن بناء كنيسة في القرية وراء ما حدث.

سامي عادل عطية «٣٠ سنة» مزارع، أصيب بكسر في ذراعيه وبجرح أعلي الجبهة، قال: كنت أجلس داخل المنزل ووجدت قرابة ٢٠ شخصا يهرولون في الشوارع ودخلوا منزلي وانهالوا علي بالشوم وكانوا يحملون جراكن كيروسين وأسلحة بيضاء.

وفي الغرفة نفسها كان صابر نجيب حنا - ٣٦ سنة- يرقد علي سريره مصابا بحروق في الجسد وبجرح بسيط في الرأس، قال: سكب أحدهم علي الكيروسين وأشعل النار في ملابسي ووجهي وفر هاربا قبل أن يطعنني في رأسي بسلاح أبيض واختفي.

صابر حنا الجندي، بكالوريوس تربية، قال: المشاجرة بدأت بسبب مشادة بين طفلين، وحضر هاني حليم غالي ٩ سنوات وقال: واحد ضربني من أهل البلد وميعرفش اسمه، فحدثت المشاجرة.

أما رجب محمد أبوسريع، الكهربائي الوحيد في القرية، فقال: كنا نصلي الجمعة داخل المسجد وفوجئنا بمن يلقي علينا الطوب، وتجمع بعض المسيحيين في منزل أيمن عزيز واتفقوا فيما بينهم علي افتعال مشاجرة معنا.

انتقلت أجهزة الأمن بالجيزة إلي القرية وأعادت الهدوء إلي شوارعها وانتشرت السيارات ومدرعات الأمن لمنع وقوع اشتباكات جديدة، وانتقل أيضا اللواء عادل الهلالي، مساعد الوزير لأمن الجيزة واللواء عبدالوهاب خليل، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ونائبه اللواء جاد جميل وقيادات قطاع الجنوب والشرق بإشراف العميد أحمد عبدالعال.

وجار ضبط باقي المتهمين الهاربين وتحديد أسمائهم وإحالتهم إلي النيابة لمباشرة التحقيقات.

 

كاهن العياط يتهم إمام مسجد «بمها» بإشعال الأزمة.. والكاتدرائية تدرس إصدار بيان إدانة

كتب - عمرو بيومي

أكد مصدر قريب من الأنباء أرميا «سكرتير البابا» أن البابا شنودة يعكف حالياً مع السكرتارية الخاصة به، لدراسة إصدار بيان شديد اللهجة، يبدي فيه استنكاره للأحداث التي جرت في قرية بمها في العياط.
وقال القس مكاري لبيب كاهن كنيسة العذراء في العياط: «إن بعض المصابين لايزالون في المستشفي وأنه وقيادات من الكنيسة موجودون في مركز الشرطة لمتابعة التطورات الأمنية.
واتهم لبيب إمام مسجد بمها بوقوفه وراء إشعال الأزمة، التي حدثت أمس الأول، وقال إن الإمام هو كاتب المنشور، الذي دعا إلي هدم منازل المسيحيين.
وقال لبيب لـ«المصري اليوم»: إن المنزل سبب المشكلة لم يكن كنيسة وأن ما حدث، بدأ بتنازل عاطف عطية يونس عن منزله إلي مطرانية الجيزة لتقام فيه الصلاة، نظراً لعدم وجود كنيسة في البلدة مقابل قطعة من الأرض، يبني عليها منزلاً جديداً.

وأوضح أن هذا الإجراء، تم بالاتفاق بين المطراانية والأمن والقيادات المسلمة في القرية، وقال: «إمام المسجد حرض البعض علي إيقاف هذا البناء لإجبار عاطف عطية علي استرداد منزله القديم لحرمان المسيحيين من ودجود مكان للصلاة، رغم أن منزل عاطف تقام فيه الصلاة منذ أكثر من عامين، وبمعرفة الأهالي والأمن


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com