يا سيادة السفير السكوت من ذهب حكمة لا غش فيها..."إكتبها يمكن تنفعك"

اسم الكاتب : شريف منصور
13/05/2007

الأسبوعين الماضيين شغلنا سفيرنا العزيز في كندا بردوده على مقال نشرته صحيفة العاصمة الكندية الأتاوا سيتزن عن إضطهاد الأقباط في مصر.

ولم نندهش من رد السيد السفير على المقال ولم نندهش من المغالطات التاريخية والإحصائية التي إحتواه الرد، ولم يكتفي بكل هذه المغالطات بل سب الأقباط علنيا وقال عنهم متطرفين.
أهنت نفسك وأهنت مصر إهانة عظيمة عندما حاولت أن تعلل أن إضطهاد الأقباط سببه أن الأقباط متطرفين!! الأقباط مشهودا لهم في جميع أنحاء العالم بأمانتهم وصدقهم وكفاءتهم ووداعتهم وذكائهم وعلمهم ويحتلون أعلى المراكز القيادية في شتى المجالات المحرمة عليهم في وطنهم.
حزن الأقباط الكنديين بسبب هذا المنطق المقلوب من سفير مصر. وذكرني بحجة السفاح هتلر عندما حاول أن يبرر قتله للمواطنين اليهود الألمان بأنهم ناجحين إقتصاديا.
السفير وضع نفسه في مأزق لا يحسد عليه. لا يدعي الأقباط أنهم مضطهدون زورا على الحكومة المصرية. فعنصريتها وتفرقتها بين أبناء الشعب الواحد واضحة وضوح الشمس وفي كل المجالات. هل يستطيع السيد السفير أن يتنكر للإحداث المؤسفة والمستمرة ضد الشعب القبطي والكنيسة القبطية إلى يومنا هذا.
رد السيد السفير يؤكد عنصرية وكذب النظام في آن واحد لأنه إختار طريق ملتوي يدافع به عن النظام وكأن الأقباط شعب دخيل على مصر وهذا يزيد تأكدنا بأن حكومة مصر إتخذت من الأقباط عدوا لها وليس مواطنين.
في عالمنا المتحضر يقول خبراء علم الأجرام عن هذا الأسلوب في التعدي. أنه أسلوب إلقاء اللوم على الضحية. وكأنك كدت أن تقول صراحة أن سبب المشكلة يكمن في أن الأقباط مختلفون لأنهم يدينون بالمسيحية وأنهم مهذبون وأذكياء وبزيادة متسامحين، فلو إعتنق الأقباط الإسلام لما كانت لهذه المشاكل أي وجود.
أقل ما يوصف به أسلوب هذا الرد بأنه رد عنصري سخيف فيه إهانة لعقولنا ولتاريخنا ولشعبنا القبطي، الأقباط شعب مصر الأصيل. وتوجت هذه السخافة بسباب مهين لنا جميعا عند وصفك بأننا متطرفون.
وعندما قلت في ردك أن شعب مصر المسيحي يعيش حياة سالمة هادئة، نسيت أن تكمل الجملة بقول وهم في أحضان أسيادهم العرب. أنظر إلى أحداث اليوم في مصر في قرية "بمها" بالعياط هذه مأساة حقيقية هل تستطيع أن تخفيها عن عيون العالم؟.
أين الحكومة لكي تعطي الأقباط حقوقهم ممن أعتدوا عليهم؟. أم ستقول إن من قام بهذا مسلمين مختلين عقليا.
شعرت من ردك بأنك تتمنى علينا من خيرات بلادنا وتتعالى علينا لأننا في نظرك ذميين. وكم هو كرم منكم أن تتركونا نعيش مجرد العيش في وطننا ولكن بلا حياة.
العيش بلا طموح والعيش بلا حقوق هو حال الأقباط في مصر يا حضرة السفير. إنما الحياة بما تحمل من معانيها في الأمل والتقدم والإزدهار والترقي ما يطلق عليه حياة مطمئنة رهينة في يد الأغلبية ومستقبلنا ومستقبل أولادنا تقفون حاجزا بيننا وبينه. صار الغد والطموح والمستقبل في وطننا حلم لكل قبطي. كأننا أعداء أو دخلاء ولسنا بمواطنين وهذا ما دفع أغلبية الأقباط من النبهاء إلى ترك الوطن والهجرة بحثا عن الحياة والأمان ومستقبل أولادهم المفقود في مصر. دستور الدولة العنصري يقولها علانية وبكل صراحة في المادة الثانية. تلك المادة تلغي وجودنا وتلغي تاريخنا وتلغي حضارتنا وتلغي عقيدتنا وتلغي لغتنا وتلغي الأمان والعدل بيننا. وكأن الأقباط المسيحيين الموطنين الأصليين مواطنين مؤقتين لا وجود لهم ولا حق لهم في وطنهم. تتصرفون معنا وكأنكم تنتظرون رحيلنا أو أسلمتنا بالسيف الاقتصادي أو بسيف المتطرفين. أنما أنكم لا تحاولون حتى مجرد التفكير في وجود المشكلة كما النعامة التي تدفن رأسها في التراب لعل المشكله تزول مع الوقت ويصبح الأقباط ماض أو تاريخ لا يحسب ولا يذكر.
بعد حضور سيدتك إلي أتاوا تقابلت معك في مناسبتين، المناسبة الأولى عند حضورك لأول حفل قامت به الجمعية المصرية في أتاوا بعد وصولك. وعلى الرغم من قراري السابق بالإبتعاد عن هذه الجمعية التي كان يترأسها شخص غير مصري بسبب نشاطه الغريب المشكوك فيه، قيل لي أنها صفحة جديدة وأن السيد السفير شخصية مختلفة عن معظم السفراء السابقين. وفعلا توسمنا في سيادتكم خيرا.
بعد مرور بعض الوقت على وجودك معنا لاحظنا جميعا أن سيدتك أتيت إلى أتاوا لهدف آخر أعلنته بنفسك مرارا وتكرارا على صفحات الصحف. لقد أتيت لكي تقطع السنة من ينتقد النظام المصري أو العقيدة الإسلامية وبالذات الأقباط الكنديين لأنهم هم الذين ودعوا السفيرة السابقة بمظاهرة إحتجاج على قتل الأقباط في قرية الكشح. والتي تصرفت فيها السيدة السفيرة تصرفات لا تليق بمكانة مصر وعراقتها أمام العالم. هل يعرف المصريين أن العلم الذي دفع أبنائهم دمائهم ثمنا له، أزالته السفيرة المصرية من فوق مبنى السفارة بل أخفت اليافطة التي تحمل اسم السفارة خلف قصاري زرع. هذا العلم الذي لا ينزل أو ينكس إلا لأسباب معينة وبأمر من رئاسة الجمهورية في حالة الحداد العام أو بسبب فقد شخصية مصرية أو عالمية لها مكانتها ومنزلتها.
لقد وصل إلى علمنا أن السيدة السفيرة أرسلت لمصر تقرير مزور تقول فيه أن البوليس الكندي حذرها من أن الأقباط سيقومون بمهاجمة السفارة وأبلغت هذا الكذب للمسئولين في الوزارة وكان هذا إفتراء وليس له أي أساس من الصحة وثبت كذب السفيرة بعد مراجعتنا للسلطة الكندية في ذلك الوقت التي أفادتنا بأنهم لم يقدموا مثل هذا التقرير للسفارة المصرية. وكان تبليغهم للسفارة بالمظاهرة من باب العلم بالشيء وهو شيء روتيني.
يجدر بي أن أشير أن كبير الأقباط في كندا الدكتور سليم نجيب أستاذ القانون والقاضي السابق كان على رأس هذه المظاهرة السلمية الإعتراضية القانونية المرخص والمصرح بها مسبقا من الدولة الكندية وكان لي الشرف أسير جنبا إلى جنب مع عمالقة وطنيين غيورين في مجالات شتى، على سبيل المثل وليس الحصر الدكتور سام فانوس* وشقيقه الدكتور نبيل فانوس*، الأول جراح العيون في جامعة مونتريال والثاني أستاذ جراحة التجميل في جامعة ماجييل، وسار معنا أعظم من كتب في الرياضيات وعلاقتها الرقمية بالحاسب الإليكتروني الدكتور الإنسان العملاق ن. عبد الملك وكان هناك مئات لا حصر لهم من السيدات والأطفال والكبار من الأقباط نسير في تلك المظاهرة السلمية نعلن إعتراضنا وحزننا وشعورنا صراحة بأن حكومة مصر خذلتنا. ولكي نعترض على تقاعس الحكومة في حماية الأقباط في مصر وقتل 23 قبطي وتخريب ونهب وحرق الأعمال التي يمتلكها الأقباط في قرية الكشح هذا غير المئات من الجرحي ووقفت قوات الأمن متفرجة كما تفعل اليوم. كيف تتخيل السفيرة ممثلة النظام أن الأقباط الكنديين من خيرة أبناء مصر وبينهم من يحمل مشعل القانون يقود مظاهرة تهدف إلى تخريب ممتلكات عامة ليس فقط ممتلكات كندية بل ممتلكات وطننا الغالي جدا على قلوبنا جميعا مصر.. كانت هذه المظاهرة ضد الظلم وضد تعصب وتعمد النظام في إيذاء وقتل وإذلال الأقباط ولم تكن مظاهرة ضد مصر لأن مصر وطن يعيش فينا.
كلي إعتقاد أن ما نشرته يا سيادة السفير مؤخرا هو ردا على المظاهرة الأخيره التي قمنا بها محتجين على نفس الأسباب ولكن في موقف مختلف. هل تذكر إعتداء المتطرفين على الكنائس في الإسكندرية أمام أعين قوات الأمن. حادث الإسكندرية الذي أثبت لنا وللعالم أن قوات الأمن المرابطة أمام الكنائس ليست لحمايتها إنما رمز يحذر الأقباط بأن السلطة تراقبكم لكي لا تصلحوا حنفية مياة أو تدهنوا حائط بدون أمر من رئاسة الجمهورية وتحمي المتطرفين من أن يقاومهم الأقباط كما في أحداث الإسكندرية. إن كان يا سيادة السفير حرس الكنيسة الأولى مغشيا عليهم عند وقوع الإعتداء فهل كان البقية في الثلاث كنائس الأخرى في نفس الحال من التيه.
إننا نؤكد أمام العالم أن النظام المصري لا يتعامل بحيادية مع كل المصريين بل أكد النظام على تعمده التفرقة والتمييز العنصري كما أثبته لكم العديد من القانونيين من أمثال الدكتور سليم نجيب والمستشار نجيب جبرائيل والأستاذ ممدوح نخلة وأخيرا الدكتور عوض شفيق دكتور القانون بجامعة جنيف بسويسرا في مقالة الأخير (قانون بلا محاكم: البحث عن محكمة عادلة تطبق القانون 1) عن المادة الثانية من الدستور. المنشور في الأقباط متحدون بتاريخ الجمعة 11 مايو 07 على الرابط التالي:
http://www.copts-united.com/C_U/Branches_CPTS/Law_Human_Rights/Law/
lawwr/go1.php?subaction=showfull&id=1178786061&archive=&start_from=
&ucat=1&
سيادة السفير من فضلك إسحب إهاناتك العلنية للأقباط والتي نعتهم فيها بأنهم متطرفين على صفحات الجرائد وإننا ننتظر منك أن تقدم إعتذارا رسميا في نفس الجريدة عن تلك التصريحات العارية من الصحة.
هذا الإعتذار سيؤكد لنا أنك نادم على وصفك الشعب القبطي بالمتطرفين. هذا بالطبع إن كان وصفك للأقباط بأنهم متطرفون كان ذلة لسان وليست أوامر عليا.
الإعتذار هو أقل ما يجب أن تقدمة سيادتكم بالنيابة عن وزير الخارجية وبالنيابة عن الحكومة المصرية وعن نفسك.
نصيحة للنظام وممثليهم وأولهم سيادة سفير مصر في كندا "إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" والإعتراف بالخطأ فضيلة.
أقباط كندا ومن يمثلهم من منظمات قبطية تطالب بإعتذار رسمي علنيا من السيد السفير ووزارة الخارجية المصرية ورئيس الوزراء ينشر في أقرب وقت في صحيفة الأتاوا سيتزن.
شريف منصور
ملحوظة
* يقوم الدكتور سام وشقيقه الدكتور نبيل فانوس بإجراء العديد من العلميات الجراحية على غرار ما يقوم به العملاق القبطي الدكتور مجدي يعقوب في مصر كل عام مجانا ولا يفرقون بين مسلم أو مسيحي ويفعل كثيرين آخرين غيرهم من الأطباء الأقباط عند عودتهم للزيارة


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com