Print

تذكار شهداءنا في مذبحة الزاوية الحمراء

 Courtsy of Canadian Coptic Association

 في 17 يونيو 1981 حدثت أسوأ المذابح ضد الأقباط في العصر الحديث. فقد بدأت القصة بفعل سياسة تقوية النظام الحاكم للتيار الديني المتطرف من خلال الحركات الدينية الاسلامية سواء ذات الانتماء للدولة أو التي هي ضد النظام نفسه. فلما استأسدت هذه الحركات وقويت شوكتها

 

 

حاول النظام أن يحتمي بشعار (الوحدة الوطنية) كسلاح موجه ضدها قاصدا به أن الدولة هي حامية الأقلية القبطية وهكذا كان الدين (والوحدة الوطنية) يستخدمان كسلاحين يوجه كل منهما الى الخصم حسب تغير الظروف ولم يعلم السادات أن النظام الذي تبناه منذ بداية حكمه هو الذي سيؤدي به في نهاية الأمر الى ما وصل اليه السادات نفسه يوم العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981. 

 

وقد أدعى كذبا السيد محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر في ذلك الوقت أثناء حادثة الزاوية الحمراء أن : "حوادث الزاوية الحمراء كانت بسبب ماء غسيل وسخ ألقاه مسيحى قبطى على عائلة مسلمة وشجار تم بين أسرتين نتيجة لذلك " كما أن السادات أدعى كذباً أيضاً فى خطاب له علنى نقلته أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة فى يوم 5 سبتمبر 1981 م بأن عدد القتلى من الأقباط قى حادثة الزاوية الحمراء هم تسعة أفراد ".

 

وبعيدا عن أكاذيب السادات وأكاذيب الحكومة المصرية وأكاذيب أصدقائها فقصة مذبحة الزاوية الحمراء هي كالآتي:

 

يوم 12/6/1981 أعلن مسلمون عن حقهم في قطعة أرض اعتزم بعض الأقباط اقامة كنيسة عليها وتحول من شجار عادي بين الجيران الى معركة مسلحة، وأصيب سكان الزاوية الحمراء (الضاحية التي وقعت فيها الأحداث) بالتوتر والهلع وبعد خمسة أيام، أي في يوم 17/6/1981، اشتبك المسلمون والمسيحيون في الزاوية مرة أخرى. وكان هناك مجموعة من الصبية في سن الأحداث (حتى اذا تم القبض عليهم لا يتم اتهامهم بشئ وبالتالي يفرج عنهم) تنتقل من حي الى آخر فيمرون من منشية الصدر الى الوايلي، الى الزاوية الحمراء بهتافات هي شتائم ودعوات الى حرق وهدم بيوت ومنازل "النصارى" الى آخر هذا الكلام، بل كانوا يضعون علامات على بعض البيوت لتظهر بأن بداخلها مسيحيون.

 

وكان وراء مجموعة الصبية هذه قيادات كبيرة تحركهم وبكل أسف تركتهم الدولة ثلاثة أيام، الى أن اشتعل الموقف الى أبعد الحدود، وبعد ذلك قال السادات، ان وزير الداخلية السيد النبوي اسماعيل "عالج الموقف بطريقة سياسية وليس بطريقة بوليسية" أي أنه اذا كان قد لجأ الى الطريقة البوليسية كان انتهى الأمر، أما من جهة الطريقة السياسية فهي بالتأكيد أن النبوي اسماعيل فهم توجهات الرئيس السادات ورغبته في توجيه الضربات الى الأقباط وموافقته على ترك الموقف لكي يشتعل فيحقق السادات بذلك ضربه شديدة الى الأقباط والكنيسة القبطية من جهة ومن الجهة الأخرى لكي يجد سببا يعتمد عليه في استخدام سلطاته الاستثنائية في الدستور.

 

وعندما وقعت أحداث الزاوية الحمراء – نفذت أجهزة الشرطة تعليمات وزير الداخلية السيد النبوي اسماعيل –آنذاك- بأن حاصرت الناس وتركتهم لمدة 3 أيام، وقام مثيري الفتنة والخارجون عن القانون من اللصوص ومحترفي الاجرام بأعمال السلب والنهب دون أي تدخل يفض هذه المعارك.

 

وأسفرت حوادث مذبحة الزاوية الحمراء (يونيو 1981م) عن ما يأتي:

 

صرح السيد اللواء أبو باشا وزير الداخلية الأسبق في حوار له (فتح ملفات الكبار) بجريدة الأهرام الدولي أن عدد القتلى في حادثة الزاوية الحمراء من الأقباط  بلغ أكثر من 81 قتيلا يمكن توضيحهم كالآتي:

 

أولا: الشهيد القمص مكسيموس جرجس، حيث وضعوا السكاكين في رقبته وطلبوا منه أن ينطق الشهادتين، فرفض فذبحوه ونال اكليل الشهادة وقد تقرر دفنه بالقاهرة وعدم سفر جسده الى طهطا (بلد أسرته) منعا للاثارة واشعال فتنة.

 

ثانيا: 20 عائلة ماتت حرقا تفاصيلها كالآتي:

1-     حرق وتدمير منزل كامل مروزوق سمعان، ولما لم يجدوه بالمنزل أقاموا احتفالا خاصا بحرق زوجته وأولاده أمام المنزل.

2-     حرق منزل زخاري لوندي بمن فيه

3-     حرق منزل حزقيال حنا ومؤسسته لبيع المفروشات

4-     حرق صيدلية الدكتور مجدي قلدس بمن فيها

5-     حرق صيدلية بورسعيد وبداخلها الدكتور جرجس

6-     حرق صيدلية الدكتور سليمان شرقاوي وهو بداخلها

7-     حرق محل مملوك بشرى بمن فيه

8-     حرق بوتيك زكي جرجس ومات بداخله

9-     حرق محل صبحي الفيل ومات بداخله

10-                   حرق محل مجوهرات جورج عزيز صليب ومات بداخله

11-                   حرق محل مفروشات كامل الأسيوطي ومات بداخله

12-                   حرق منزل رياض غالي وحرق عائلته كلها

13-                   حرق منزل ملاك عريات ومات بداخله

14-                   حرق منزل ملك فايز ومات بداخله

15-                   حرق منزل حبيب صليب ومات بداخله

16-                   حرق منزل ناشد كيرلس ومات بداخله

17-                   حرق منزل فايز عوض ومات بداخله

18-                   حرق منزل شنودة جرجس ومات بداخله

19-                   حرق منزل عياد عوض ومات بداخله

20-                   حرق منزل عزيز صليب بمن فيه

 

نطلب من شهداءنا في الزاوية الحمراء وشهداءنا في الكشح وصنبو وديروط ونجع حمادي والاسكندرية وكل شهداءنا الأقباط منذ بداية الغزو العربي لمصر وحتى الآن أن يصلوا من أجلنا أمام عرش النعمة.

 

المراجع:

موسوعة تاريخ أقباط مصر بقلم عزت أندراوس

وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها المعاصر تأليف الراهب القمص أنطونيوس الأنطوني