Print

 al masri alyom

انحدار مصر

 بقلم  مدحت قلادة    ١٨/٦/٢٠٠٧

تعاني مصر حاليا من انحدار في كل مناحي الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا ودينيا وخلقيا وصحيا… إلخ، هذه الفترة من أسوأ فترات مصر منذ انقلاب يوليو وهذا نتيجة طبيعية لطول فترة حكم الرئيس مبارك لمصر واليكم الدليل كيف انحدرت مصر في كل مناحي الحياة وطريقة العلاج.

.. سياسيا تعاني مصر مثل كل الدول المحكومة ديكتاتوريا بالعقم السياسي وإفرازاته السيئة مثل ضعف الأحزاب وهشاشتها وانقسامها وانعدام البديل وتخبط الأيديولوجيات السياسية وازدياد السطوة الأمنية.. هذا محليا.

أما إقليميا وعالميا فقد فقدت مصر مكانتها كرائدة في المنطقة حيث أصبحت السعودية هي اللاعب الوحيد في القضايا الإقليمية حتي وصلت العمق المصري في قضية «تشاد والسودان» بعد الصلح الهش بين حماس وفتح.

علاوة علي ضرب مصر علي قفاها «حسب ما ذكر الدكتور مصطفي الفقي» من دولة الكويت الشقيقة التي ساهمنا في تحريرها، طبقا للوفاء العربي.

.. اقتصاديا مصر دولة ذات كثافة سكانية والأيدي العاملة قوة وليست عبئا، فمصر أصبحت تعتمد علي المعونات ويعيش أكثر من ٥٠% من الشعب تحت خط الفقر «أقل من دولار للفرد في اليوم» فالصين والهند ذات كثافة سكانية عالية أيضا إلا أنهما قوة اقتصادية، وصاحب التدهور خطة ٢٠١٠ بقيادة الوزيرة عائشة عبد الهادي لتصدير خمسة ملايين خادمة للسعودية بدلاً من اطباء ومهندسين.

اجتماعيا زادت في مصر جرائم السرقة والقتل علاوة علي تفكك الدولة والزيادة المطردة للسطوة الأمنية وأصبحت مصر دولة بوليسية ويلعب الأمن دورا بارزا في إشعال الفتن الطائفية علاوة علي دور الإخوان في انقسام المجتمع إلي إخوان وغير إخوان مسلمين وأقباطًا وأصبحت حوادث التطرف والعنف سمة من سمات المجتمع المصري خاصة ضد الأقباط الواقعين تحت نير النظام وسندان الإخوان.

فكريا ودينيا أصيبت مصر بحالة من الجمود والنكوص للخلف غير الصالح إضافة إلي تضارب الفتاوي الدينية من رضاعة الكبير والتبرك بشرب بول الرسول إلي استحلال دماء الأقباط «محمد عمارة»… إلخ حتي أن مصر أصبحت مرتعا لكل من تسول له نفسه ليفتي ويكفر ويستحل دماء وأموال الآخر وهذا سبب تخلف مصر دينيا وفكريا وأصبحنا نترحم علي أيام الشيخ محمد عبده والدكتور طه حسين والدكتور علي عبد الرازق وأصبحت مصر تعتمد أساسا علي الخلف الطالح وليس الصالح منهم.

صحيا نخر المرض في الشعب المصري وحققت مصر أرقاما قياسية في الفشل الكلوي والوباء الكبدي سي وأصبحت القاهرة مثل كالكوتا في التلوث علاوة علي المبيدات المسرطنة التي أصابت الشعب المصري في مقتل .

اخلاقيا زادت الجرائم الأخلاقية كنتيجة طبيعية للفقر وسوء إدارة الدولة وأصبحت الرشوة هي تأشيرة مرور لإنجاز المواطن مصالحه وزادت الدعارة وأصبح هناك مليون طفل لقيط وتنظر المحاكم ٤٠ ألف قضية إثبات بنوة لآباء سعوديين علاوة علي انتشار الزواج العرفي بين طلبة الجامعات.

وتعمل وزيرة القوي العاملة «عائشة عبد الهادي» علي راحة الإخوة الأشقاء السعوديين لتوفر متاعب ونفقات السفر ولمزيد من المهانة لمصر والمصريين بالاتفاق علي تصدير ١٢٠ ألف خادمة مصرية للسعودية سنويا.

الخلاصة أن مصر تعاني من تفكك كامل للدولة وهي الآن ليست دولة مؤسسات بل دولة الأمن والمصاطب وجلسات العرب والقانون والدستور تم وضعهم في ثلاجة مشرحة زينهم.

أخيرا في كل مآسي مصر نجد دور السعودية ظاهرا حيث تعمل جاهدة لهدم وإهمال دور مصر القيادي علاوة علي نشر دورهم في الفكري التكفيري الوهابي وما ترتب علي ذلك من زرع الفتنة والأنقسام في مصر وزيادة الجرائم الطائفية التي أطلق عليها المجلس المنوط به حقوق الإنسان «جرائم عنف» طبقا لما ذكره الدكتور أبو المجد!!! ولا ننسي دور السعودية وزواجها من الإخوان وتمويلها لهم لمدة ٢٥ عاما.

وللخلاص من كل هذه المآسي يجب أن تعود مصر إلي دولة المؤسسات والدستور وعدم خلط الدين بالسياسة والحد من سطوة الدولة البوليسية والعمل علي تنشيط الأحزاب ومحاولة علاج مصر من العقم السياسي