Print

حجاج أدول يهدي «الصحوة النوبية» إلي رئيس «أقباط المهجر»

في محاولة جديدة لطرح قضية النوبة علي سطح الأحداث أصدر حجاج أدول الروائي النوبي طبعة ثالثة من كتابه «الصحوة النوبية» الذي يتناول قضية العودة للنوبيين بعد مشاركته في المؤتمر القبطي العالمي الثاني نوفمبر ٢٠٠٥

وبدأ أدول كتابه بإهداء لعدلي أبادير رئيس «منظمة أقباط متحدون في المهجر» قال فيه «إلي المناضل القبطي، كبير السن لأقباط المهجر... عدلي أبادير.. إليك يا رئيس أقباط متحدين أهدي هذا الكتاب، فهو نتاج للمؤتمر القبطي العالمي الثاني والذي كان محوره... (الديمقراطية في مصر للمسلمين والمسيحيين، واتصالها بالديمقراطية في الشرق الأوسط.... واشنطن ١٦-١٩ نوفمبر ٢٠٠٥)، الذي دعوتموني إليه فألقيت كلمتي النوبية فكانت التفجير الأساسي للصحوة النوبية، هذا إهداء لك ولصحبتك المناضلة لكي لا ينسي النوبيون فضل هذا المؤتمر وفضل دعوتك الوطنية المصرية لي كممثل للنووبة، هذا إهداء حتي يعرف النوبيون من الذي وقف معهم في محنتهم».

وفي مقدمة الكتاب كتب أدول مدخلاً اسماه «دهليز لابد منه»، أورد فيه كلمات للفيلسوف «جون ستيوارت ميل» يذكر فيها «إن الضرر الناجم عن إسكات التعبير عن الرأي، يعني أننا نسرق الجنس البشري كله، نسرق الأجيال القادمة والجيل الحاضر».

 ويتابع أدول حديثه «وأستكمل أنا «حجاج أدول» النوبي المضطهد في مصر وأقول «إن خطر الرأي العام المستبد لا يقل خطورة عن طغيان سلطة حكومية مستبدة، وكما يجب أن يمتلك المواطن الشجاعة علي قول كلمة حق أمام سلطان جائر، فإنه مطالب بأن يمتلك الشجاعة أيضاً علي قول كلمة حق أمام رأي عام جائر، وفي هذا الواقع البشع علي المواطن الحر القبول بالمخاطرة والتي في الغالب نهايتها تجريسه وتذنيبه وربما سجنه أو قتله».

وتحدث «أدول» في الفصل التالي عما اسماه «النكبة النوبية» وكيف تعاملت معهم الدولة المصرية، وأتبعه بفصل يروي فيه أسباب مشاركته في مؤتمر أقباط المهجر وتلبيته دعوة أبادير للمشاركة، وقال نصاً «لماذا لا أذهب إلي واشنطن، إنها واشنطن يا ناس، إنها عاصمة العالم، إنها اليد القوية التي تمسك بخيوط أركان الدنيا، فلماذا لا أذهب إليها وأتكلم من هناك».

 وتابع أدول «قصدت بالفكر والحركة أن أشجع الهيئات المدنية الأمريكية لتمد لي أنا النوبي، يد المساعدة في هذا الوقت العصيب بالنسبة للنوبة، مادامت مصر مصرة علي تذويبي والاستيلاء علي موطني».

ويروي أدول لماذا تعمد استخدام كلمات من العيار الثقيل في المؤتمر: «اخترت كلمات من العيار الثقيل لأصدم مصر وأجبرها أن تعترف بوجود قضية نوبية. ليكون الانفجار الإعلامي من العيار الثقيل، وحين ينفجر الهجوم الثقيل علي شخصي، يساعد بدوره في تحقيق أهدافي، أي أنني أردت استخدام قوي أعداء النوبة بالإضافة إلي «النوبيين الخونة»، ليكون هجومهم في صالح أهدافي النوبية».

وحاول في باقي أجزاء الكتاب الدفاع عن نفسه وعن أهدافه التي اسماها «أهداف جموع النوبيين»، مع نص لكلمته أمام المؤتمر القبطي العالمي الثاني، مع تخصيص فصل كامل عن توابع مشاركته كتجميد لعضويته في اتحاد الكتاب بالإسكندرية مع تعريض ببعض من تجاهلوا الإشارة إلي فوزه بروايته التي فازت بجائزة مؤسسة «ساويرس» للتنمية الاجتماعية.

وختم أدول كتابته بكلمات بعنوان «كيف نحول النوبة من حالة الضعف إلي حالة القوة» قال فيها «ورغم الهزائم النوبية المتوالية، أن يصير النوبيون قوة يحسب حسابها، ليس هذا بمستحيل، لكنه صعب جداً. أصعب مرحلة فيها أن نعرف قوانا التي تراكمت عليها الأتربة وتم تهميشها وتعميشها... ونأمل بكفاحنا النوبي أن نجنب مصر قضية شائكة حلها سهل واستمرار تجميدها أكثر من ذلك كارثة علي المجتمع، وإن لم تكن كارثة في الحاضر فهي كارثة مستقبلاً»

ويتابع أدول: «وإن استمرت الحكومة في غفلتها واستمر الفساد وأتوا بغير النوبيين، فسوف يرحل في العقد المقبل عدد كبير من النوبيين ليستوطنوا في مثلث النوبة السودانية مستقبلاً، وسوف يكونون محملين هم ونوبيو السودان ومن يتضامن معهم من السمر والسود، سيكونون محملين بكل ما هو ضد مصر إجمالاً، وهذا ما أحذر منه من الآن ولا يستبعد أي منا ذلك... وفي نهاية الكتاب أقول.... لنا حلمنا النوبي، ولن ينتزعه منا أحد».

ووضع أدول علي غلاف الكتاب اقتباسات تدعم المطالب النوبية من مقالات لكتاب صحفيين كبار مثل سلامة أحمد سلامة ومكرم محمد أحمد ومحمد سلماوي مع كلمة أخري للدكتور عماد أبوغازي الأمين العام المساعد للمجلس الأعلي للثقافة، فقال سلامة أحمد سلامة «أنني أضم صوتي إلي أصوات أبناء النوبة في ضرورة إعطاء الأولوية لأبنائهم.. إذ لا تنمية حقيقية بغير حس حضاري وتراثي من أصحابه الأصليين» أما مكرم محمد أحمد فقال: «وإذا كان النوبيون يتوقون إلي العودة إلي أرضهم القديمة، فما الذي يمنع هذه العودة إلي أراضيهم».

وفي حديث هاتفي مع «المصري اليوم» قال أدول بعد أن واجهناه بأجندته المرتبطة بالأساس بأجندات غربية «مطلبنا الأساسي هو العودة إلي النوبة كما فعلت الحكومة مع مهجري السويس، فليبنوا لنا القري ومن يشأ منا العودة فليعد».

وأضاف «نرغب أن نكون حلقة الوصل بين عنصري وادي النيل، والجسر بين مصر وشعوب حوض النيل، فهذا الترابط من شأنه تأمين المياه لمصر».

ودافع عن أقباط المهجر «الأقباط في الخارج لا يقلون عن حجاج أو غيره من المصريين، فهم مصريون وما يثار حولهم هو بمثابة محاكم تفتيش».

وتابع حديثه عن النوبة «نحن نجني ثمار السياسة الانقلابية لنظام يوليو الذي اتخذ منهجاً يهدف إلي تفتيت الأقليات وعلي رأسها النوبيون، وما ينطبق علينا ينطبق علي الأقباط والبدو في سيناء».

واستطرد «نأمل أن تترجم تصريحات الرئيس مبارك بشأن النوبيين، لتكون الأولوية للنوبيين في أراضيهم واقعاً وليس تصريحات فحسب.