Print
محمد منير مجاهد شقيق الطبيبة المعتدي عليها من الأميرة السعودية يكتب لـ «الأهالي»

اصحاب السمو.. والمقام الرفيع

كنت ومازلت من المؤمنين بعروبة مصر، وكنت وما زلت أتمني أن يأتي اليوم وقد أقام العرب اتحادهم العربي - كما نجح الأوروبيون في إقامة الاتحاد الأوروبي - علي أساس من الحرية وسيادة القانون دون تفرقة من أي نوع، وجدت لزاما علي أن أمهد لمقالي بتلك الكلمات بعد أن توالت الأنباء عن قيام بعض الأخوة والأخوات العرب وبالذات الخليجيون منهم بتوجيه إهانات غير مقبولة وغير مبررة للشعب المصري، وعلي سبيل المثال تحول مدخل العمارة رقم 197 في شارع 26 يوليو في مساء يوم الخميس 23 أغسطس - طبقا لرسالة من الكاتب الصحفي الأستاذ عادل درويش - إلي ساحة اشتباك بين مسئول الأمن في العمارة وفتاة سعودية انهالت بوابل من الشتائم

علي موظف الأمن البسيط قبل أن تصفعه علي وجهه وتصف المصريين بأنهم قوادون، وذلك لأن الموظف رفض أن يكون قوادا ويسمح بصعود الفتاة إلي شقة شاب سعودي، وقالت الفتاة السعودية أنها تعيش في مصر بأموالها، واستمرت تهدد بأنها ستستدعي له عددا من لواءات الشرطة لإعطائه درسا في التعامل مع «أسياد البلد»، وحاول أحد السكان تهدئتها لكنها قامت بالاعتداء عليه بالسب ووصفته بأنه مصري مثل باقي المصريين الذين يعاملون في السعودية معاملة الكلاب.

يتزامن هذا مع مجاملة بعض ضباط الشرطة للأخوة الخليجيين علي حساب أبناء جلدتهم من المصريين ربما لتصورهم أن هذا يساعد علي تنمية السياحة، فقد روي الأستاذ الدكتور يحيي القزاز أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان ما رآه من إهانات للمصريين ركاب أحد الأوتوبيسات علي طريق قنا سفاجة تراوحت بين التفتيش بطريقة مستفزة وتكرار إنزال الركاب مع كل كمين.. والشتائم، وبين الضرب المبرح، في حين أعفي أحد الركاب من الإهانة لأنه قال انه "تبع أمير سعودي" - ذكر اسمه.

آخر أحداث مسلسل الإهانات الخليجية وقع يوم الأربعاء 29/8/2007 الساعة الرابعة عصراً لشقيقتي الصغري وهي طبيبة متزوجة من طبيب ويعملان معا بمستشفي الطلبة التابع لجامعة القاهرة وتسكن بشارع الهرم بالعمارة المواجهة لمستشفي الهرم ، حيث فوجئ زوجها بسيارة تركن في جراج العمارة بشكل يسد عليه الطريق فعاتب السائق علي تعطيل مصالح الناس، وبالطريقة المصرية تدخل أمن العمارة و"حصل خير يا دكتور" و"وأنت يا أسطي خلي بالك بعد كده" وكاد الموضوح ينتهي إلا أن باب سيارة الأسطي فتح فجأة وخرجت منه امرأة خليجية تسكن في نفس العمارة، وبدأت مسلسل الردح بقولها "إحنا نركن مطرح ما نحب إحنا جايين هنا بفلوسنا" وتدخلت أختي دفاعا عن زوجها قائلة "عيب الكلام ده وإنتي أميرة في بلدكم لكن هنا إحنا جيران" فما كان من الأميرة إلا أن قالت "لا تقولي لي عيب صحيح أنت أكبر مني سنا ولكن أنا أرفع منك مقاما"!!!! و"أنا الأميرة وحا أبلغ السفارة وحا تشوفوا السفارة حا تعمل فيكوا إيه"!!.

تدخل أمن العمارة مرة أخري لفض الاشتباك وانسحبت أختي وزوجها يلعقان جراحهما إلي شقتهما، وما هي إلا لحظات حتي سمعا خبطا شديدا علي باب الشقة ففتحا الباب ليفاجأوا بعدد من "الأميرات" السعوديات ومعهن نخبة من الخادمات الفيليبينيات إضافة للسائق المصري يقتحمون الشقة وينهالون بالضرب عليهما وعلي ابنتيهما اللتين أصابهما فزع شديد ورعب مازالتا تعانيان منه حتي الآن، كما قامت "الأميرات" بتكسير محتويات الشقة علي مرأي ومسمع من الجيران وأمن العمارة، وبغض النظر عن الأضرار المادية الكبيرة فإن الإحساس الكريه بالمهانة والذل وجرح الكرامة والافتقاد للأمان والرعاية في بلادنا هو أفدح الخسائر علي الإطلاق في هذه الحادثة، فالآن بعد احتجاز الطبيب المصري وتعذيبه في السعودية وتعذيب المواطنين المصريين في الكويت أصبح من الجائز أيضا إهانة المصري وضربه والتعدي عليه في وطنه من قبل أي من هؤلاء "الأعراب".

قامت شقيقتي وزوجها بالاتصال بشرطة النجدة التي حضرت متهادية بعد أكثر من ساعتين وقامت بعمل محضر ثم صعدوا إلي شقة الأميرة السعودية، ثم نزل أفراد القوة وشوهدوا وهم يدسون شيئا (علي الأغلب رشوة) في جيوبهم، وحين حاولت أختي وزوجها تتبع المحضر في قسم العمرانية لم يجدوا له أثرا، وبعد إلحاح وإلحاف تم تحرير محضر برقم 100 أحوال العمرانية بتاريخ 29/8/2007 الساعة 11 مساء ولكنه لم يتحرك لأي جهة وغالبا سيتم حفظه إداريا.

وأنا أضع هذه الحادثة المشينة أمام اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية راجيا أن يهتم بها وذلك لأنها وقعت في منطقة تتبع إداريا قسم العمرانية الشهير بإهانة المواطنين وتعذيبهم والذي ذاع صيته مؤخرا بعد إلقاء المواطن ناصر جاد الله من شرفة منزله بالدور الرابع، وقد تصرفهم مشغولياتهم في التعذيب عن الدفاع عن كرامة الوطن ومواطنيه، وأنا أطالب بطرد هذه الأميرة وحاشيتها من مصر فورا باعتبارهم أشخاصا غير مرغوب فيهم وحرمانهم من دخولها مرة أخري.