Print

المخدرات الأمنية

اسم الكاتب : مدحت قلادة04/09/2007

ابحث عن المرأة "مثل فرنسي" لحل كثير من القضايا، لكن في مصر تختلف العبارة ابحث عن الأمن ودوره الخفي في كل المشاكل مصر والمصريين خاصة الفتنة الطائفية التي يلعب فيها الأمن المصري دور البطولة المطلقة

ففي عهد عبد الناصر كانت مباريات كرة القدم هي وسيلة التخدير الوحيدة لإلهاء الشعب المصري عما يعانيه من ظلم وإجحاف لحقوقه السياسية فكانوا حراس السلطة يجدون في المباريات وسيلة سهلة لإلهاء الشعب المصري ولتخديره عن حاضره المُظلم ومستقبله البائس، والآن تغيّرت الخطط وأصبحت مباريات كرة القدم أسلوب من أساليب متعددة للتخدير ولإلهاء الشعب فمنذ 35 عاماً اعتمد الأمن المصري على أسلوب رئيسي هو إشعال نار الفتن الطائفية من آن لأخر باستخدامه للتطرف الديني كمخدر سريع للشعب المصري المدمن للهوس الديني والمصاب بالوهابية الشعبية.


فعلى سبيل المثال دور الأمن:
*ضلوعه المستمر في تأجيج الفتن الطائفية ومباركته الاعتداء على الأقباط بعمل كردون خارجي ليتم تصفية الأقباط داخلياً كما تم في الزاوية الحمراء "مباركة رجال الأمن لقتل الأقباط وحرق بيوتهم وسرقة محلاتهم وكُرر السيناريو المحزن في الكشح والعياط والإسكندرية...الخ.


*تسييس الصحافة المصرية القومية والحزبية والصفراء بجعلها بوقاً لنشر الأكاذيب لتضليل الشعب وقلب الحقائق بجعل المجني عليه جاني والعكس أيضاً وذلك بتعليمات أمنية لتخدير الشعب.


*تدجين الأمن ليهوذات وخونة مقابل مكاسب مادية ليبيعوا دينهم وشرفهم وعرضهم مقابل حفنة من الدولارات الوهابية المغدقة عليهم أو قطع من الأراضي لينالوا بعد ذلك ألقاب صاحب مجموعة الشركات أو دكتور فلان أو مفكر قبطي أو مصلح اجتماعي أو مصلح كنسي الخ.


*نشر الصحف الأمنية مثل النبأ والميدان والأسبوع ونهضة مصر والكثير من الصحف التي تُدار بخطط أمنية معتمدة على أسلوب الفرقعة الإعلامية الكاذبة والمضللة لشغل الرأي العام بها.


*الترابط الشديد بين عمل رجال الأمن والإخوان المسلمين مما جعلهم يخططون مع بعضهم البعض مع السلفيين لرفع قضايا على المعارضين للنظام أو ممن يفضحون الأمن وانتهاكه للمواطنين.


*تعضيد الأمن لكثيرين من التكفيريين أمثال عمارة والنجار والعواء والبشري لعمل انقسام داخل المجتمع بالفتاوى التكفيرية لإلهاء وتخدير الشعب.
*دوره الواضح في نشر الأكاذيب مثل "شبكات التنصير المزعومة" بقيادة مسيحي الشرق الأوسط، وتنصير محمد حجازي ومشاكل بناء الكنائس والاعتداء عليها وخطف وتنصير بنات مسلمات مثل زينب وخديجة...الخ


إن دور الأمن واضح وضوح الشمس في الأفق وتعاون الأمن مع الإخوان في الإسكندرية ظاهراً بصورة منفرة فشعار الأمن "الشرطة في خدمة الشعب" الآن تغيّر الحال وأصبح اضطهاد الأقباط والاعتداء عليهم في خدمة الأمن وخططه الشيطانية!! لإلهاء الشعب عن حاضره الضائع ومستقبلة المشئوم بزرع فتن طائفيــة أصبحت مخدرات أمنية مشروعة بتخطيط وتنفيذ أمن الدولة بالتعاون مع الإخوان والسلفيين والتكفيريين "جماعات الإرهاب الديني" علاوة على العائد المادي المجزى من الوهابيين.


فالأمن ينشر مخدراته الأمنية بزرع ونشر الفتنة من وقت لأخر مستعيناً بجيوش كاملة من الغوغاء والدهماء بالتعاون مع الإخوان المسلمين متجاهلاً المثل المصري "اللي بلعب بالنار لابد من حرقه" لم يعي درس السادات الذي تربى على دسم الكراهية في مدرسة الإخوان بعد أن فتح الطريق لهم وملكهم المناصب القيادية ونال منهم جزاءه على الذي يستحقه على طريقتهم، والأمن يعرض مصير مصر بالكامل للخطر مضحياً باسم ومكانة مصر عالمياً في الحضيض!! لانعدام المواطنة وحقوق الإنسان وتصبح دولة إرهاب وقتل وتكفير واستحلال لدماء وعرض وشرف و أموال الأخر!!


ولكن مهما طالت حقبة الدولة البوليسية فمصيرها للانهيار والزوال عاجلاً بإذن الله ولن يرحمهم الإخوان "وحماس مثال واضح لمن يفهم ويعي" كيف يُصَفّون حساباتهم مع الأشقاء بالرمي من الدور الثامن عشر أو بـ45 رصاصة في شقيقهم الفتحاوي طبقاً للمذهب الإخواني والوهابي السلفي الدموي الشرس!!


أخيراً يقول قائل إن الإخوان يحاكمون في المحاكم العسكرية وتم التحفظ على أموالهم المغسولة "الممولة لهم من الوهابيين والمنظمات الإرهابية العالمية " ويتم القبض عليهم من آن لأخر؟!!


الإجابة لا تتعجب إن ما يظهر على السطح من صدام فهو.
*نتيجة للتصادم في المصالح " كرسي الحكم " بعد تأكدهم من ضعف وقرب نهاية نظام مبارك.


*أو تمثيلية مستترة ولا ننسى " اتفاق الشيخ عبد الحليم موسى وزير الداخلية مع جماعات الإرهاب" الإخوان والجهاد...الخ في شهر يونيو 1993.


*أو استمراراً لتخدير للشعب وشغل الرأي العام وسيفرج عنهم قريباً كما يحدث دائماً
أخيراً رغم أن المخدرات الطبيعية مثل "كوكايين وماريجوانا ...الخ" ممنوعة بحكم القانون وتوجد في مصر خلف أكاديمية الشرطة إدارة خاصة "الإدارة العامة لمكافحة المخدرات" إلا أن في مبنى أمن الدولة بلاظوغلي يوجد قسم يسمى المخدرات الشعبية لزرع الفتن والانقسام داخل الوطن.


ولكن سيظل خطر النوع الثاني "المخدرات الأمنية" أخطر لأنه لا يهدد أفراداً فقط بل يهدد كيان دولة ذات حضارة 7000 عام.
لك الله يا مصر.