Print

إخفاء المصائب ومصائب الإخفاء

شفيق بطرس  

تتحفنا صُحف النظام المصرى بصفة مستديمة ومنذ فترة ليست بالقصيرة كل يوم بمقال مختلف لكاتب أو كاتبة والكل قد يختلف فى الأسلوب  والتعبير  لكن الهدف واحد ودائرة  لوحة ضرب النار واضحة وظاهرة للتنشين بكل دقة لإصابة الهدف ألا وهو مهاجمة أقباط المهجر وأى شىء قد عملوه وأى شىء يفكرون فى عمله حتى قبل أن يرى النور،

ولا ينتظرون للحظة ميلاد العمل وبعدها يوجهون له حرابهم وسهامهم وبنادقهم المحشوة بالطلقات الخارقة ،  وبدأ الهجوم على مؤتمر أقباط المهجر  من قِبَل الكثيرون بمختلف طوائفهم حنقاً وحسداً وكراهية وحباً فى المغالطات واللف والدوران حول الحقائق  والمُسلمات الواضحة وضوح الشمس ، وكما يقولون تمخض الجبل فولد فأراً  وتتطوع كاتبة حاقدة ومعروفة بكراهيتها للأقباط وأى شىء يختص بهم أو بتاريخهم لتنير لنا الطريق لنعرف ما يدور فى أذهانهم المريضة وتقول   

ولكن ما لا يمكن إخفاؤه هو غيرتى الشديدة على الحق المجرد من أى أحكام مسبقة أو نزعة طائفية ، وأقول لو أن غايتك هو غيرتك الشديدة على إظهار الحق المجرد من أحكام مسبقة ، فكيف تسارعين من الآن وتتهجمين على مؤتمر الأقباط  المزمع عقده فى شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية وقبل عقده بأسبوعين  ، فعن أى حق تتكلمين وعن أى أحكام مسبقة وقد فعلتيها بنفسك وسبقتى الأحداث بالهجوم على المؤتمر قبل أن يولد ، وتهاجم الأخت الفاضلة إنتشار كتاباتنا وصفحاتنا الألكترونية وتقول إن زيادة مساحتها وإنتشارها يدل على أنهم صاروا مدللين أكثر مما يجب فى عدة إتجاهات  ، وأولها النظام المصرى وتبرر الكاتبة ذلك بأن الجهات الوطنية الرسمية تحاول إستقطاب بعض اقباط المهجر خوفاً على وحدة الصف  وتفادى غضب الحليف الأمريكى وخوفاً من قطع المعونة ، والعجيب كل العجب يا أستاذه أولاً أن هذا لا يحدث وليطمئن قلبكِ فأن النظام المصرى لا يهمه وحدة الصف ولا يهادن ويستقطب أحد أقباط المهجر لأنه لا يهتم بأى مطلب من مطالبنا العادلة  ،

ثم كيف تقولين أنه يهتم ومن الواضح وضوح الشمس وكلك  نظر ما يحدث للأقباط كل يوم بل كل ساعة على إمتدادد ربوع مصرنا الحبيبة من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب وكيف يفعل النظام هذا وهو يتغاضى عن آلآم شعبه من الأقباط وتأوهاتهم بلا مبرر غير خوفه من الضغوط الوهابية السعودية وعيون الغول الأخوانى التى تطق بالشرار ضد أى مسيحى بمصر ، وما صلة الحليف الأمريكى بهذا يا أستاذتنا ولترجعى للتاريخ وتعرفى أن الأمريكان لهم مصالحهم ومصالحهم فقط وكان من باب أولى وأنت تحاولى أن تظهرى بمظهر الجهبذ العلامة  أن تسمعى عن البوسنة والهرسك وما فعلوه الأمريكان والناتو بالصرب الأرثوذوكس أم فقدتى الذاكرة وكيف ناصروا المسلمون على مسيحيى الصرب  ،

والواضح أن أمريكا والغرب وجمعيات حقوق الأنسان الدولية هى التى تتحرك وتعى  وترصد كل ما يحدث لأقباط الداخل بمصر وإن كان هذا يضايق حضرتك فمن الأحسن أن تتوصلوا الى إختراع يعمى كل الأعين الألكترونية وأجهزة الكمبيوتر الحديثة وأحفروا الخنادق للأقباط ودقوا على الأعناق كما علمكم تاريخكم الدموى من قبل ، وللأسف لن تستطيع أى دولة فى العالم اليوم أن تفعل ذلك فقد فات آوان الظلام والجهالة ولن يرضى حتى أخواننا المسلمون  المعتدلون فى مصر بهذا ، وليكن للجميع  كُل الثقة بأن ما قد يحدث لأى طفل قبطى أى طفلة قبطية فى أى دار حضانة فى أى بقعة من بقاع مصر سنعرف به نحن هنا فى المهجر فى نفس البرهة واللحظة ولن نقف مكتوفى الأيدى بعد اليوم ولن ننتظر العم سام لينصفنا كما تتوقعون ولكن الأرادة الألهية ومحكمة السماء لكم بالمرصاد كما حدث فى الكشح عندما أنزل الله تبارك أسمه صواعق الغضب على منازل القرى المجاورة للكشح والتى هى نفس المنازل التى خرجت منها جحافل الغدر والذبح لينكلوا بأقباط الكشح 

إرجعى بذاكرتك يا أختى الفاضلة وأقرأى على صفحات النت التى تهاجميها ، ما حدث من ألسنة النيران السمائية التى هبطت من السماء لتحرق الظالم وتنصف المظلوم ، ثم ما دخل أقباط المهجر بالمعونة الأمريكية ؟ وقد قالها بوش بنفسه أن مصر تساعد حماس وترسل لهم السلاح وتحفر لهم خنادق وسراديب تهريب السلاح وتدربهم على القتال وقد قالها صريحة عالية المهدى عاكف بأنه سيرسل  عشرة آلآف مقاتل ليساندوا حماس فى حربها القذرة ضد أخوانهم من فتح طمعاً فى السلطة ( ونحن على يقين أنه فعلها ) وهذا من الأسباب الرئيسية للمساس بأى سنت من المعونة الأمريكية ، وكما قلنا أن العم سام له مصلحته ومصلحة إسرائيل ولا يهتم بالأقباط ونحن بداخل أمريكا منذ ما يزيد عن نصف قرن من الزمان ونعرف كيف يفكرون ، ثم ما الفائدة التى سوف نجنيها من قطع المعونة الأمريكية عن بلادنا وشعبنا وأهالينا  فى مصر ؟ ماذا  سيفدنا تجويع الغلابه فى مصر وأكثر من 12% منهم هم عائلاتنا من الأقباط ؟ ولا تعرفى يا أختى الفاضلة أن كل منا له من الجيران والأصدقاء وزملاء الدراسة من أخوتنا المسلمين الملايين ولا يهمنا أبداً إيذائهم ولا تضييق العيش عليهم وهم أساساً فى ضيق وفساد من النظام ليس بعده فساد ،

وتتسائل الأستاذة عمن يوجه له  أقباط المهجر الأتهام وتقول نهاجم  الإسلام ونرجع فى لحظات خوف نهاجم المسلمون ونتيقن لوجودهم معنا بالمؤتمر ونرجع ونعتذر ونصب غضبنا كله على النظام و نهاجم النظام  ، وأقول لو كنا نريد مهاجمة المسلمون فلماذا كانت دعوتهم للمؤتمر أساساً ؟ وإن كنا نهاجم الإسلام فهذه مغالطة ومحاولة إلصاق تهمة بأقباط المهجر لأنهم جميعاً أذكياء ويعرفون أن مهاجمة أى دين أوعقيدة عملاً من أعمال التعصب المرفوض دولياً والذى نعانى منه نحن  المسيحيون فى مصر كل لحظة ويكفى ما يقوله علمائكم مثل الدكتور عماره عن الأقباط حتى يقول أن المسلمون يسئهم رؤية الصليب ويجرح مشاعرهم ، وما هذا الكم الهائل من كتب تكفير النصارى فى المعارض والمكتبات العامة والتى تصرف عليها الدولة من أموال الضرائب التى يشارك القبطى فى 40% منها ؟

وأخيراً ألم تعرفى يا أستاذه ما يعانى منه الأقباط إلى الآن وما هى شكوتهم ؟ إسألى الأم الحزينة التى فقدت بنتيها بعد أن تم خطفهما وما يحطم قلوب الآباء بعد خطف بناتهم ، إسألى الزوجة المطعونة فى شرفها بعد أن يخطفها الأوغاد ويعتدون عليها ليفضحوها مع أهلها وزوجها ولا لشىء إلا لأنها مسيحية ، إسألى الزوجة التى تواجه الحياة بمفردها بعد مقتل عائل الأسرة الوحيد على يد الأرهابين لأنه مسيحى وتقاعس الأمن والدولة فى عمل شىء وتقاعس العدالة فى محاسبة الجناة ، إسألى أى جهة دولية أو أى دولة حتى من دول العالم الثالث ما يبرر قوات من الأمن بملابس رسمية أن يرموا عائل الأسرة من الدور الرابع ليلفظ أنفاسه فى الحال ويترك الأسرة وله ثلاثة أولاد بلا عائل والأدهى أنه لا عقاب للجناة ولا رادع لأرهاب النظام وهل لو حدث هذا فى قطة يرميها إنسان من الأدوار العلويه فى أى بلد غير مصر هل تتوقعين مدى جرم هذا ؟ وما هو العقاب القانونى لمثل هذا الجرم ؟ وما هى قيمة التعويض المادى لأسرة القطة القتيلة ؟

 إسألى الوالدين المفجوعين بمقتل أملهم فى الحياة وفرحة عمرهم المُجند بالجيش الذى ضربوه بكل قسوة بأكعب البنادق فى خصيتيه وبعدها أشعلوا فيه النيران ورموه فى النيل بالصعيد ، إسألى قبل أن تتهمى أقباط المهجر وتحاولى إخفاء المصائب فتقعى فى مصائب الإخفاء

                         مش كده ولا إيه .                  شفيق بطرس