Print

 alquds

 المؤتمر القبطي بشيكاغو: المكان والزمان

وصلتني رسالة علي البريد الالكتروني من مجموعة مصريين ضد التمييز بينها مقال للاستاذ احمد طه النقر نشره بجريدة الاخبار يوم الاحد 28 تشرين الأول (اكتوبر) يعترض فيه علي مكان وزمان المؤتمر القبطي الاخير الذي عقد في شيكاغو بالولايات المتحدة. وايمانا مني بصدق نيته وحرصه علي حل مشاكل الاقباط وايمانا مني ايضا بان الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية فانني احب ان اعقب علي مقالته بالاتي:

اولا المكان حيث يعترض الكاتب في مقالته علي اختيار الاقباط للولايات المتحدة او اي مكان خارج مصر لعقد مؤتمرهم متناسيا سيادته هو وكل من يلف لفه ان الاقباط مرغمين علي فعل هذا فأنا يا سيدي مرغم لا بطل فهم مرغمون لان الامن لا يسمح لهم بعقد مثل هذه المؤتمرات داخل مصر ودليلي علي ذلك:

ـ ان الدكتور سعد الدين ابراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية عاني الامرين في سبيل دراسة اوضاع الاقباط وغيرهم من الاقليات داخل مصر وعندما اعترض عليه الامن اضطر لعقد هذا المؤتمر بقبرص في منتصف التسعينات ولا زال الرجل يعاني بسبب جرءته علي فتح هذا الملف الشائك للآن.

ـ ان الاستاذ ممدوح نخلة المحامي وهو من اقباط الداخل وليس من اقباط المهجر قد حاول عقد لقاء يناقش قضية الاقباط في احد الفنادق الكبري بالقاهرة ولكن الفندق سحب موافقته بعد اعتراض الامن علي هذا المؤتمر مما جعل الرجل يلغيه.
ـ كذلك فان ممدوح نخلة قد حاول ان يرد علي كل المتنطعين الذين يقولون انه يجب علي الاقباط عدم اللجوء للكنيسة لمناقشة قضياهم وعدم التظاهر بداخلها من اجل تحقيق مطالبهم فقام الرجل بمحاولة تنظيم مسيرة هذا العام امام مجلس الشعب لحثه علي مناقشة قضايا الاقباط، الا ان الامن اعترض علي المسيرة وحاصر جميع الشوارع والطرقات المؤدية الي مجلس الشعب ولم يسمح بها في حين ان هذا الامن وهذا النظام هو الذي كفل:

ہ للسيد صموئيل سويحة منسق عام حركة شركاء بتنظيم وقفة احتجاجية يحتج فيها علي عقد مؤتمر شيكاغو الاخير الذي عقد لمناقشة قضية الاقباط ومطالبهم العادلة رغم ان السيد صموئيل خرج وحيدا في هذه التظاهرة (الذي يستحق بموجبها ان يدخل موسوعة غينس للارقام القياسية ) فيا له من نظام ومن امن مستعد ان يضع حياته في سبيل كفالة حرية الناس للتعبير عن ارائها لدرجة ان الامن والاعلام كله قد خرج من اجل هذه المسيرة التي خرج فيها فرد واحد يعبر عن رأيه (طالما ان هذا الراي يتوافق مع رؤي هذا النظام ).

* كذلك فان هذا النظام وهذا الامن الذي يعترض علي اي مسيرة او اي لقاء ينظمه اي حزب او اي حركة معارضه حتي لو كان هذا اللقاء داخل حجرات مغلقة نجده يقوم مباركا ومؤيدا وحاميا لقاء نظمته مجموعة من الاحزاب الكرتونية بمدينة السنبلاوين تعترض فيه علي مؤتمر الاقباط بشيكاغو، وكالت فيه مجموعة من الشخصيات الباحثة لها عن دور السباب والتهديدات ضد اقباط المهجر وهي تهديدات وسباب يعاقب عليها القانون ولكن النظام وامنه واعلامه احتفي بهم اكبر احتفال طالما ان هذا يصب في نفس الهدف الذي يسعي اليه النظام وهو قتل الصوت المطالب بتحقيق المساواة والمواطنة الكاملة للاقباط.

ثانيا الزمان والكاتب يعترض علي انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت ويعضد اعتراضه بالاتي:
1ان هناك محاولات حثيثة تجري لرفع الظلم عن الاقباط ودمجهم في الجماعة الوطنية علي حد قوله ورغم اننا لم نسمع شيئا عن هذه المحاولات الا ان انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت لن يضر ابدا بهذه الجهود بل ربما يكون حافزا لها بعرضه الواضح للمشكلة القبطية وللحلول التي يقترحها لها.

2 ان هناك بعض الظواهر الايجابية والمشجعة التي يجب العمل علي تشجيعها ويؤيد رايه بموقفين:
ـ ترشيح الاستاذ سامح فوزي لنفسه في انتخابات نقابة الصحافيين ويعتبر ان هذه مبادرة ايجابية قام هو بتشجيعها ومع كل ترحيبي بترشيح الاستاذ سامح فوزي في هذه الانتخابات بل وحتي بنجاحه فيها بل وحتي املي في وصول صحافي قبطي لمنصب نقيب الصحافيين بل وحتي املي بوصول قبطي لاعلي المناصب في مصر، الا ان هذا لن يحل المشكلة فان ما يشكو منه الاقباط ليس عدم حصولهم علي اي من المناصب القيادية فقط فان هذا جزء من كل فهذا جزء بسيط من المشكلة او فلنقل انه عرض من اعراضها، فالاقباط لن يرضيهم وصول احد منهم الي اي منصب مهما كان هذا المنصب طالما ان مناخ التمييز والطائفية مستمر في مصر وطالما انهم لم يحصلوا علي حقوقهم كاملة ولم يتمتعوا بالمساواة الكاملة مع اخوتهم المسلمين في بلدهم مصر فعند وصولهم للمساواة التامة لن يضيرهم بل لن يهمهم كم وزير قبطي وكم عميد كلية قبطي وكم رئيس جامعة قبطي.

وكذلك مع كل ترحيبي لمبادرة الاستاذ سامح لكن عليك ان تقرأ مقالته هل انت مرشح قبطي؟ التي تعجب هو فيها من السؤال الطائفي الذي قابله به الجميع في نقابه الصحافيين واستغرابهم لترشحه، فاذا كان هذا تصرف صحافيين مسؤولين عن تكوين الراي العام بمصر فكيف يا تري سيكون تصرف العامة عند ترشح اي قبطي لاي منصب؟

ـ وصول اللواء مجدي ايوب القبطي الي منصب محافظ قنا ويقول انه النموذج الاروع ومع ترحيبنا بكل خطوة تستهدف رفع الظلم الواقع علي الاقباط ووصولهم الي ما يستحقون من مناصب علي حسب كفاءتهم الا انني اقول لك يا سيدي ايضا ان تعيين محافظ قبطي هنا او رئيس جامعة قبطي هناك وان كان يزيل عرضا من اعراض المشكلة الا انه لا يحل هذه المشكلة، فالمسالة لا تقاس بالعدد بل بقدرة اي قبطي يصل لاي منصب علي تنفيذ القوانين التي تساوي بين الجميع لا ان يصبح ديكورا هدفه تبييض وجه هذا النظام ودليلي علي ذلك ما قلته انت في مقالتك واسمح لي ان انقله بالحرف للقراء فبعد ان ذكرت جولتك انت والاستاذ جمال اسعد عبد الملاك (الذي كما تقول كان اول من رفع راية المطالبة بحقوق الاقباط داخل الوطن وقد رددت عليه انا سابقا) في مدينة قنا، حيث تقول بالحرف الواحد: ان هذا المحافظ اضاف الكثير الي انجازات عادل لبيب واخرها مشروعات سكنية ومدارس ومخابز آلية ومجمع تجاري هائل اقامه في عاصمة المحافظة قريب من مجمع مواقف الاوتوبيسات والميكروباص وسيارات الاجرة لخدمة سكان عاصمة المحافظة ومراكزها..وحكي لنا رئيس مجلس مدينة قنا انه عندما تفقد المحافظ موقع هذا المجمع لاول مرة لاحظ عدم وجود مسجد فأمر باضافة مسجد بميضة للوضوء الي مبني المجمع ليضرب مثلا رائعا ويقول للجميع وخاصة للمؤتمرين في شيكاغو هؤلاء هم اقباط مصر الحقيقيون .

واسمح لي ان اتوجه لك ولكل مسلم معتدل ولكل مسؤول مصري بعدة اسئلة:
هل يستطيع هذا الرجل القبطي الذي وصل لهذا المنصب ان يأمر باقامة ولو قاعة صلاة مسيحية مكونة من غرفة صغيرة واحدة في هذا المجمع لكي يشعر المسيحي في قنا انه علي قدم المساواة مع المسلم؟
بل هل يستطيع ان يامر باقامة دورة مياه في كنيسة او بناء حائط آيل للسقوط في كنيسة قديمة في قنا ام ان الامن سيعطل ويعترض له علي كل هذا؟

ولماذا سنذهب بعيدا الم تقرأ ما جاء بجريدة المصري اليوم في عددها الصادر يوم 9 تشرين الأول (اكتوبر) الجاري من الغاء الانبا شاروبيم اسقف قنا للمائدة الرمضانية السنوية اعتراضا علي تعطيل المحافظة لكل طلبات بناء او ترميم او توسيع الكنائس منذ وصول هذا المحافظ لمنصبه؟
ثم انك سيدي تحيي هذا التصرف من هذا المحافظ القبطي وتقول انه بهذا يرد علي الجميع خصوصا المؤتمرين بشيكاغو قائلا لهم ان هذا المحافظ وامثاله هم اقباط مصر الحقيقيون.
وانا والله العظيم سافترض ان هذا صحيح وان مجدي ايوب بتصرفه هذا
هو والانبا جورجيوس اسقف مطاي الذي تبرع بعشرة الاف جنيه لبناء مسجد وعشرة اخري لمساعدة فقراء المسلمين.

وكذلك تصرف عصمت ناثان رجل العمال السكندري بقيامه ببناء مسجد هناك.
وكذلك قيام رامي لكح ومنير فخري عبد النور بقيامهم بفراشة واضاءة الكثير من مساجد وسط القاهرة كل هؤلاء الاقباط وغيرهم من رجال الاعمال الاقباط الذين قاموا باعمال مشابهة هم الاقباط الحقيقيون من وجهة نظرك.

فاين هم المسلمون الحقيقيون واين هي تصرفاتهم المشابهة من قيامهم ببناء واعمار الكنائس ومساعدة فقراء المسيحيين ام انك نسيت القول الاسلامي المشهور اذا حييتم بتحية فحيوا بافضل منها !! ام ان ردكم علي هذه التحيات وغيرها هو الكم الهائل من الاعتداءات التي تصيب الاقباط كل يوم واخرها ما حدث يوم الجمعة 26 تشرين الأول (اكتوبر) من هجوم بري وبحري مكون من حوالي عشرة الاف مسلم من قري البيهو والعابد قاموا مهاجمين اقباط قرية دير جبل الطير الجبلية بمركز سمالوط مركز محافظة المنيا ووقوف الامن متفرجا بل ومشاركا للمهاجمين في هجومهم علي الاقباط المسالمين العزل.

سيدي بقيت كلمة اخيرة اتوجه بها الي:
ـ كل باحث عن دور وكل ساع الي موقع واقول له كف يدك عن اقباط المهجر فكلنا اقباط سواء في الداخل او في المهجر وبدلا من مهاجمة هؤلاء الوطنيين والمزايدة عليهم ساهم معنا ومع كل شريف في مصر في حل مشكلة الاقباط لان حلها سيساهم في استقرار ورفعة هذا الوطن.
ـ الي هذا النظام واقول له كفاك علاجا بالمسكنات فلا قرار تعيين محافظ قبطي هنا او تصريح ببناء كنيسة هناك سيحل المشكلة القبطية فالمشكلة لا تحتاج الي مسكنات صيدلي بل تحتاج الي مشرط جراح ماهر يستاصل الطائفية ويقضي علي التمييز الذي يعانيه الاقباط ويساوي بين الجميع في مصر.
ہ كاتب من مصر