Print

 

الأقباط والعفريت

فتح فريد
الحوار المتمدن - العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7
 

مش عارف أبداء منين ؟ لكن هاتكلم وخلاص وربنا يستر محتاج أوجه بعض الأسئلة للأقباط المصريين فى الداخل والخارج والداخل أهم هل أنتم مع التوريث والوريث ؟ أم أنتم مع القوى الوطنية المعارضة بكل أشكالها من يسار إلى يمين يدعى الإعتدال ( الأخوان المسلمين ) وهل تفضلون حكم مبارك على حكم الإخوان ؟ أم ستظلون سجناء للكنيسة ؟ وما هى حقيقة أزمة الأقباط ف مصر ؟ هل الدولة أم المجتمع أم الفصائل الإسلامية ؟ دعونى أجيب ولكم مالكم وعليكم ماعليكم فى البداية لماذا يلجىء الأقباط إلى الكنيسة ولماذا لا ينخرطوا فى المجتمع ؟

الإجابة بسيطة جداً لأنهم يشعرون بالإضطهاد وإنهم مواطنون درجة ثالثة أورابعة فلذا يفضلون أن يعيشون فى دولتهم الدينيه داخل الكنيسة على الرغم من إنهم يحلمون بالدولة العلمانية لكنهم يخافون من الخروج عن أسوار الكنيسة حتى لا يستصدموا بالواقع المرير الذى ينتظرهم فى الخارج ( خارج سور الكنيسة ) لكن لكل حلم كابوس وحتى إذا تحقق الحلم فلابد من ضحايا يدفعون الثمن ثمن الحلم

لماذا حتى هذه اللحظة لم يخرج الإقباط إلى الشارع مطالبين بحقهم رغم تصاعد الأزمات بينهم وبين الدولة وحتى هذه اللحظة عندما يثور الأقباط يعتصموا بداخل كنيسة أو دير فلماذا التمسك الشديد بالكنيسة هذه ليست دعوة للخروج على البابا ولكن لماذا لا تحاولون أن تعيشوا وتنخرطوا فى المجتمع

هذا ليس بالسهل اليسير ولا بالصعب العسير ولكن كل شىء فى بدايته صعب ولو سألنا أنتم مع الوريث والتوريث إن لم تكن الإجابة بالجهر ستكون ف السر نعم وهذه ليست فراسة أو تكهنات ولكن هذا أمر واقع فى ظل دولة مبارك حدث للأقباط ما يشيب رؤس الأطفال فى رحم أمهاتهم ولكن هذا أفضل بكثير من عصر السادات وما حدث به

ولكن الإخوان يعلنون ما لا يبطنون ويفعلون عكس ما يقولون ولو لا قدر الله توصلوا إلى حكم البلاد سنصبح نسخة مكررة من العراق أو أفغانستان أو حتى الشيشان فلذا يرى الأقباط أن مبارك وولده أفضل إن لم يكن هو الإختار الجبرى الذى فرضته ثمرة الحراك الغير مدروس منذ ثورة الجيش على الملك وكان هذا إفرازاً طبيعاً لتلك الحقبة المظلمة والتى بدأث ثصبح حالكة السواد لذا يفضل الأقباط عصر مبارك على نظرائة حتى ولو كانوا يتمنون غير ذلك

 ولو حاولنا أن نسأل لماذا لا يثق الأقباط بالمعارضة المصرية لوجدنا أن السبب فى هذا النخبة المثقفة ف المجتمع المصر ى حولت خطابها الموجه للشعب ووجهتة إلى بعضهم البعض وأخذوا فى الشروع فى عمليات التنظير والسفسطة حول الأفكار والمناهج السياسية والإيدلوجيات وكانت أخر تجربة حركة كفاية التى خرجت فى وقت عصيب فى تاريخ مصر المعاصر ونادتت بالديمقراطية والحرية والعدالة ووضعت عل إجندتها مبادىء الدولة المدنية الحديثة

 ولكن لم يكتمل إيضاً الحلم لإنها إنجرفت بعيداً عن مطالبها وتكالبت عليها الضربات المتتالية من النظام ومن المثقفين أنفسهم ومن الحرب الباردة بين الفصائل السياسية بعضها بعضاً فتحولت فى أخر المطاف إلى شكل جديد من أشكال المعارضة المصرية التى تحتوى على أفكار وأحلام عظيمة ولكنها تفتقد أليات العمل من أجل تحقيق تلك المطالب وبالتالى فقدت الثقة لدى العامة والنخب فى وقت واحد

ولو حاولنا التكهن بإيدلوجيات المجتمع المصرى لو جدنا أن الشعب المصر شعب عنصرى ضد كل الأقليات حتى بين الفصائل الإسلامية بعضها البعض ولو نظرنا إلى الماضى القريب وأزمة السودانيين مع مفوضية اللاجئيين لوجدنا أنفسنا أمام شعب تشبع بالعنصرية من القاع إلى القمة وعلى سبيل المثال وليس الحصر لتجد من أهم الكلمات الشائعة ف المجتمع المصر التى تؤكد على أن الشعب المصرى شعب عنصرى ( عظمة زرقاء ) ( أربعة ريشة وعظمة ) ( ياعبد يا أسود ) ( ده نسيوة فى الفرن ) لذا فقد تحولنا من سىء إلى أسواء إلى أن وقفنا على حافة الهاوية فخورين بأننا مصريين فخورين بمجد أجدادنا الفراعنة ولو كان من بيننا اليوم أحمس أو نفرتارى لبصقوا فى وجهنا على ما نحن فية وفماذا فعلنا نحن أمام هذا المجد القديم ؟


وأزمة الاقباط تتخللها عوامل مشتركة كما سبق وقلت المجتمع والنظام والمعارضة والنخب المثقفة والإسلاميين والأقباط أنفسهم الذين يتمنون أن يجدوا مصباح علاء الدين أو خاتم سليمان حتى يقول لهم العفريت نفسكم فى إيه ؟ فيكون الجواب عايزيين نخلص من الإضطهاد فيقول العفريت حاضر فقيقول الأقباط عايزيين يكون عدد الكنائس مثل عدد الجوامع فيقول العفريت شوبيك لوبيك فيقول الأقباط عايزيين نخلص من المتشددين دينياً والإرهابيين فيقول العفريت شوبيك لوبيك فيقول الأقباط عايزيين تتحقق العدلة والحرية والمساواة فيقول العفريت وهو يصب عرقاً وإنتوا بقا هاتعملوا إيه ؟