Print

راعي الكنيسة المعلقة رفض التعليق.. مفكرون أقباط يخلعون رداء الطائفية عن تصريحات ساويرس حول الحجاب ويعتبرونها "رؤية علمانية"
كتب مجدي رشيد (المصريون): : بتاريخ 7 - 11 - 2007

دخل رجل الأعمال الملياردير المهندس نجيب ساويرس على خط الجدل المثار حول قضية الحجاب، مفجرًا موجة جدل على خلفية تصريحاته التي قال فيها إنه يشعر بالغربة عندما يسير في الشارع المصري بعد أن أصبح مثل الشارع الإيراني، وأنه لم يعد يسلم على المحجبات إلا عبر الطريقة اليابانية "من بعيد لبعيد".

وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها ساويرس علنًا عن قضية يثير الحديث فيها الغالبية المسلمة في مصر، وهو ما يطرح تساؤلات حول مغزاه من تصريحه الجدلي في هذا التوقيت، في وقت تبرز فيه الدعوات المطالبة بتقريب وجهات النظر بين المسلمين والأقباط، ودعوة الطرفين لوقف ما من شأنه أن يثير الاستفزازات ويخلق أجواءً من التوتر.


وكان ساويرس قد اعترف أن قناة ""O.T.V التي يملكها وتبث إرسالها عبر القمر الصناعي المصري "نايل سات" تهدف إلى مواجهة ما أسماه "الجرعة العالية" من البرامج الدينية والمحافظة في القنوات الأخرى عن طريق تقديم أفلام وعروض خفيفة للشباب لا تخضع لمقص الرقيب.
وحسب تصريحاته التي أدى بها الاثنين الماضي، فإن ساويرس سيدشن مطلع العام المقبل قناة أخرى للأفلام تعمل على مدار الساعة غير مشفرة، بالإضافة إلى قناة أخرى للأخبار، ليكون بذلك أول رجل أعمال مصري يمتلك ثلاث قنوات فضائية.


"المصريون" استطلعت آراء مفكرين أقباط حيال تصريحات ساويرس المثيرة للجدل للوقوف على دوافعها، وقراءة الرسالة التي أراد توصيلها من خلال تصريحات المثيرة لمشاعر غضب المسلمين.
وفي حين ذهب البعض إلى أنه لم يقصد الجانب العقائدي في موضوع الحجاب، وإنما تحدث عنه من منظور اجتماعي، معتبرًا تصريحاته سياسية في الأساس، اعتبرها البعض الآخر تعبر عن تيار علماني يضم أقباط ومسلمين، ولا تعكس كراهيته للمسلمين.


ووصف جمال أسعد عبد الملاك في تعليقه لـ "المصريون"، تصريحات ساويرس بـ "العنجهية السياسية" الرامية لمحاولة إثبات الذات من رجل أعمال مصري - أمريكي لا تهمه سوى تحقيق مصالحه وأمواله ومشروعاته.
وقال إن إبداء ساويرس الامتعاض من تحول الشارع المصري إلى شارع إيراني يعكس من وجهة نظره رفضه المناخ الديني الذي بدأ يخيم على الشارع المصري متمثلاً في الرداء المحتشم وكل من شأنه أن يعكس التدين والالتزام.


وأشار أسعد إلى أنه بالرغم من اختلافه السياسي والطبقي مع ساويرس إلا أن الأخير لم يقصد الإساءة إلى الحجاب ولم يتحدث عنه من منظور ديني لكن جاء ذلك في سياق سياسي واجتماعي فقط.
وذهب الكاتب والصحفي سامح فوزي إلى نفس الاستنتاج الذي انتهى إليه أسعد، قائلاً: إن هذه التصريحات تعبر في الأساس عن تيار علماني يضم إلى جانب العديد من الأقباط ومسلمين يرون في الحجاب تدينًا شكليًا فقط. 
وأوضح أن المجتمع المصري يضم تيارات فكرية مختلفة تجاه قضية علمنة المجتمع؛ فهناك من يطالب بعلمانية كاملة، والبعض الآخر بعلمانية جزئية، بينما هناك من يطالب بدولة دينية بحتة رغم أن السياق المصري ليس في خصومة مع الدين.


وتابع فوزي قائلا: قضية الحجاب هي اختيار للمرأة، ولا يمكن أن يمارس التمييز ضدها بسبب ارتدائه من عدمه، والخطورة لا تكمن في هذا الحجاب وإنما الخطورة في حجاب العقل والذهن، فهناك الكثير من الرجال والنساء الذين يفتقدون للتفكير النقدي.


في حين فسر إسحاق حنا الأمين العام للجمعية المصرية للتنوير إعلان ساويرس رفضه مصافحة السيدات المحجبات بأن البعض منهن قد يرفض المصافحة على الرجال، وهو ما يقول إنه يحدث معه شخصيًا في العديد من المواقف مما يتسبب في حرج بالغ.
وأشار إلى أنه ربما ذلك هو الذي يجعل ساويرس يمتنع عن مصافحة المحجبات خشية من إحراجه ولا يقصد بذلك إظهار مشاعر الكراهية للحجاب.


من جانبه، رفض القمص مرقص عزيز راعي الكنيسة المعلقة التعليق على تصريحات ساويرس مكتفيًا بقوله: يسأل فيها ساويرس نفسه أما أنا فلا أتعامل مع موقع "المصريون" دون أن يبدي سببًا لذلك.