Print

al masri alyom

 فرانك وولف عضو الكونجرس الأمريكي: لا دخل لأقباط المهجر في قطع جزء من المعونة

 أجري الحوار في شيكاغو  شارل فؤاد المصري    ١٠/١١/٢٠٠٧

 يعد فرانك وولف، عضو الكونجرس الأمريكي، من أشد المدافعين عن حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، ويصب اهتمامه تحديداً علي مصر ومنطقة الشرق الأوسط ويولي اهتماماً خاصاً للقضية القبطية،

عندما التقيت «وولف» لقاء سريعاً علي هامش مؤتمر أقباط المهجر الذي انعقد في شيكاغو، كانت المرة الأولي التي ألتقي فيها عضواً في الكونجرس الأمريكي.

«وولف» الذي لا يتحدث كثيراً إلي الصحافة، طلبت أن أجري معه حواراً، ووافق وكنت أعتقد أنني سأحصل علي إجابات صريحة لبعض الأسئلة التي طرحتها عليه، ولكن غالبية إجاباته جاءت دبلوماسية لم ترض فضولي الصحفي،

فكنت أكررها بشكل آخر أو أدمجها في سؤال آخر إلي أن وصلنا إلي سؤال: هل تدعم الإدارة الأمريكية والكونجرس اختيار جمال مبارك رئيساً لمصر خلفاً لوالده إذا جاء عبر صناديق الاقتراع؟

وولف قال لي صراحة لا أريد أن أتورط في هذا الموضوع، وبعد ذلك لم أسأل عن أي شيء.. وإلي الحوار:

* كيف تقيم الأوضاع في مصر من الناحية الحقوقية؟

- أعتقد أنها تزداد سوءاً، فأيمن نور لايزال في السجن وقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلي إخراجه.

وأنا أعتقد أن جميع الظروف الخاصة بالأقباط المسيحيين وحقوق الإنسان، قد أصبحت أسوأ مما كانت عليه منذ سنوات ماضية.

* ماذا عن القضية القبطية؟

- وفقاً لقراءة تقارير وزارة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بالحرية الدينية، فإنها في الواقع ليست جيدة، وأعتقد أن الأوضاع أصبحت أسوأ من السنوات القليلة الماضية.

* لماذا ربط الكونجرس المساعدات بسجل حقوق الإنسان في مصر، وتحديداً الأقباط؟

- لأنهم قلقون فيما يتعلق بالحريات الدينية وحقوق الإنسان، بالإضافة إلي تهريب الأسلحة إلي غزة - علي حد قوله - إضافة إلي أن هناك أعداداً متزايدة في مجلس النواب يرون أن مصر لم تقم بما فيه الكفاية.

* هل للكونجرس خطة محددة بالنسبة للمساعدات التي يتم منحها لمصر في المرحلة المقبلة.

- إننا لم ننته بعد، فإن مشروع القانون هذا قد مر من مجلس النواب إلي مجلس الشيوخ، وهو يأخذ مجراه حالياً، وبعد أن يتم تمريره، فإنه سيكون هناك مشروع قانون آخر السنة المقبلة، ومن ثم فإن اللجنة التي أعمل بها في الكونجرس وتسمي لجنة المعونات، تنظر في هذا الموضوع كل عام، ولكننا لا نري أي تحسن، فأيمن نور ليس بحالة جيدة،

وعندما كنت في مصر وقابلت زوجته عرفت أنه لم يطلق سراحه، ومن ثم فإننا ننظر في هذا الشأن كل عام، وإذا لم نجد أي تحسن سيكون هناك تراجع كبير.

* أين الولايات المتحدة من عملية التحول الديمقراطي في مصر؟

- مصر لا يمكن أن تعد من الدول المتجهة إلي الديمقراطية في الوقت الحالي

* بعض نشطاء حقوق الإنسان في مصر يقولون إن بوش أهمل متابعة عملية التحول الديمقراطي في مصر؟

- إن هذا الأمر يشبه إنساناً له يدان اثنان فقط، فهو لا يستطيع القيام بالكثير من الأعمال.. فهناك الحرب في العراق والسلام العربي-الإسرائيلي، ومن ثم فإن الأمر ليس إهمالاً، بل هو تركيز أكثر علي هاتين القضيتين، ولذلك فإنه عند التركيز عليهما فإن القضايا الأخري قد يحدث لها نوع من التلاشي، لأن هدف إدارة بوش هو إيجاد السلام العربي- الإسرائيلي قبل رحيلهم ومصر شريكة في هذه العملية.

* لماذا موقف الإدارة الأمريكية غير واضح من الإخوان المسلمين؟

- لا أعرف.. فهناك الكثير من الأشخاص في الحكومة الأمريكية لا يفهمون الإخوان المسلمين، وما علاقتهم بتنظيم القاعدة، وإن كل الحركات الإرهابية مرتبطة بالإخوان المسلمين، وإلي حد ما فهناك سذاجة في التعامل مع هذا الأمر،

ولكن الخبر الجيد هو أنه أصبح هناك فهم متزايد لخطورة الإخوان هذا العام في الولايات المتحدة عن السنوات السابقة، ولكن كما تعرف فإن ٢٠% من البرلمان يمثلهم إخوان مسلمون ومنذ ٦ أشهر ماضية كان هناك اتجاه داخل الخارجية الأمريكية بفتح قنوات اتصال مع الإخوان المسلمين، ولكنني اعتبر ذلك غلطة كبيرة لأنهم أساسا إرهابيون.

* هل استقطاع ٢٠٠ مليون دولار من المعونة هو عقوبة تم فرضها علي مصر.. وهل لأقباط المهجر دور في ذلك؟

- نعم.. لأنها مشروطة وقد كان للمساندين للأقباط داخل الكونجرس دور في ذلك، ولكن ليس لأقباط المهجر أنفسهم دور في ذلك وهم لم يطلبوا استقطاعًا من المعونة وأنا عن نفسي فإن جزء من مساندتي لهذا الموضوع هو ناتج سوء معاملة الأقباط.

* هناك حالات تحول ديني في مصر.. ما رأيك؟

- إنه أمر غير مريح فكيف يمكن أن يكون هناك شخص ما لديه إيمان بشيء ما ويتم دفعه للإيمان بشيء آخر.

كأنك تسألني بأنني أؤمن بالسيد المسيح اليوم وغدا تطالبني بأن أؤمن بشيء آخر، فكيف تفعل ذلك.. إنه انتهاك لحقوق الإنسان الأساسية، وكما تعرف فإنه لا يمكن أن يتم دفع المسلم، لأن يتحول عن ديانته إلي المسيحية، فإنه لا يمكن أن يتم دفع المسيحي لكي يتحول إلي الإسلام، لأن ذلك مسألة مبدأ.

* هل للدكتور سعدالدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية واستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية دور في قطع جزء من المعونة.

- سعد الدين إبراهيم الذي يعيش حاليا في الولايات المتحدة ليس متأكداً إذا كان له دور مباشر أو غير مباشر، ولكنني أعتقد أنه كان مسانداً في هذا الموضوع وأنا واثق أنه لم يطلب ذلك أبداً.

* تنشر الصحف المصرية حالات تعذيب تتم داخل أقسام الشرطة.. هل تتابعون ذلك.

- لا نعلم ذلك بشكل محدد.

* ما موقف الكونجرس من القرآنيين والبهائيين؟

- بالنسبة للبهائيين فهم قليلون في مصر ولا يستطيعون الحصول علي رخصة قيادة أو بطاقة هوية وعندما كنت في مصر العام الماضي قابلت أحدهم وهم يعيشون حياة صعبة، وعددهم يقل عن ألفي شخص.

* هل تدعم الإدارة الأمريكية والكونجرس اختيار جمال مبارك رئيساً لمصر إذا جاء عبر صناديق الاقتراع؟

- لا أريد التورط في ذلك الموضوع، فالمصريون هم الذين سيحددون الأمر، وأذكر أنني عندما كنت في القاهرة العام الماضي قابلت ابن الرئيس مبارك - يقصد جمال - ودعوته من قبل ومنذ عدة أشهر كنت قد دعوت السفير المصري هنا، وكان جمال مبارك في السيارة فهبط ليسلم علي وتحدثنا  قليلاً.