Print

 

لا لخفافيش الإرهاب: لا ترحل يا ساويرس

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it. 
ماذا يريد المتأسلمون من مصر المحروسة؟! يريدون جعلها خراباً،يريدون العودة بها إلى عصر الحريم،يريدون العودة بها إلى ظلام العصور الوسطى،يريدون تحوليها إلى إمارة أفغانسان ليتولي إمارتها أمير المؤمنين هتلر مصر محمد مهدي عاكف. العالم كله يتقدم إلى الأمام، والمتأسلمون يتقدمون إلى الخلف،ينبشون التراث لمحاولة إيجاد ثغرة فيه تبلبل فكر المسلمين،في زمن المسلمون فيه مصابون بدوار التقدم، وكلما أمعن متأسلم منهم في النبش وأوجد فتوى شاذة وغريبة عن روح عصرنا،كلما شعر بأهميته،لأنه أصبح ملء السمع والبصر،وتناقش فتواه الجرائد والمجلات والفضائيات،كما حدث فى فتوى إرضاع الكبير، والتبرك ببول النبي،وتحريم تعرية الزوجة كاملاً أثناء ممارسة الحب مع زوجها، وحديث الذبابة ... والقائمة تطول .

 إنهم يعيشون خارج الزمان والمكان،يعيشون بأرواحهم في الماضي السحيق ،وبأجسادهم في القرن الحادي والعشرين مما أصابهم بإنفصام مروع في الشخصية،فهم يريدون إرجاع عجلة الزمان إلى الوراء،ونسوا أن"عمر اللي فات ما ها يرجع تاني"كما نقول في مصر.

فقد هدتهم نفسهم الشريرة - والنفس أمارة بالسؤ- إلى تفريغ مصر من خيرة أبنائها المنفتحين على روح عصرهم،العارفين بمتطلبات حقبتهم،فأعدوا لهم سلاح التكفير ليكون جاهزاً لإشهاره أمام من تسول له نفسل للوقوف في وجههم،فإذا كان مسلماً وكتب أفكاراً تعارض مشروعم الظلامي، اتهموه بالعمالة للغرب والكفر والردة، كما حدث مع د. نصر حامد أبو زيد،والمستشار محمد سعيد العشماوي،وجمال البنا الذي وضعه خفاش تونس،الغنوشي، في قائمة الـ31 شخصية مسلمة ومسيحية الذين حكم عليهم بالإعدام بتهمة الإساءة إلى سيد الخلق باسم جماعة من بنات خياله "أنصار رسول الله:البيان رقم 1" لأنهم وقعّوا ضد فتواه الكاذبة باتهام أستاذنا العفيف الأخضر- شفاه الله وعافاه - بكتابة كتاب "المجهول في حياة الرسول" وترأس الأستاذ البنا اللجنة الدولية للدفاع عن العفيف الأخضر"والأديب العالمي نجيب محفوظ، وقتل فرج فوده،

أما إذا كان مسيحياً فالفرصة سانحة أكثر،فهو صليبي كافر،مما أدي إلى هجرة كثير من العقول المفكرة أو صاحبة المبادرة الاقتصادية المنتجة من مصر إلى أوربا وأمريكا فراراً من القتل،و مما أدي كذلك إلى هجرة الراسميل القبطي خوفاً من الإعتداء عليهم من قبل الجماعات المتأسلمة،مثلما كان يحدث في الثمانينات من القرن الماضي، عندما كانوا يعتدون على محلات الذهب التي يمتلكها الأقباط ويستحلوا أموالهم ودمائهم، ولما لا وشيوخ الإرهاب يفتون لهم ليل نهار،بأن أموال اليهود والنصارى بل ونسائهم غنيمة لنا نحن الملسمون؟ ولما لا وشيوخ الإرهاب يفسرون لهم قوله تعالي في سورة الفاتحة"غير المغضوب عليهم ولا الضالين" أن "المغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى"؟

فالتهديد الذي يتعرض له الملياردير المصري نجيب ساويرس مقصود وآثم،أنهم يكررون نفس الخطأ الذي فعله عبد الناصر عندما طرد الأقلية اليهودية من مصر،فهربت برأس مالها إلى إسرائيل لتزداد غنى ،وتزداد مصر الفقيرة فقراً بفضل غفلة حكامها !!! فالمتأسلمون يحاولون الآن إخافة الأقباط ليرحلوا بأرواحهم وأموالهم إلى أوربا وأمريكا.

ماذا قال ساويرس ليقيموا عليه الدنيا ولا يقعدونها و يهددوا مصالحه؟ قال الحقيقة. فقد قال "أنه عندما يتمشي في شوارع القاهرة يشعر أنه في إيران"،هذا واقع. فظاهرة الحجاب،والنقاب، جديدتان على المجتمع المصري . بالنسبة للحجاب فقد أفاض فيه خيرة أبناء مصر، أمثال هرم مصر الرابع المستشار محمد سعيد العشماوي،في كتابه"حقيقة الحجاب وحجية الحديث" بآحاديث وآيات تقنع الحجر ناهيك عن البشر بأن الحجاب ليس من الإسلام، بل إنه عادة وليس عبادة، وأنه رمز سياسي لا أكثر، أما المفكر الإسلامي الكبير جمال البنا - شقيق حسن البنا - فقد قال في كتابه عن الحجاب:" لقد فرض الفقهاء الحجاب على الإسلام ولم يفرض الإسلام الحجاب على المرأة"، وفي حوارالأستاذ البنا معي الذي نشر في إيلاف قال عن النقاب"إن من ترتدي النقاب كالكلب الذي وضعت له كمامة" وأنه ليس من الإسلام في قليل أو كثير،

وكذلك قال ،الأستاذ عبد الرحمن الكواكبي، وكذلك قالت فيه عائشة بنت طلحة ابنة خالة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما . فإذا جاء ساويرس كمواطن مصري ، محب لوطنه،غيور على ثقافته، وقال رأيه بصراحة تقام له الدنيا ولا تقعد، فهو كمواطن مصري ،تربطه بمواطنيه رابطة المواطنة التي هي الرابطة الوحيدة الحديثة والدائمة ،من حقه أن ينتقد المجتمع الذي يعيش فيه من أجل إصلاحه، والدليل على أن كلام ساويرس صحيح أنه بنظرة واحدة إلى خمسينيات القرن الماضي في حفلات أم كلثوم و عبد الحليم لا نجد إمراة واحدة محجبة أم منقبة، إنها طفرة بترودولارية لم تعهدها مصر الحضارة والانفتاح،جديدة على المصريين الذين شيدوا واحدة من أقدم و أعظم حضارات العالم، الحضارة الفرعونية.

لماذا غضبوا من قول ساويرس؟ وجل المسلمين المستنيرين يؤكدون أن الحجاب والنقاب ،حجب لعقل المرأة، وكفن لجسدها ،وأنهما رمز سياسي للتيار الظلامي المتأسلم؟ حقاً انني كمسلم أخاف ممن يرتدين النقاب، فالوجه هو مرآة الشخص،فإذا أخفي وجهه ولم يظهر سوي عيناه،كيف نتعرف على الشخص الذي نتعامل معه؟ وكيف نعرف تعابير وجهه أسعيد أم حزين؟أمسالم أم إرهابي؟ إنسان أم خفاش؟ ورأينا جميعاً وقرأنا في الصحف وفي مجلة "روزاليوسف" كم من الجرائم والسرقات تمت تحت الحجاب والنقاب، لأننا لا نعرف من المختبئ وراء هذا الكفن المتحرك، أهو رجل أم إمرأة؟ وإذا كان النقاب فريضة كما يزعمون، لماذا لم يفرضة الله على المسلمات في أهم ركن من أركان الإسلام وهو الحج حيث يختلط الرجال بالنساء؟

 أجيبوني أيها المتأسمون إجابات شافية وليس بالإنشاء والكذب الذي صار فيكم طبيعة ثانية.أطلب من الملياردير ساويرس ألا يخاف من تهديداتهم وأن يستمر مقيماً في بلده مصر،التي قد تكون تهديدات "خفاشية"كما أدعو المهندس عدلي أبادير والملياردير حليم كميل، أن يعودا إلى مصر وأن يستثمرا أموالهم في صالح مصر لدفع عجلة الانتاج إلي الأمام ،وتشغيل شبابنا العاطل بإنشاء المشاريع المنتجة، فمصر ليست للمتأسلمين، بل مصر لكل المصريين الشرفاء والناجحين. فضفاف النيل تناديكم،فالقافلة تسير والكلاب تنبح، فالمتأسلمون لا مستقبل لهم بإذن الله،فالأرض يرثها عباد الله الصالحون، والمتأسلمون مفسدون ،وخفافيش تعيث في الأرض فساداً،وتحارب الله ورسوله باسم الله ورسوله،فذنبهم أعظم ،وجريمتهم لا تغتفر،جنايتهم على الإسلام تفوق بشاعة وخطورة وجناية إبليس على أبينا آدم عليه السلام.