Print

 

 قرية قبطية بمنفلوط رفعت العلم الأمريكي عند زيارته لها.. مفكر قبطي: "ريتشاردوني" يشارك بنفسه في إعداد تقرير الحالة الدينية

كتب مجدي رشيد (المصريون):

واكبت زيارات السفير الأمريكي لدى مصر فرانسيس ريتشاردوني لأكثر من جامعة مصرية خلال الفترة الأخيرة، منها جامعة طنطا، والمنصورة، وجامعة الأزهر حيث افتتح مركزًا لتعليم اللغة الإنجليزية، حالة من الجدل، ثارت في ضوئها العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول أهدافها.

ورأى محللون أن الهدف من زيارات السفير التي شملت أيضًا بعض القرى المصرية، والتي استبقها بمشاركته في الاحتفال السنوية بمولد القطب الصوفي أحمد البدوي بطنطا، فضلاً عن كونها تعمل على تحسين صورة الولايات المتحدة التي تضررت بصورة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، تهدف لإعداد تقرير الحالة الدينية- النصف سنوي- الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية.
وعزا أمين يسري السفير السابق والمحلل السياسي تحركات السفير الأمريكي في الأوساط الشعبية إلى كونه ينظر إلى مصر باعتبارها منطقة نفوذ واسعة لبلاده، التي تقدم المعونة الاقتصادية لها، وأنه يرى هذه التحركات حقًا مكتسبًا.

وحذر من التداعيات السلبية لمثل هذه الزيارات "المريبة"، مبديًا استغرابه الشديد من موقف الحكومة المصرية حيال السماح له بتلك الجولات، رغم تأثيراتها الضارة على الأمن القومي المصري.
وقال يسري إنه ليست هناك قيود على تحركات الدبلوماسيين ما دامت الدولة المضيفة لهم لم تبد اعتراضها، ولم تفرض سياجًا على أنشطتهم، أو تعلن عن استيائها بهذا الخصوص.
من جهته، أوضح الدكتور السيد عوض عثمان المحلل السياسي إن العرف الدبلوماسي جري على أن الممثل الدبلوماسي لأي دولة لا يجوز له التدخل في الشئون الداخلية للدولة الموفد إليها،، وأن باستطاعة هذه الدولة أن تعرب عن استيائها إزاء هذا التدخل، وأن تعلن أن الدبلوماسي هو شخص غير مرغوب فيه، وبالتالي تطلب استبداله بآخر.

ورأى أن السفير الأمريكي يهدف من وراء مثل هذه الزيارات إلى تلميع صورته وصورة بلده "الكيان المعادي للعرب والمسلمين"، من خلال احتكاكه بالأوساط الشعبية والعلمية ومحاولة أن يبدو وكأنه صديق حميم للمصريين.
وقال إن زيارات السفير الأمريكي تدعو إلى الشك والريبة، لاسيما وأنه السفير الوحيد من بين سفراء الدول الأجنبية بمصر الذي يفعل هذه التصرفات الرامية إلى اختراق المجتمع المصري.
وحذر عوض أيضًا مما يروجه الإعلام الرسمي المصري من أن الولايات المتحدة باستطاعتها حل مشاكل الشرق الأوسط، وإمداد مصر بالمعومات الاقتصادية، وأن بيدها 99% من أوراق اللعبة، معتبرًا هذا الأمر يأتي في إطار الترويج لسلام وهمي ولعدو ينحاز انحيازا أعمى إسرائيل على حساب المصالح العربية والإسلامية.

فيما رأى الكاتب السياسي جمال أسعد أن ريتشاردوني يسعى لتسويق النموذج الأمريكي ويروج له من خلال المشاركة في افتتاح بعض المشروعات ومراكز الأبحاث بالجامعات.
ولفت أسعد إلى ما وصفه بالدور الخطير الذي يلعبه السفير الأمريكي في توطيد علاقة الأقباط بسفارة الولايات المتحدة بالقاهرة من خلال تقرير الحالة الدينية الذي تصدره الخارجية الأمريكية.
وقال إن ريتشاردوني يشارك شخصيًا في إعداد هذا التقرير الذي يشير خصوصًا إلى مزاعم عن تعرض الأقباط في مصر للاضطهاد بهدف التمهيد لتدخل أمريكي في هذا الملف، الذي ثبت تاريخيًا أنه الورقة الوحيدة للتدخل الأجنبي في الشأن المصري.

وحذر أسعد من أن جولات السفير الأمريكي تمثل اختراقًا للمجتمع المصري، من خلال زيارة القرى ذات الغالبية القبطية التي ترفع العلم الأمريكي، مثلما حدث أثناء زيارته لقرية العزية بمركز منفلوط بأسيوط قبل ثلاثة أشهر، وعند زيارته للمدارس المسيحية الخاصة في إطار الإعداد لتقرير الحالة الدينية النصف السنوي.

وقال إن اختيار ريتشاردوني سفيرًا للولايات المتحدة لدى مصر جاء وفق معايير وضعتها الخارجية الأمريكية لاختيار دبلوماسييها العاملين بالشرق الأوسط وخاصة الدول العربية، أهمها: إجادة اللغة العربية، والتي يتقنها هذا السفير الذي سبق أن عمل في مصر في حقبة الثمانينيات.
ولفت أسعد إلى أن ريتشاردوني يحاول أن يثبت من خلال زياراته المتكررة إلى محافظات مصر أنه المبعوث السامي الأمريكي الذي باستطاعته أن يذهب إلى أي مكان يشاء وبالطريقة التي يريدها.