Print

 

السفير الأمريكي

محمود سلطان :

 نظرة سريعة على موقع السفارة الأمريكية بالقاهرة ، تحيل من توها الناظر إلى الاعتقاد بأن السفير "ريتشاردوني" هو أهم شخصية سياسية في مصر، وليس في أمريكا!

العناوين الخمسة الرئيسية على الموقع تقول:

المؤتمر الصحفي الذي عقده السفير الأمريكي في المنصورة

السفير الأمريكي فرانسيس ريتشاردوني يفتتح مركز تعليم اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر

السفير الأمريكي فرانسيس ريتشاردونى يحضر مولد السيد البدوي في طنطا


كلمة السفير ريتشاردوني عقب توقيع اتفاقية بين جامعة الإسكندرية وجامعة إنديانا

لقاء السفير الأمريكي فرانسيس ريتشاردوني مع الصحفيين في مدينة الإسكندرية

حوار السفير ريتشاردوني مع قناة النيل للأخبار

والحال أن هذا النشاط لـ"ريشادوني" لا تقوم بمثله أية قيادة سياسية رسمية أو حزبية في مصر!.. فقلما نسمع عن زيارات متتابعة لمسئول بالحزب الوطني الحاكم ـ على سبيل المثال ـ للجامعات المصرية، إلا في حالات استثنائية ترتبط بمواسم الانتخابات البرلمانية، وأبرزها لقاءات لرئيس أمانة السياسات السيد جمال مبارك، أو للقيادات الأقل مثل د. على الدين هلال أو مفيد شهاب، وهي تحدث كل خمس سنوات وليس كل خمس أيام كما جرت عادة السيد "دوني".

بل إن ما يقوم به السفير الأمريكي غير مسموح به لقيادات الأحزاب والجماعات السياسية المصرية المعارضة للحكومة، إذ لا يسمح مثلا للدكتور عصام العريان أن يمر من "جنب" سور أية جامعة مصرية، ولا من قبيل "شم الهواء" والتمتع بنسيم العصاري، وينسحب ذلك على د. عبد المنعم أبو الفتوح ومحمود أباظة وضياء الدين داود ومجدي حسين ، وغيرهم من الأسماء المعروف عنها أنها تتبنى رؤى مغايرة لوجهة النظر الرسمية!

فضلا عن أن هذا النشاط الذي يقوم به السيد "دوني" لا يقوم به أي سفير دولة أجنبية أخرى، سيما ممثلي الدول التي لها ميراث حضاري كبير مثل بريطانيا صاحبة أكبر خبرة دبلوماسية في العالم، والتي تحول خبرتها تلك ـ إلى جانب إرثها الحضاري ـ دون التعدي على السيادة الداخلية لأية دولة بشكل فج وفاضح مثل ما تقوم به السفارة الأمريكية في القاهرة.

ما يحدث من السيد دوني، أعتقد أنه من شأنه أن يسبب حرجا بالغا للحكومة وجرحا غائرا في السيادة الوطنية .. ونتمنى أن يقول له احد من المسئولين: عيب أنت زودتها حبتين!
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.