Print

 رداً على الدكتور زغلول النجار

بل من يزدرون المسيحية ويهاجمون الكتاب المقدس هم مثيرو الفتنة !!

القس رفعت فكري سعيد

راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف – شبرا مصر

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

طالعتنا جريدة صوت الأمة في العدد رقم 365 الصادر بتاريخ 10/12/2007م بحوار في الصفحة الحادية عشر مع الدكتور زغلول النجار , والحوار من بدايته وحتى نهايته ملئ بالمغالطات والمهاترات ولكن هذا ليس هو السبب الرئيسي لكتابة هذا التعقيب , بل ما دفعني للكتابة هو قول الدكتور النجار في هذا الحوار  إن لديه قائمة بأسماء من يثيرون الفتن الطائفية في مصر , ومن بين عدة أسماء ذكرها سيادته وضع إسمي من ضمن مثيري الفتنة الطائفية !!

 وتعقيبأ على هذا الافتراء لنا بعض الملاحظات والتي أرجو أن يتسع صدر الدكتور النجار لها :-

أولاً :- لست أعلم  لأي سبب يعتبرني النجار من مثيري الفتنة الطائفية , ولست أدري على أي دليل استند سيادته حتى يلقي بهذا الاتهام , وبهذا السب العلني الذي يعاقب عليه القانون , وهل الاتهامات تلقى هكذا جزافاً لكل من تسول له نفسه , أو يتراءى له  أن يقول في الآخرين مايشاء دون سند أودليل ؟!!

ثانياً :- يبدو لي أن الدكتور النجار يعتبرني من مثيري الفتنة الطائفية في مصر لا لشئ إلا لأنني أحد الذين تصدوا له ولمهاتراته  التي تنشرها له بعض الصحف ولاسيما في هجومه على الكتاب المقدس واتهامه بالتحريف والتبديل , فلقد سبق لي أن فندت هجومه على الكتاب المقدس وذلك من خلال بعض المقالات التي نشرت لي في مجلة روزا اليوسف وجريدتي الأهرام ووطني , وربما لأن الدكتور النجار اعتاد أن يقول ويكتب ولا يناقشه أحد فيما يزعم فكان مفاجئاً له أن يجد رداً وتفنيداً واضحاً لما يقول , ونظراً لعدم وجود أي حجة لديه للرد فلم يجد أمامه سوى اتهامي بإثارة الفتنة الطائفية لا لشئ إلا لأنني فندت مزاعمه واتهاماته المتكررة بتحريف الكتاب المقدس كلمة الله الصادقة والأمينة . ومن المؤكد إن إلقاء التهم الجاهزة جزافاً هكذا دون سند أو دليل إنما تدل على ضعف أصحابها وقلة حيلتهم وغياب منطقهم !!

ثالثاً :- إذا كان زغلول النجار حريصاً على عدم إثارة الفتنة الطائفية ألا يؤكد حواره المنشور في جريدة صوت الأمة على إنه من أكبر مثيري الفتنة في مصر ؟!! ألم يقل في إجابته عن سؤال هل الكتاب المقدس كتاب من عند الله؟ ( ليس هذا الذي بين أيدينا الآن , إن الله لم ينزل كتاباً اسمه العهد القديم ولا الجديد. فهذا كله صناعة بشرية )  ألا يثير هذا الطعن العلني  في كلام الله- الذي فيه هدى ونور -  احتقاناً وفتنة طائفية ؟!! فمن الذي يثير إذا الفتن الطائفية ياسعادة الدكتور؟!! هل من ذكرت أسماءهم ,  أم أنت وأمثالك الذين يهاجمون عقائد الغير علناً سواء على صفحات الجرائد والمجلات أو في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ؟!! ألم تصف الكتاب المقدس في حوار لك مع برنامج القاهرة اليوم ب [المكدس] ؟ أليس من طرائف الأمور وأغربها أنك تتهم الغير بإثارة الفتنة الطائفية في مصر , بينما  أنت واحد ممن يقومون بهذه المهمة ؟!!

رابعاً :- ألا تعلم ياسعادة الدكتور إن من يطعن في صحة وسلامة كتاب سماوي إنما يطعن في صحة وسلامة كل كتاب سماوي آخر ؟َ!! ألا تعلم إنك باتهامك للكتاب المقدس بالتحريف إنما تنسب الضعف لله سبحانه وتعالى لأنه لم يقدر أن يحفظ كلمته من التبديل والتحريف ؟!! ألم تسأل نفسك يوماً لماذا  يحافظ الله على جزء من كلامه ولا يحفظ الأجزاء الأخرى ؟!!  يادكتور زغلول إذا كنت تنتهج منهجاً علمياً عليك أن تجيب على هذه الأسئلة الهامة , من الذي حرف الكتاب المقدس ؟ ومتى ؟ وأين ؟ ولماذا ؟ وأين النسخة الأصلية الصحيحة التي لم تمسها يد التحريف والتبديل حتى نقارنها بالنسخة التي بين أيدينا ؟!! يادكتور إن البينة على من ادعى وهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين وكفاكم اتهامات واهية تتنافى مع أبسط قواعد التفكير العلمي !!!

خامساً :- كيف يكون الكتاب المقدس الذي بين أيدينا محرفاً وهو الذي علمنا الحب والتسامح وقبول الآخر المغاير ومحبة الأعداء والصلاة والدعاء بالبركة لمن يسيئون إلينا ؟ فإذا كان وهو بهذه المبادئ السامية الراقية المتحضرة محرفاً فماذا سيكون شكله لو لم يكن كذلك ؟!! فإذا كان وهو محرف علمنا النبل والسمو وطهارة القلب وقداسة الضمير ونقاء السيرة والسريرة  فلو لم يكن محرفاً تُرى ماذا كان سيعلمنا؟!! ياسيادة الدكتور إن سر عظمة ورقي ورفعة العالم المتحضر هو الكتاب المقدس , ولولا هذا الكتاب ما عرف العالم حقوق الإنسان ولا احترام المرأة ومساواتها بالرجل , لولا الكتاب المقدس ما عرف العالم  المتحضر النظام واحترام قيمة الوقت , لولا الكتاب المقدس لما وصل العالم المتحضر لما وصل إليه من علم وتكنولوجيا وتقدم ونهضة ورفعة .

سادساً :- إننا لم نثر أية فتن طائفية اللهم إلا إذا اعتبرت أن دفاعنا عن مدنية الدولة هو إثارة للفتنة , أو ظننت  أن دفاعنا عن حقوق الإنسان إنما هو إثارة للفتنة , أو توهمت أن دفاعنا عن حرية الاعتقاد وحرية العقيدة  إنما يضعنا في قفص الاتهام ضمن مثيري الفتن !! على أية حال إن الدول الراقية هي التي فصلت الدين عن الدولة , والدول المتحضرة هي التي تحترم حقوق الإنسان –كل إنسان - أياً كان دينه أو معتقده أو مذهبه أو لونه أو جنسه أو جنسيته , والدول المتقدمة هي التي تترك كل إنسان يختار دينه أو يبدله كيفما يشاء , ومن ثم فإننا لن نكف عن هذه المطالب الراقية طالما فينا عرق ينبض وقلب يخفق حتى ولو كنا في أعين من يخلطون الأوراق مثيري فتن !! وما اتهامك لنا بإثارة الفتنة لن يزيدنا إلا إصراراً على مطالبنا الراقية حتى تعود لمصر ريادتها وحتى تأخذ مكانها ضمن مصاف الدول المتقدمة التي تحترم حقوق الإنسان .

وختاماً :- يادكتور زغلول إنني أدعوك مخلصاً لأن تكف عن الهجوم على شركاء الوطن وعلى كتابهم المقدس , كما إنني أناشدك أن تكف عن إثارة الفتن واستخدام أساليب التحريض والتهييج ضد مسيحيي مصر , أما إذا كنت تريد جدلاً فإنني أدعوك لأن ترد على عقلاء المسلمين وعلمائهم الذين فندوا أفكارك ومقالاتك التي خلطت فيها الدين بالعلم , دع المسيحيين وشأنهم , ودع الكتاب المقدس وشأنه , وعليك بالرد العلمي على إخوتك المسلمين من لم يروق لهم الاعجاز العلمي !!