Print

                   

متى نتوقف عن التصفيق للمسؤلين فى العيد ؟!

  
ناجى وليم

 اختراع عبيط ولكنه تحول إلى عادة ساذجة يمارسها الأقباط وحدهم كلما اقبل مسؤل او وزير لتهنئتهم بالعيد , فبمجرد أن يصعد البابا  على الكرسي الباباوى لإلقاء كلمة العيد وسط قداس العيد ثم يبدأ يتلو أسماء الوزراء يندفع الأقباط اندفاعا مقيتا نحو التصفيق ابتهاجا بهذا المسؤل الذي قررا عطفا أن يذهب لتهنئة الأقباط بالعيد !

 

والسؤال الذي يفرض نفسه اذا كانت دعوة كميل حليم رئيس التجمع القبطي الأمريكي برفض استقبال المسؤلين قد أثارت ضجة , فان كميل يملك مبررات منطقية وعاقلة لقراره , إلا أن هناك أقباط فى الداخل ترى انه من الأفضل ان يخرج البابا لاستقبال المسؤلين تعميقا لروابط الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وانه لا داعي لتطبيق خطاب أكثر تشددا يصل فى مداه لمرحلة رفض استقبال المسؤلين .

 واعتقد أن لكل طرف أسبابه المنطقية التى تخدم وجهة نظره وهو ما يستدعى البحث عن نقطة التقاء لكافة الإطراف بشرط ان ترضى جميع الأطراف المخلصة للقضية القبطية . وهذة النقطة تعتمد انه لا مانع من استقبال هؤلاء المسؤلين طالما ان الدنيا ربيع والجو بديع وهو ما يستدعى ان نغلق كل الملفات الساخنة حتى ولو كانت هزة الملفات تفتح تقريبا بشكل منتظم فى جميع محافظات مصر, بالأمس كانت الإسكندرية والكشح وابو قرقاص واليوم أسنا وغدا مشكلة اخرى  وهكذا اصبح الأقباط ملطشة وهم يتحركون فى دائرة مغلقة , يواجهون نفس المشاكل ونفس الاعتداءات على الكنائس والمحلات باختلاف شخصية المسؤلين فى كل محافظة وان اتفقوا على نفس المهنج فى طرح أسلوب اللاحل ! وعادة ما تنتهي هذة المشاكل بجلسات الصلح العرفية وسط غياب واضح لهيبة الدولة حيث يرغم الطرف الأضعف على التصالح ماذا وألا اعتبر من مثيرى الفتنة الطائفية .

 ياعالم ياهوه الأقباط مضطهدون حيث يعتدى على ممتلكاتهم وتغتصب بناتهم وهناك يرغمن على الزواج وتغيير العقيدة ثم بعد هذا نخرج لأستقبال المسؤلين ؟! باى عقل او منطق ؟!

 أعتقد أنها  ة  المرة الأخيرة  التى  تخرج فيها الكنيسة لاستقبال المسؤلين بشرط ان تشل تلك الأيادي المرتعشة والتى تندفع نحو التصفيق الغير مبرر منطقيا , خاصة اذا كان من الأولى رفض استقبال هؤلاء المسؤلين , فبالضرورة يجب عدم التصفيق لهم أثناء حضورهم ؟؟؟!!!

 ان تصفيق الأقباط فى قداس العيد هذة المرة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الاقباط شعب مغيب عن الوعى لا يدرك ما يحاك ضده من جريمة تلو الأخرى وسط انتهاك واضح للميثاق العالمى لحقوق الأنسان .خاصة أن نزيف  الحوادث الطائفية الذى يتعرض له الاقباط أصبح يتكرر بشكل متوالى وبشكل ينذر بالخطر امام احداث تتكرر بدون عقاب رادع !!

 خذ مثلا أحداث العياط حيث كانت الخطة محكمة لحرق جميع بيوت ومحلات المسيحيين وبالفعل بدأت العناصر النشطة سكب الكيروسين على أسطح المنازل ثم بدأت عناصر أخرى فى إشعال النيران وماهى الا دقائق حتى تفحمت بيوت الكفرة !! لولا أرادة الله التى أنقذت حياة المسيحيين عندما انهمرت انهار المطر السماوى لتطفئ السنة اللهب المشتعلة . وبدلا ان تلتهم النيران ممتلكات الأقباط واروراحهم يحفظ الله أرواحهم فى زق عنده !!

 لقد كان المسيح يجول يصنع خيرا وكان يشفى المتسلط عليهم إبليس وكم من معجزات صنعها الرب مابين شفاء نازفة الدم والمولود أعمى حتى أقامة الموتى ومع هذا لم نسمع ان الجموع الغفيرة كانت تقابل معجزات الرب بالتصفيق الحاد !! رغم ان المعجزات كانت تصل الى حد الإبهار !! والرب نفسه هو الذى خلق لهم الأيادي !!

فما بالك ياعزيزى ونحن نعيش كارثة خطف البنات القاصرات وحرق الكنائس والاعتداء على الأرواح وهى جميعا حوادث تستدعى البكاء لا التصفيق ؟! انها رسالة كرامة لكل شاب وفتاة أن يمتنع عن التصفيق فى الكاتدرائية ليلة العيد احتجاجا على ماجرى ومايجرى وماسوف يجرى فى القريب !

 وإذا كان هناك إنسان عاقل جاء مقعده بجوار إنسان هايف ومغيب عما يجرى للأقباط  فمطلوب من العاقل ان يضبط تصرفات  الأهوج والمندفع و أن يمنعه  من التصفيق بالقوة  خاصة اذا كان المصفق لا يشعر بحجم الكارثة !

 واذا كان التصفيق عادة تليق بالمسارح والملاهي فان هزة العادة لا تليق أطلاقا بأهل بيت الله خاصة إذا كان المصاب جلل والجريمة بشعة .وضد ابسط مبادى حقوق الإنسان . وأخيرا فان التصفيق رغم حجم الكارثة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الشخص المصفق يشبه رجل عبيط يسير فى موكب جنائزي !!