Print

ماذا تعني دموع قداسة البابا ؟

اضواء على جذور التطرف الاسلامي في مصر (3)

 أسلم الكافرون بالسيف قهر

اًوإذا ما خلوا فهم مجردون

اسلموا من رواح مال وروح

فهم سالمونا لا مسلمونا

 

وهذا اعتراف صريح من المسلمين الأوائل ، بأن كل الذين أسلموا من أهل الكتاب لم يسلموا حقيقة ، إنما  سالموا المسلمين ، أي ( استسلموا لهم)، وكان السبب الرئيسي لمسالمتهم – بحسب ما حدده أحد شعراء المسلمين المعاصرين في أبياته بأعلى ، والتي أوردها المقريزي في " الخطط " ، هو خشيتهم فقدان أرواحهم وأموالهم ، وإن كان الشاعر قد أبان إن خشيتهم على فقدان أموالهم كانت أكثر من خشيتهم على فقدان أرواحهم بوضعه المال قبل الروح : ( سلموا من رواح مال وروح )

. فأي خير يمكن أن نتوقعه من أناس باعوا دينهم ، وخانوا وطنهم ، وتخلوا عن أهلهم ، بل وتجسسوا عليهم لصالح أعدائهم ، وأوقعوا بنساء وطنهم في أيدي الأعداء الغزاة ، فأسلموهن للدنس والسبي ، أي أنهم حكموا على أنفسهم بأنهم قوادين ، وخونة ، وجواسيس ، وبأنهم مجرد قوم بلا شرف ولا كرامة ولا وطنية ، ولا مبدأ ، وحكمهم هو حكم مرتكبي جريمة الخيانة العظمى.وقد ارتكبوا كل هذه الجرائم والموبقات من أجل الحفاظ على أموالهم من المصادرة؟ ويفهم من ذلك ، أن الرعيل الأول من الأسالمة المصريين ، كانوا من الأثرياء والقادة، وطالما والحالة هكذا ، فأغلب الظن أنهم كانوا من أذناب الاحتلال السابق (الروم)

 ، فلما أفل نجمهم ، بعد تغلب العرب عليهم ، نقلوا ولاءهم للمحتل الجديد ، شأنهم في ذلك شأن كل الخونة المغيرين ولاءهم بحسب ما تقتضيه مصالحهم ، فهم بلا مبدأ ، ولا دين ، وهكذا كان "الأسالمة " في كل العصور والأمصار .وما قاله هذا الشاعر المسلم ، ما هو إلا إعادة ترديد لحقيقة كانت شائعة ومعروفة عند العامة ، ولعل هذا ما جعل الأسالمة موضع شكوك العرب المسلمين، خصوصاً ( وأعرابهم ) كانوا أكثر نفاقاً ، وأتخذوا من الإسلام وسيلة للحفاظ على أرواحهم وأموالهم

:( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [ سورة الحجرات 14 ]

 .(الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )[ التوبة 94 ]والواقع إن التشدد الإسلامي مع المخالفين ، هو المسؤول عن تفشي هذا الكم الهائل من النفاق والرياء، سواء عند الأعراب ، أو عند الأسالمة ، أو عند المتنبئين.لأن هذا التشدد أرغم  الجبناء على الدخول في الإسلام ( أفواجاً ) ، حتى رأينا شخصاً مثل ( أبا سفيان) – أكبر مقاوم للإسلام - يبدل موقفه بطريقة دراماتيكية على إثر رؤيته لنبي الإسلام وهو قادم إلى مكة على رأس جيش ضخم ( فكبر دماغه) وأسرع بإعلان إسلامه ، حتى لا تضرب عنقه

 :فيقول ابن اسحاق - أول من أرخ سيرة مؤسس الإسلام – نقلاً عن "العباس " عم النبي :( .. فلما أصبحن غدوت به إلى رسول الله ..، فلما رآه رسول الله ... قال: ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله ؟ قال : بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك!.. والله لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغنى عني شيئًا بعد!!!وقال: ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ قال: بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، أما هذه والله، فإن في النفس منها حتى الآن شيئًا!!!فقال له العباس: ويحك.. أسلم واشهد أن لا إله إلا الله وان محمدًا رسول الله قبل أن تضرب عنقك ؟؟؟؟قال: فشهد شهادة الحق فأسلم) ؟؟؟؟؟؟؟

وبعد هذا يتبجح المتبجحون ويدّعون إن الإسلامَ لم ينتشر بحد السيف؟العجيب أنه عندما رأى ابو سفيان محمدأَ يتقدم بجيشه المكون من اثنى عشر ألف مقاتلٍ ، أخذته الدهشه وقال للعباس :                 
سبحان الله ، من هؤلاء؟ قلت: هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار!.. قال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، والله يا أبا الفضل لقد اصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيمًا !فقال: يا أبا سفيان إنها النبوة!!! قال: فنعم إذن؟! ثم قال له العباس: "النجاة إلى قومك!..فأسرع أبو سفيان حتى دخل مكة قبل أن يصلها رسول الله، وصرخ بأعلى صوته: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به..؟؟؟؟؟؟؟ونتج عن ذلك ، إصابة بقية القبائل العربية بالهلع والخوف، فأسرعت بالدخول في الإسلام ، خشية على فقدان رقابها ، وسبي نساؤها وأطفالها ، وغنم أموالها وممتلكاتها ، رغم إنها نفس القبائل التي سبق لها رفض الدخول في الإسلام طواعية ، لكن الآن فالأوضاع قد تغيرت ، فهناك جيش قوامه 14 ألف مقاتل تمكن من غزو مكة ، وفرض سيطرته عليها ،وسط صيحات نبيهم :

 جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا )!!!( الإسراء : 81 ) في ذلك يقول البخاري في صحيحه عن عمرو بن سلمة :" أن العرب كانت تَلَوَّمُ - تنتظر - بإسلامها الفتح ، يقولون انظروا فإن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما جاءتنا واقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم " . وهكذا يقول القرآن :(إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا. فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) ( سورة النصر 1 – 3 ).فالخطاب كله يغلب عليه الطابع العسكري : ( نصر ، فتح ) ولا مكان للوعظ ، ولا مجال للدعوة .الطريف إن هؤلاء الذين دخلوا في دين الله أفواجاً ، سرعان ما ارتدوا عنه بعد موت النبي !!!وأفواجاً أيضاً !!! تقول السيدة عائشة :( ولما توفى رسول الله .. ارتد العرب ، وأشرأبت اليهود والنصارى ، ونجم النفاق، وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم ... حتى جمعهم الله على ابي بكر )[ ابن هشام : السيرة النبوية ، ج 4 ص 225 ]

.بل والأخطر من كل ذلك، هو اضطرار- عتاب بن أسيد بن أبي العاصي بن أمية -  "عامل" النبي على مكة ، إلى الهرب خشية التعرض للانتقام من الأفواج التي دخلت في دين الاسلام بالإكراه !و" كاد أهل مكة يرتدون فقام سهيل ابن عمرو علي باب الكعبة وصاح بهم :" يا أهل مكة لا تكونوا آخر من أسلم وأول من أرتد "؟؟( ابن هشام : السيرة النبوية ، ج 3 ص 231 ]. وكان لابد من صحابة النبي من عمل شيء لوقف هذا الارتداد لإنقاذ الإسلام من الاندثار.وقد يظن بعضكم أنهم قاموا بعقد ندوات دينية لتذكير هؤلاء المرتدين بمحاسن هذا الدين ، ويتحاججون معهم بالعقل والمنطق ، داعينَ إليهم – بالموعظة الحسنة – الرجوع لدين الله ..لكن مهلاً !فالعرب ، وبقية الذين قيل عنهم أنهم ( دخلوا في دين الله أفواجاً ) لم يكونوا مقتنعين أصلاً بهذا الدين!!!وما دخلوه في الماضي إلا كرهاً ، وهاهم يعلنون خروجهم عن هذا الدين في أول فرصة اتيحت لهم ، ولم يكتفوا بذلك ، بل رقصوا في الشوارع ابتهاجاً بموت نبيهم ، وتبادلوا التهاني فيما بينهم !!لكن ( أبي بكرالصديق) لم يدعهم يهنأون بأفراح الاستقلال والحرية ، إذ بعد اختياره للخلافة ، قام بفرض سيطرته على الأوضاع في – يثرب- ( مقر الدولة الإسلامية ) ،

 وهاهو يأتي إلى مكة على رأس جيش ضخم ، ليشن حرباً ضروساً ضد كل هؤلاء المرتدين ، وكل من تسول له نفسه بمجرد التفكير في الخروج عن الإسلام ، تقول المصادر الإسلامية :( كتب ابوبكر - رضي الله عنه- الى المرتدين، يأمرهم بالعودة الى الاسلام، لأنه لا طريق غير الاسلام، والا القتل والحرق وسبي النساء والذراري، وهذا انذار صريح حتى يسلم المرتد في روحه وماله واهله)(في حين أسر حصن بن عيينه، وقرة بن هبيرة ونفر معهم، بعث بهم خالد بن الوليد الى المدينة المنورة، موثوقي اليدين الى العنق...، بعد ذلك، اقام خالد بن الوليد حوالي الشهر في بزاخة، وقد اعلنت أسد وغطفان وطيء ثم بنو عامر الاسلام، ومع ذلك لم يتساهل مع المرتدين الذين نكلوا بالمسلمين قبل مجيئه، فمنهم من احرقه بالنار، ومنهم من اثقله بالحجارة أو رمى به من شواهق الجبال).ومعنى ذلك ، إن المرتدين ، الذين سبق للقرآن أن قال عنهم أنهم ( دخلوا في دين الله أفواجاً ) قد قاموا بقتل المسلمين انتقاماً ، ونكلوا بهم ، كما سبق وان نكل المسلمون بأهاليهم في حياة نبيهم .وبالغ ابو بكر في قتل الناس ، حتى أنه لم يكتف بقتل المرتدين منهم ، بل وتعداه الى قتل المسلمين أنفسهم ، بحجة امتناعهم عن سداد (الصدقة) التي كانوا يعطونها للنبي ، مما حدا بعمر ابن الخطاب ( وهو أحد جبابرة الإسلام) إلى معاتبته ، ومطالبته بالكف عن قتل الناس ، فرد عليه أبو بكر قائلاً :( أجبار أنت في الجاهلية ، خوار في الإسلام )؟

!ولندع البخاري يروي لنا الأمر :(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ الْعَرَبِ قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ -جاء في بعض الروايات أن أبا بكر قال لعمر : يا ابن الخطاب أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ . فَقَالَ عُمَرُ فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ)!!

!وهكذا قيل : (نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة ). ( أنظر أيضاً : أبن كثير ج 6 ، ص 311 ).بل ووصل الأمر بخالد ابن الوليد ( بطل أبطال المسلمين) بادعائه ظلماً على أحد كبار المسلمين (مالك) بالردة عن الإسلام ، ثم أمر بقتله ، وذلك ليستولى على زوجته الحسناء - أم تميم بنت المنهال- ( أبي الفدا :التاريخ 158 &أبن خلكان: الوفيات 5/66 & اليعقوبي 2/110)وشعر العرب المسلمون ( الممتنعون عن سداد الصدقة المخصصة للنبي وحده ، بالغبن الشديد من رغبة أبي بكر في الحصول عليها أيضاً ، وكان الشعر وسيلتهم :أطعنا رسول الله ما كان بيننافيا عجبا ما بال (ملك) أبي بكرأيورثها بكر إذا مات بعده؟وتلك لعمر الله قاصمة الظهر‍!!!! (أبن كثير التاريخ 6 /311 ، 313) وقد أدى ترهيب المسلمين الأول للناس ، إلى نشوء ظاهرة النفاق ، فالكل يخاف من البطش ، ولا يجد أمامه بديل آخر غير الاستسلام ، حتى مدعية النبوة ( سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التغلبية) التي خرجت على راس جيش من أتباعها (امراء بني تميم) لمحاربة المسلمين وقصدت المدينة لغزوها، قامت بإعلان إسلامها بعد تعرض جيشها للانكسار أمام جيش المسلمين بقيادة خالد ين الوليد.وكانت في البداية قد هربت الى قومها من بني تغلب في الجزيرة الفراتية واقامت بينهم، لكن عندما رأت تعاظم القوة الحربية للمسلمين ، وإعادة سيطرتهم على معظم القبائل العربية ، وأدركت إنها سوف تقتل حتماً - كما قُتل جميع المخالفين- فالإسلام – كنظام عسكري صارم – لا يعرف الهذر مع المخالفين ، فكل من يخالف الإسلام في الرأي يعد محارباً ، والمُحارب يُقتل ( وهذا هو سر قوة هذا الدين).لذلك رأيناها تعلن استسلامها حفاظاً على حياتها ،

 وهكذا بادرت بإعلان إسلامها في زمن عمر بن الخطاب.وهكذا أدى الترهيب الإسلامي ، إلى تعاظم ظاهرة المنافقين ، فالكل يخاف على فقدان حياته ونسائه وأطفاله وأمواله ، وإذا كان القرآن يقول إن الأعراب ( أشد نفاقاً ) فكم وكم يكون نفاق (الأسالمة)؟؟؟ونظراً لأن عنف العرب في مصر ، كان شديداً للغاية ( بشهادة المسلمين أنفسهم) ، لذلك رأينا نفاق الأسالمة المصريين مبالغاً فيه ، والكل يعرف نفاق المسلمين المصريين ، حتى أصبح في غنى عن التعريف ، فالمسلم المصري عروبياً أكثر من العربي ، وإسلاموياً أكثر من بن تيمية وبن لادن وبن باز ولو اصيبت نعجة يملكها مسلم في الشيشان أو افغانستان أو كوسوفو ، أو البوسنة ، أو فلسطين ، فتراه يذرف الدمع السخين ! أما لو قُتل عشرات المسيحيين المصريين فهو ودن من طين وأخرى من عجين!!ولهذا فلم يكن مستغرباً أن تقال هذه الأبيات في الأسالمة المصريين :أسلم الكافرون بالسيف قهراً ..

 وكان الأسالمةُ المصريون الأوائل ، يعرفون أنهم مصدر شكوك المسلمين ، فخشوا انكشاف أمرهم ، وفكروا في طريقة تبعد عنهم الشكوك، فرأو أن أفضل طريقة هي مضاعفة كراهيتهم للمسيحيين !!!لذلك رأيناهم وقت الغزو ، وهم يبذلون جل جهدهم لكسب ثقة الغزاة العرب، فضاعفوا من عمليات التجسس على مواطنيهم ، والوشاية بهم ، وبالغوا في تقديم خدماتهم للعدو حتى يأمن إليهم ، وبالتالي يأمنون أموالهم وأرواحهم منه، فارتكبوا جرائم فظيعة في حق وطنهم مصر ، ومواطنيهم المصريين. قام الأسالمة الأول ، بإرشاد الأعداء إلى الطرق المؤدية إلى الحصون المصرية التي يوجد بها ثغرات ، وإلى أغنياء القبط ، لنهب ثرواتهم ، وإلى أديرة الراهبات العذارى في البراري ..ولم يكونوا كلهم من القبط الأرثوذكس ، بل كان منهم قبط يهود ، وقبط وثنيون ، وقبط موالين للمستعمر البيزنطي السابق، وقبط خليقدونيين ، وقبط هراطقة، بجانب عدد قليل جداً من خونة القبط الأرثوذكس.ولا تخلو أمة من وجود الخونة المتخفين ، الذين سرعان ما تظهرهم الأحداث على حقيقتهم، وقد وجد خونة بلدنا في الغازي العربي، فرصتهم الذهبية للظهور للعلن لتصفية حسابات قديمة مع غالبية  المصريين الوطنيين الشرفاء ، الذين تمسكوا بدينهم ، ووطنيتهم ، ولم يتآمروا ضد أهلهم مع الغازي الغريب، كما فعل الرعيل الأول من الأسالمة ، وهم أسوأ أنواع المرتدين ، وأغلب الظن إن المتطرفين المصريين جاءوا من نسلهم ، بعكس الأسالمة الذين انضموا للاسلام في القرون التالية للغزو، وذلك لأن الأسالمة الأول شاركوا العرب في هوايتهم المفضلة أثناء  قيامهم بغزوات الشعوب الأخرى، وهي اختطاف النساء واغتصابهن وسبيهن كرقيق  ، ودين الغزاة يحل لهم معاشرة سبايا  الحروب حتى لو كن متزوجات !!!

 وكان هذا الأمر يعتبر معيباً  جداً عند العرب قبل الإسلام ، حتى جاء الإسلام وأحله لهم ، وأعتبره أمراً مشروعاً :( أصبنا نساء من سبي أوطاس ولهن أزواج فكرهنا وتأثمنا من أن نقع عليهن لأن لهن أزواج، فسألنا النبي فنزلت الآية 24 من سورة النساء فاستحللنا بها فروجهن )!!! [ للمزيد من التفصيلات حول هذا الموضوع : ابن كثير : البداية والنهاية ، ج 4 ص 339 & السيوطي : أسباب التنزيل ص 73 & تفسير الإمام البيضاوي ص 108 & الزمخشري : الكشاف ص 518 & ابن القيم : زاد الميعاد ج 1 ص 131].وقام " الإمام مسلم " بتثبيت هذه الشريعة في حديثه الصحيح رقم 1456 ، في باب " جواز مضاجعة الزوجة المسبية ،  فقال :( إن رسول الله بعث جيشا إلى أو طاس فأصابوا سبايا وكان أصحاب رسول الله متحرجين من غشيانهن من اجل أنهن متزوجات فانزل الله هذه الآية 24 من سورة النساء لتؤكد لهم أنهن حلال لذلك يتضمن هذا الحكم انفساخ زواج المسبيه من زواجها السابق إذ يكون سابيها أحق بها من زوجها لأنه استولى على رقبة زوجته ولكن إن كانت حامل فعلى سابيها أن ينتظر حتى تضع المولود )!!!واكتفى المشرع الإسلامي للمسلم الخاطف أن يستمتع بها بدون إيلاج (لفترة حيضٍٍ واحدة ) ، حتى يتأكد من عدم وجود حمل سابق من زوجها الشرعي ، وبعدها يعاشرها معاشرة الأزواج ، وتصبح ملكاً ليمينه أي ملكاً خاصاً له ، ويمكن عرضها للبيع في أسواق الرقيق ، أو إستئجارها ، أو استبدالها.

وهذا ما تعرضت له  الكثير من نساء البلاد التي قام المسلمون بغزوها ، ومنهم نساء مصر، وهذا ما يحاول مسلمو مصر اليوم إخفائه ، لكن التاريخ لا يرحم :( فقسم عمرو بن العاص السبيَ على الناس ، وتفرّق في بلدان العرب ، وبعث بالأخماس إلى عمر بن الخطاب ....) [ الكامل في التاريخ، ج2، ص 407 ].وقيل إن الخطاب أحتفظ بنساء الرجال المصريين الوطنين الشرفاء ممن قاوموا الاحتلال العربي ، دفاعاً عن الدين والعرض ، فكان جزاؤهم سبي نساؤهم وأطفالهم ، وعرضهم للبيع في أسواق النخاسة ببغداد ، والمدينة ، وسائر مناطق العرب ، بينما وافق على إعادة النسوة اللواتي لم يشترك أزواجهن في مقاومة الاحتلال ، ولكن بعد تعرضهن للاغتصاب الوحشي طوال فترة سبيهن ، فحملن سفاحاً ، بجانب اللواتي تم سبيهن ، وتوزيعهن على جنود الاحتلال داخل مصر ، الأمر الذي أثمر عنه مئات الألوف من الأطفال ، الذين عدهم الغازي العربي ضمن المسلمين.وهناك عدداً لا يستهان به من المصريين المسلمين من هذا النسل : ( أم قبطية + مغتصب عربي).فأي رجل مسيحي قام بالدفاع عن عرضه ووطنه أثناء غزو العرب لبلاده ، اعتبره المسلمون عدواً محارباً ، فلو ُقتل أثناء المعركة ، يقومون بالاستيلاء على كل ما عنده ، بما فيها نساؤه وأطفاله ، وتلك هي شريعتهم ، تأسيساً على تصريح مؤسس الإسلام :·

        ( من قتل قتيل فله سلبه) البخاري:.2908 ،3978 & سنن الترمذي 1655·      

  ( من قتل علجا فله سلبه) !!!                 الإمام الشافعي :الأم.وكان ذلك لتحفيز أتباعه على القتال ضمن صفوفه، حتى أستطاع رجل واحد منهم : ( أبو طلحة) من قتل عشرين رجلاً  في غزوة حنين وأخذ كل أسلابهم لنفسه ( الإمام أحمد 13464)       لكن بعد ان تكاثر المقاتلون لديه ، قام بإدخال تعديلات أطلق عليها تسمية ( السهم ) وهو توزيع سبايا النسوة والغلمان ، والأموال ، وبقية المقتنيات والممتلكات المنهوبة من الشعوب المغلوبة ، على جنوده بحسب إسهام كل منهم في ساحات القتال، ويطلق الإسلام على هذه الممتلكات المسلوبة من الآخرين تسمية غنائم ويقول إن الله جعلها حلالاً  طيباً للمسلمين :

 ( وكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً ) الأنفال 69 أما المقتنيات التي يستولي عليها المسلمون بدون قتال ، كأن يهرب أصحابها  تاركينها خلفهم ، فيسمونها (الأنفال) وهذه ملك خاص لمؤسس الإسلام : ( يسألونك عن الأنفال قل لله والرسول ) [ سورة الأنفال 1 ].وله أن يوزعها كمكافآت تشجيعية وحوافز لمن َيقتل أكثر" الترغيب في مصالح القتال" ، وانتقل هذا الامتياز للخلفاء من بعده ( أنظر : صحيح مسلم بشرح النووي ، كتاب الجهاد والسير ، ج  12 ، ص 54 – 57 )& د . احمد عبد الرحمن : الإسلام والقتال ، ص 144 ، 145)وكانت النساء يشكلن قيمة كبيرة من هذه الغنائم والأنفال ، حتى لو كن من أهل الكتاب ،كما حدث للسيدتين جويرية ، وصفية ، اللتان أتخذهن نبي الإسلام زوجاتٍ لنفسه . ورغم بشاعة هذا الجرم ، إلا إن القرآن يعتبرمعاشرة ملكات اليمين حقاً طبيعياً للمسلم

:"وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ - إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ "المؤمنون 5- 6 & المعراج 30و يقول الإمام ابن كثير في تفسيره لهذين الآيتين:( أَيْ لَا يَقْرَبُونَ سِوَى أَزْوَاجهمْ الَّتِي أَحَلَّهَا اللَّه لَهُمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ مِنْ السَّرَارِيّ وَمَنْ تَعَاطَى مَا أَحَلَّهُ اللَّه لَهُ فَلَا لَوْم عَلَيْهِ وَلَا حَرَج وَلِهَذَا قَالَ " فَإِنَّهُمْ غَيْر مَلُومِينَ").ويقول في تفسيره للآية 50 من سورة الأحزاب :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا)

.. في َقَوْله تَعَالَى " وَمَا مَلَكَتْ يَمِينك مِمَّا أَفَاءَ اللَّه عَلَيْك " أَيْ وَأَبَاحَ لَك التَّسَرِّي مِمَّا أَخَذْت مِنْ الْمَغَانِم وَقَدْ مَلَكَ صَفِيَّة وَجُوَيْرِيَة فَأَعْتَقَهُمَا وَتَزَوَّجَهُمَا وَمَلَك رَيْحَانَة بِنْت شَمْعُون النَّضْرِيَّة وَمَارِيَة الْقِبْطِيَّة أُمّ اِبْنه إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام وَكَانَتَا مِنْ السَّرَارِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا " ( تفسير ابن كثير ) .والحقيقة إن قيام المسلمين بآسر وسبي نساء خصومهم ، لم يكن مقتصراً على المسيحيات ، والمشركات فقط ، بل وتعداه الى المسلمات أيضاً !!! بل ومنهن نساء يحتلن مكانة عظيمة في الإسلام ، وأقول – كمختل العقل – وأرجو أن تصدقوني ، وإلا فصدقوا المراجع الإسلامية نفسها، إن نساء النبي وبناته كن من بين اللواتي تعرضن للآسر والسبي !!!فلقد تم آسر زوجته السيدة عائشة – أم المؤمنين -  في موقعة الجمل ، وذلك بعد هزيمة جيشها أمام جيش خليفة المسلمين ، وأمير المؤمنين ، على ابن طالب. وظلت أسيرة لديه – تحت الحراسة – حتى انتهاء الحرب ، وبعدها قام بإعادتها – تحت الحراسة – إلى يثرب ، وحكم عليها بالإقامة الجبرية داخل بيتها

 وأما أبنته السيدة فاطمة الزهراء ، من السيدة خديجة ، وزوجة علي ابن أبي طالب ، وأم الحسين ، حفيد النبي ، فتم سبيها في معركة كربلاء ، بعدما قام المسلمون بقتل ابنها الحسين بطريقة وحشية جداً ، وقطعوا رأسه ، وسبوا نسائه وأطفاله ، وجردوا بنات النبي – حفيداته – ومنهن السيدة سكينة ، من ممتلكاتهن، تقول المصادر الإسلامية :(.. وعمد أراذل أهل الكوفة، وعبيد ابن مرجانة إلى سلب حرائر النبوة وعقائل الوحي، فسلبوا ما عليهن من حلي وحلل، وعمد بعض الأنذال إلى السيّدة اُم كلثوم فسلب قرطيها، وأسرع وغد خبيث نحو السيّدة فاطمة بنت الحسين فانتزع خلخالها وهو يبكي، فقالت له السيّدة: ما لك تبكي؟قال : كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله).ولمّا رأت ذلك أنكرت عليه، وطلبت منه أن لا يسلبها فأجابها:أخاف أن يأخذه غيري.. وعمد الأرجاس إلى نهب جميع ما في الخيام من ثقل ومتاع، كما عمدوا إلى ضرب بنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بكعوب رماحهم وهن يلذن بعضهن ببعض من الرعب، وقد سقطت السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسين مغشياً عليها من شدّة الضرب، فلمّا أفاقت رأت عمّتها السيّدة أم كلثوم تبكي عند رأسها .. إنّ مأساة بنات الوحي وعقائل الرسالة تذوب من هولها الجبال) ( سيرة أعلام النبلاء  3 : 202 – 204 ) .

وخرجت السيّدة - زينب حفيدة النبي - ناشرة شعرها وهي تصيح باكية :(وا محمداه، واحسيناه، وا اخوتاه، واخوتاه، وا أهيلاه). وجعلت تخاطب المسلمين قائلة:مَــــاذَا تَـــــقُولُونَ إِذْ قــــَالَ النَّبِيُّ لَكُــمْ.......... مَــــاذَا فَــــــعَلْتُمْ وَأَنْتُمْ آخِـــــرُ الاُمُــــَمِبِـــــعِتْرَتِي وَبِــــأَهْلِي بَـــــعْدَ مُفْتَقَـــدِي.............مِنْهُمْ أُسَـــــارىَ وَمِـــنْهُمْ ضُرِّجُوا بِـدَمِمَــــا كَانَ هَـــــذَا جَزَائي إِذْ نَصَحْتُ لَكُم...............أَنْ تَــــخْلُفُونِي بِسُوءٍ فِي ذَوِي رَحِمِي( مجمع الزوائد 199:9. المعجم الكبير - الطبراني 140:1)وللمزيد من الإلمام بهذا الأمر أنظر :( تاريخ الطبري 4 : 357 ،  مرآة الزمان في تواريخ الأعيان 101:5.،  شرح النهج 72:4،  حياة الإمام الحسين(عليه السّلام) 422:3.، مقتل الحسين(عليه السّلام) - المقرّم: 472،  تاريخ الطبري 366:6،تاريخ ابن الأثير

300:3.ناهيك عن ما حدث بين المسلمين في - معركة الحرة-  في عهد أمير المؤمنين يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان ، إذ انتهكت حرمة المدينة ، واستباحت ثلاثة أيام :* ( افتضت فيها بكارة ألف عذراء من بنات المهاجرين والأنصار) [ السيوطي : تاريخ الخلفاء].* ( فقيل إن الرجل من أهل المدينة بعد ذلك كان إذا زوج ابنته لا يضمن بكارتها ويقول لعلها افتضت في واقعة الحرة ) [ ابن الطقطقي:تاريخ الفخري ، ص 107 ].* ( وافتضت فيها بكارة نحو ألف بكر وحمل فيها من النساء اللاتي لا أزواج لهن نحو من ألف امرأة .).[ الفاضل الشبراوي: الإتحاف . ص 66 ]. فإذا كانوا سبوا وأسروا وسلبوا زوجات وبنات نبيهم ، وإذا كانوا أغتصبوا نساء بني دينهم وجلدتهم داخل المدينة، وهي مقدسة عندهم ، فكم وكم فعلوا بنساؤنا المصريات المسيحيات عند  غزوهم لبلادنا ؟؟؟؟وكم وكم سيفعلون بنا الآن لو نفذوا تهديداتهم لرجال الكنيسة بإعادة تطبيق تشريعات أهل الذمة ؟   

 ولعل قداسة البابا تخيل ما يمكن أن يحل برعيته ، فبكى .