Print

اضواء على جذور التطرف الاسلامي في مصر (4) 

 وما أحدثه عرب الجزيرة بنساؤهم في صدر الإسلام ، قاموا بتكراره مرة أخرى منذ ما يقرب من 200 سنة ، فيحكي الجبرتي وهو يؤرخ لأهم حوداث ( سنة 1217 هجرية) الآتي :( أنهم - أي الوهابيةلما دخلوا الطائف قتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال.

ثم أضاف قائلاً : ( وهذا دأبهم مع من يحاربهم).وعن كتاب التوضيح لسليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال :( وأباح لأهل التوحيد أموالهم ونساءهم وأن يتخذوهم عبيدا) .ويعترض أحد علماء المسلمين الشيعة المستنيرين على تطرف الوهابية ، فيرد عليهم قائلاً :( لكن قسما من هؤلاء السلف وعلى رأسهم صحابة هم عند الوهابية أمراء للمؤمنين لما دخلوا المدينةالمنورة لم يتورعوا عن نساء الصحابة وبنات التابعين، بل فسقوا فيهم وهتكوا أعراضهن وولدت الكثيرات منهن سفاحا ؟! وهؤلاء السلف لم يكونوا فاتحين ولم يعتقدوا في أهل المدينة أنهم كفارا أو مشركين . وإنما رفضوا بيعة يزيد بن معاوية الفاسق وأخرجوا واليه من المدينة فكان مصيرهم ما دونه التاريخ.وما يعنينا هنا – كمسيحيين – يصنفنا الإسلام ككفار ومشركين ، هو الآتي :إذا كانت الحركة الوهابية الإرهابية السعودية ( الأم الشرعية للإخوان المسلمين المصريين) قد أباحت لأتباعها من أهل التوحيد ، قتل رجال المسلمين ( من أهل التوحيد مثلهم ) لكن يختلفون معهم في بعض المسائل الجانبية، وسبي نساؤهم لتدنيسهم ، وسبي أطفالهم ..فكم وكم يمكن أن يفعلوا بنا نحن المسيحيين في حال وصولهم للحكم في مصر والأردن وسورياوفلسطين والعراق واليمن والسودان ولبنان وتركيا ؟وخصوصاً لو علمنا بمدى توغل الإخوان داخل هذه البلاد؟وإذا كان الجبرتي ، وهو مسلماً مثلهم، يعترف بأن هذه الجرائم القذرة هي ( من دأبهم ) في الحروب، فماذا نحن فاعلون لحماية نساؤنا وأطفالنا من جبروتهم ، يوم تقع الواقعة ، وهي الآن أصبحت أقرب مما نتصور ، وخصوصاً مع حصول الإخوان على كل هذه المقاعد في البرلمان المصري ؟لذلك أرى أنه من واجبي تحذير اخوتي المسيحيين من هذا الخطر ، خصوصاً وإن مسألة سبي النساء والاعتداء على شرفهن ، يعتبرونه من ضمن الأسلحة المشروعة في حروبهم ، وذلك تأسيساً على المنهاج الذي أقره نبيهم وسار عليه منذ هجرته من مكة إلى يثرب( المدينة) ، فلقد وضع في ذهنه فكرة تحطيم عزيمة مناوئيه من رجال القبائل الرافضون الإنضواء تحت راية دينه الجديد، من خلال تدنيس وتجريس نساؤهم، وسبي أطفالهم ، وقد نجحت هذه الفكرة في إخضاعهم له بشكل مذهل، كما أنه – وخروجاً عن المألوف - أحل دماء أي امرأة تحاول التطاول عليه بالشتم ، وكان بذلك أول من أحل قتل النساء المعترضات لدينه ، رغم أنه يعتبر معيباً بالنسبة لاخلاقيات البدوي العربي ،وتمدنا المصادر الإسلامية المعتمدة ، بأنه أمر بقتل امرأة يهودية كانت تسبه ، وعندما قام رجل من أتباعه وختقها أبطل دمها ( أنظر : شيخ الإسلام ابن تيميه : الصارم المسلول على شاتم الرسول . ص 66 ، 67 ).وأمره بقتل امرأة ثانية لديها ابنان ، قام زوجها – وكان أعمى البصر من اتباعه - بقتلها بالسيف ، وعندما علم  بذلك قال إن دمها هدر ( المصدر السابق ص 68].كما أمره بقتل امراة ثالثة ، وهي الشاعرة الفذة ( أسماء بنت مروان الحطمية )  لأنها كانت تهجوه في شعرها ، فقال لأتباعه : من لي بأسماء فهي تسبني ؟فقال رجل من قومها :  أنا يا رسول الله ، فنهض فقتلها ، فأخبر النبي ، فقال : لا ينتطح فيها عنزان !!![ ابن تيميه ، الصارم المسلول على شاتم الرسول ، قصة العصماء بنت مروان ، ص 95 ]. علماً بأن السيدة عصماء كانت حاملاً  في شهرها السادس، اي أنه أمر بقتل جنينها أيضاً ، وهي جريمة بشعة ليس لها مثيل .وأمره بقتل السيدة ( سارة ) ، مولاة عمرو بن هاشم. وأمره بقتل فتاتي الأخطل ( فرتني وقرينة )[ شيخ الإسلام : ابن تيميه ، الصارم المسلول ، ص 128] .كما أمر بقتل السيدة فاطمة الشهيرة ب " أم قرفة " بطريقة بشعة للغاية  إذ أمر بفسخ جسدها نصفين !!![ أنظر : الطبري : تاريخ الأمم والملوك ج 2 ص 112 & السهيلي : الروض الأنف ج 4 ص 252 & ابن الأثير : الكامل في التاريخ ج 2 ص 142 ]. واستطاع بذلك أن يبث الرعب في قلوب كل مناوئيه ،  حتى صار كل منهم صار يخشى على زوجته من السبي والاغتصاب ، خصوصاً وهم كانوا يسمعون كل يوم عن أنباء تشيب لها الولدان ، مثل ما حدث للسيدة (صفية) زوجة كنانة بن الربيع ، وهو أمر يفوق الوصف لشدة بشاعته ، فلقد أباد كل أفراد عائلتها أمام عينيها ، ثم قام باغتصابها في نفس اليوم !!!وكانت صفية صبية صغيرة في السابعة عشرة من عمرها ، أي كانت تصغره آنذاك ب 43 سنة ، رغم ذلك فلقد ضمها إلى نسائه بعدما قتل زوجها ( كنانة بن الربيع ) ، وبعدما قتل أبيها !!وإليكم المصادر الإسلامية حتى لا يتهمنا أحد بالتجني :( وأمربصفية فحيزت خلفه ، وألقى عليها ردائه فعرف الناس انه اصطفاها لنفسه )!!!![ صحيح مسلم & ابن هشام : السيرة النبوية ج 3 ص 179 & صحيح البخاري ج 1 ص 104 & د. عائشة عبد الرحمن : نساء النبي ص 182 ، 185].علماً بأن بنت عمها كانت تلطم خديها وتنتحب بصوت عال حزناً على ذبح أبيها وأمها وزوجها ، فلما رآها مؤسس الإسلام وهي تنتحب هكذا ، انزعج من الضجيج الذي تحدثه ببكاؤها وصراخها ، فقال لأتباعه : ( ابعدوا عني هذه الشيطانة )!!!! ثم أمرهم ( بوضع التراب في فمها ) !!!!!!!!![ السيرة النوية لابن هشام 3 / 350 &  تاريخ الطبري 3 / 94 & لإصابة  8 / 126 & د. عائشة عبد الرحمن  "بنت الشاطئ " : نساء النبي ص 210 ]. وما حدث لصفية ، تكرر حدوثه أيضاً  مع السيدة : " جو يرية بنت الحارث " . التي  أغار على عشيرتها وقتل أهلها ، ثم اصطفاها لنفسه بعد ذلك.علماً بأنها كانت في العشرين من عمرها ، وكان هو في التاسعة والخمسين !!! وكانت كل هذه الجرائم الوحشية مجرد مقدمات لحرب دولية واسعة النطاق ( يسمونها فتوحات وغزوات) ، وتتخذ من أغتصاب النساء سلاحاً فتاكاً لتحطيم معنويات الشعوب، وقد بدأت هذه الحرب بقيام أتباعه بغزو الشعوب المسيحية الشرقية الضعيفة ، فتم غزو العراق وسوريا والأردن وأورشليم من عام 634 م ، حتى عام 638 م  وبعدها زحفوا على مصر وليبيا وقبرص و رودوس ، وكل شمال أفريقيا ، منذ عام 641 م وحتى 671م . ثم تحولوا إلى الغرب ، فقام بغزو أسبانيا سنة 711 م ، وواصل زحفه حتى جنوب فرنسا ، وكاد أن يستولي على كل أوروبا ، لولا أن تصدى لها الملك المسيحي الفرنسي العظيم شارل مارتال ، بعد معركة بواتييه الشهيرة  سنة 717 م ، فأوقف زحف الجيش العربي تجاه أوروبا . وحاول المسلمين مرة أخرى غزو الغرب ، فقاموا بغزو صقلية وسردينيا وكورسيكا ، بل ووصلوا زحفهم حتى حدود روما نفسها سنة 935 م بعد غارات طويلة بدأت منذ سنة 868م  وكادت روما أن تسقط في أيديهم ، لولا قيام البابا جون الثامن ( 872 م – 883 ) بأن يشتري السلام مقابل دفعه مبلغ 25000 قطعة فضيةثم زحفوا على بلدان أوروبا الشرقية ، فقاموا بغزو بلغاريا ، ثم القسطنطينية ، والتي احتلوها نهائياً سنة 1453 م ، وهي التي أصبحت تسمى الآن تركيا .ثم قاموا بغزو أرمينيا ، والمجر ، وكرواتيا ، ومولدافيا ، وبولندا ، حتى عام 1503 م .بل وحاولوا مرة أخرى غزو الغرب من جهة ألمانيا وسويسرا عن طريق حصارهم لفيينا سنة 1529 م ( أنظر للكاتب : حوار صريح حول الإسلام ) .ونحن هنا لا نتحدث عن الإسلام كدين ، لأن هذا ليس موضوعنا ، فضلاً على أن مجال الموقع لا يسمح  لنا بذلك ، وأيضاً – وهذا هو الأهم - لأن الإسلام بحد ذاته لا يسبب لنا إية  إشكالات ، فهناك الكثير من لأديان الموجودة في العالم ،وكل إنسان حراً ليعتنق ما يشاء منها ، أو يكفر بجميعها ،إنما نحن نتحدث عن تاريخ مليء بالحروب والغزوات ، وعن الأساليب العدوانية التي مارسها أتباعه ضد الشعوب المسيحية ، وخصوصاً القبط .وقد يسأل أحدكم : لماذا القبط ؟ ولماذا يكرم السريان في سوريا ، والموارنة في لبنان ، والكلدان في العراق ، بينما يهان القبط في مصر ؟ولماذا تعمد المسلمين تخريب وتدمير بلدهم مصر؟ولماذا بالغوا في إذلالهم لأهلها ، بينما تساهلوا وتسامحوا مع مسيحي المشرق، وخصوصاً في العصر العباسي ؟ ولماذا سلبوا الأقباط بطريقة فظيعة أدت إلى تجويعهم ، بل وبيع أولادهم لإيفاء قيمة الجزية ، وبقية ما كانوا يفرضونه عليهم من أتاوات ليس لها أول من آخر ؟فالتاريخ لا يذكر بلداً تعرض للسلب والنهب مثل مصر ، حتى أصبحت مصر هي الممول الرئيسي لبيت المال منذ عهد خلافة أبي بكر ، بل وانقذت المسلمين من المجاعة في عهد عمر ابن الخطاب ، صاحب مقولة ( اخرب الله مصر من أجل إعمار المدينة ؟ووصل سلب المصريين إلى درجة جعلت من عمرو ابن العاص ( المتسكع المتشرد مجهول الأب) يصبح واحداً من أغنى اغنياء عصره ،فبالرغم من كل ما نهبه من القبط ، وإرسله إلى خزانة بيت المال في المدينة  إلا أنه " ترك عند موته سبعين بهارا من الذهب ، أي 210 قنطارا او 140 اردبا من الذهب ، واثناء موته عرض هذه الاموال علي اولاده فرفضوا وقالوا : حتي تعطي كل ذي حق حقه ، أي اعتبروها سحتا – سرقة - فلما مات عمرو صادر معاوية هذا المال وقال ( نحن نأخذه بما فيه )أي بما فيه من سحت وظلم" ( خطط المقريزي 1/ 140 ، 564 )ألا يسأل مسلمي اليوم أنفسهم – وخصوصاً الإخوان- بأي حق قالم هؤلاء العرب الغزاة بسلب أموالنا ؟ ألا يفضح ذلك شعارهم ( الإسلام هو الحل ) أي الرجوع إلى السلف الصالح ، أي عصر الخلفاء ، الذي شهد الكثير من هذا التسليب ؟ ألا يحق للاقباط مقاضاة السعودية مطالبين بتعويضات عن أموالهم التي نهبوها وعن بلادهم التي أخربوها ؟ونعود إلى هذا السؤال الهام : لماذا القبط ؟وللإجابة على هذا السؤال يلزمنا تقليب صفحات التاريخ :عُرف عن الأقباط شدة تمسكهم بالدين المسيحي ، وعدم تهاونهم في الدفاع عن استقامة تعاليمه ، ورفضهم مجاملة أحد على حساب الشهادة للحق ،لذلك تعرضوا لمذابح وحشية من الوثنيين بتحريضات من الهراطقة ، ويذكر التاريخ أنه عقب تصديهم لأتباع الهرطقة النسطورية في مجمع أفسس 431 م ، بقيادة باباهم العظيم ، القديس كيرلس الكبير(عمود الدين) قررالنساطرة الانتقام من الأٌقباط ،وحانت لهم الفرصة بتنصيب "مركيان" ( النسطوري القح ) وقائد جيوش الإمبراطورية ، امبراطوراً ، بعد زواجه من "بورلكاريا " الشقيقة الكبرى للإمبراطور الأرثوذكسي ( ثيؤدوسيوس الصغير)، والتي كانت قد نذرت بتوليتها للمسيح ، وأقامت جناح خاص لها داخل القصر الإمبراطوري لتتعبد فيه هي وأختيها ، ولكن بعد وفاة شقيقها أصبحت هي الوريث الوحيد للعرش ، فتنكرت لبتوليتها ، وتزوجت من قائد جيوشها ، وكانت تكن عداءاً شديداً للبابا ديسقورس ، وهكذا التقت عدواتها للقبط مع العداوة الطبيعية التي يكنها زوجها النسطوري لهم ( وسوف أضرب صفحاً عن ذكر الدور الذي قام به الأسقف لاون ) وتكللت مساعيهم بعقد مجمع خليقدونية سنة 451 م الذي أذل فيه البابا القبطي أيما إذلال ، إذ تم الاعتداء عليه بالضرب ، ثم صد أمراً بنفيه ، وظل في منفاه حتى انتقاله ، وعومل الأقباط معاملة سيئة جداً .كانت مشكلتنا مع النساطرة وأنصافهم – ولم تزل - هي تحفظنا على طريقتهم الحرفية المميتة والجامدة في تفسير الكتاب المقدس ، طبقاً للأسلوب المتبع في مدرسة انطاكية اللاهوتية ، فلقد استغلوا هذا الأمر لبث سمومم تعاليمهم ضد  ألوهية المسيح ، فقاموا بتأويل بعض النصوص الكتابية تأويلاً حرفياً غبياً، مثل قولهم إن الكتاب يذكر عن السيد المسيح أنه جاع وعطش وتعب وتألم ، إلى العديد مما نسب الى ناسوته ، وبما إن الله لا يتعب ولا يجوع ، وبما إن المسيح تعب وجاع ، فهو إذا ليس الله ، إنما هو مجرد عبد مخلوق تسامى جداً ، فاختاره الله ليصبح نبياً ، وإنه لا ينبغي لأمه العذراء مريم أن تدعوا بالثيؤتوكوس ، بل تدعى ام يسوع ، فيسوع ليس ابن الله ، بل ابن مريم .وانطلق النساطرة بأفكارهم المضللة إلى بلاد فارس ، وصار لهم مركزاً كبيراً في الحيرة ، ومنها إلى الأراضي الحجازية ، وحملوا أفكارهم إلى العرب ، وظل رهبانهم متواجدون داخل الجزيرة حتى ظهور نبي الإسلام ، وكان أشهرهم ( بحيرا) و(ورقة ابن نوفل ) و ( عيصا) و ( عداس) الموصلي ، والأخير لا يزال له مسجد يحمل اسمه حتى الآن في مدينة ( الطائف ) والتي تبعد عن مكة ب 88 كم ، ويعد واحداً من أهم مساجدها الآثرية ( أنظر دليل مدينة الطائف – المساجد الآثرية - http://www.taif.com/athar.htmlوعن طريق هؤلاء الرهبان النساطرة استقى مؤسس الإسلام تعاليمه المشوهة عن المسيحية ، التي لم يذكرها أبداً ، بل استبدل بها لفظة ( النصارى) أي أتباع فرقة الهرطقة ( النصرانية النسطورية).فأنكر ألوهية المسيح ، وعادى المسيحيين ، ولا سيما القبط منهم ، من كثرة ما سمعه عنهم من أصدقائه وأقاربه النساطرة ، ولا يزال بقاياهم حتى اليوم يرددون قولهم الشعبي المأثور :( مشيخا مشيخا آلاها آلاها )  أي إن المسيح لحاله ، والله لحاله !!!والجدير بالذكر إن النساطرة سبق لهم وتآمروا مع الفرس الوثنيين ضد المسيحيين ، وهذا ما ذكره القديس مار ميخائيل السرياني الكبير ، في تاريخه المشهور ، وكانوا يطلقون على كنيستهم اسم :(كنيسة الفرس النسطورية) في مقابل ( كنيسة الروم المسيحية) وكانت كلا من الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية في صراعات دموية رهيبة ، استغلوها في الانتقام من المسيحيين ، واستطاعوا استمالة الكثيرين من الفرس إلى معتقداتهم ، حتى صارت ملكة الفرس نفسها نسطورية ، وتسمت باسم ماري ، وفي عهدها شنوا هجوم بربري دموي على أورشليم ، واقتحموا القبر المقدس، وأخذوا الحربة التي طعن بها المسيح ، وبقية أدوات الصلب التي كانت لا تزال محفوظة في كنيسة القبر المقدس ، ثم عادوا بهم إلى بلادهم ، بجانب المغانم التي نهبوها .الأمر الذي أهاج المسيحيين عليهم ، وجعل الإمبراطور الروماني ( هرقل ) يجهز جيش ضخم ويزحف حتى عقر دارهم ، وهزمهم ، واستعاد أدوات الصلب ، ثم عاد بهم إلى المدينة المقدسة ، واستقبله المسيحيين استقبال الأبطال .وقليلين جداً من الأقباط الذين يعرفون هذه التفصيلات التاريخية ، حتى أنهم عندما يتحدثون عن الغزو الفارسي لمصر لا يذكرون إن ملكة الفرس كانت نسطورية ، وإن الخراب الذي أحدثوه بالقبط كان غير بعيد عن كراهيتهم لهم بسبب موقفهم الصلب من هرطفتهم .وبعد أفول امبراطورية الفرس ، وبزوغ نجم العرب ، رأيناهم يجرون اتصالات سرية مع مؤسس الإسلام ، عن طريق رهبانهم ( بحيرا ، وعداس ، وعيصا) وتوغلوا حتى بيته نفسه ، عن طريق أقاربه وأبرزهم ورقة بن نوفل بن الاسد ، والذي قيل عنه أنه كان ( اسقف عام على مكة )  وفي رأي آخر أنه كان اسقف على كل الحجاز ، وقام بتلمذته وإعداده ، ثم زوجه من بنت اخيه الثرية خديجة بنت خويلد ابن الاسد ، وفي ذلك يقول القرآن لمحمد :( ألم يجدك يتيماً فآوى ؟ ووجدك ضالاً فهدى ؟ ووجدك عائلاً فأغنى ؟ ) سورة الضحى 6 ، 7 ، 8 .وهو أول من أعلن عن بدء نبوة محمد ، فقال طبقاً للمصادر الإسلامية :( لقد أتى محمد الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى) وأصر على مساندة محمد في بدء دعوته ..)[ أنظر :السيرة النبوية لابن هشام ج 1 ص  203 ، 221 ، 222 & ابن الأثير ج 2 ص 31 &  ابن سيد الناس ج 1 ص 85 & عبد الشافي غنيم : التاريخ الإسلامي ص 59 ] .ويذكر التاريخ الإسلامي إن هذا الورقة النسطوري العربي القح ، قد ألقى قصيدة من الشعر يعبر فيها عن أشواقه الجارفة تجاه نبوة مؤسس الإسلام ، ويستعجل إعلان وظهور هذه النبوة بفارغ صبر ، وإليك مقتطفات منها :لججت وكنت في الذكرى لجوجا        لِهم طالما بعث النشيجاووصف من خديجة بعد وصف      فقد طال انتظاري يا خديجاببطن المكتين على رجائي          حديثك أن أرى منه خروجا  بما خبرتنا من قول قس             من الرهبان أكره أن يعوجابأن محمداً سيسود فينا            ويخصم من يكون له حجيجا فإن يبقوا وأبق تكن أمور           يضج الكافرون لها ضجيجا وإن أهلك فكل فتى سيلقى           من الأقدار متلفه حروجاً  ونظراً لأهمية قصيدة  هذا القس النسطوري ، فلقد  جاء ذكرها في تاريخ نبي الإسلام [ أنظر السيرة النبوية  لابن هشام ج 1 ص 164 باب " شعر ورقة "]. ويذكر لنا التاريخ أنه تحمس جداً لهذا الزواج حتى إنه قام بإتمامه بنفسه طبقاً للشريعة المسيحية - بحسب المعتقد النسطوري -  ليس ذلك فحسب  بل وقام بإعلانه قائلاً :( فاشهدوا علي يا معشر قريش ، أني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله ) . وهو الأمر الذي يذكره المؤرخون المسلمون أنفسهم  دون أن يبرروا لنا ما هي صلة قس مسيحي نسطوري بإتمام وإعلان زواج نبيهم صاحب الدين الإسلامي ؟! ومن الأمور العجيبة التي صاحبت هذا الزواج ، والتي تدعونا للتأمل هي قيام جاثليق " بطريرك " النساطرة  ايشوعياب الأول ، بزيارة غامضة إلى مملكة " الحيرة"  العربية التي كان أغلب سكانها يدينون بالنسطورية ، ولقائه هناك بالملك العربي النسطوري النعمان بن المنذر ، والذي كان معروف عنه موالته الشديدة للتعاليم النسطورية ؟ وكان لقاءاً غامضاً لم تفصح كتب التاريخ عن تفاصيله ، بل والأغرب من ذلك إن البطريرك النسطوري قد مات داخل مملكة الحيرة بعد عدة شهور قليلة من رحلته الغامضة هذه ! ولربما والحالة هذه يكون قد ( أميت ) عن قصد لإخفاء معالم الجريمة ، كما فعلوا ببحيرا الراهب نفسه ، والذي أغتيل في ظروف غامضة ليدفن معه سره الكبير.ومن الملاحظ على نبي الإسلام أنه بعد زواجه من السيدة خديجة بفترة قصيرة ، بدأ يعتزل الناس مع القس ورقة بن نوفل داخل صومعة في الجبل تسمى غار حراء ، وظل يواظب على ذلك لأكثر من 15 سنة   وكان يقضي معه شهراً كاملاً من كل عام داخل غار حراء.وحتى نعرف مدى التأثير الديني لورقة بن نوفل على مؤسس الإسلام ، علينا أن نتأمل قول البخاري :( لم ينشب ورقة أن توفى وفتر الوحي ) ؟؟؟ ولنا أن نتساءل :إذا كان هذا الوحي من عند الله ، فما هو شأن ورقة في الموضوع ؟ ولماذا ينقطع بمجرد موته ؟ونسمع ، بعد موت ورقة بن نوفل -، بقليل- قيام البطريرك النسطوري ايشوعياب الثاني بتوثيق العلاقات مع نبي العرب ، فتقول المصادر النسطورية :( كان الفطرك " البطريرك " ايشوعياب الثاني يكاتب صاحب الشريعة الإسلام ويهدي له ويسأله الوصية برعيته في نواحيه ، فأجابه محمد إلى ذلك ، وكتب إلى أصحابه كتباً بليغة مؤكدة ، وبره صاحب الشريعة عليه السلام ! ببر كان فيه عدة من الإبل وثياب عدنية وتأدى ( وبلغ ) ذلك إلى ملك الفرس ، فأنكره على الفطرك فعله ومكاتبته ، وخاصة عند ورود هداياه ، فداراه ايشوعياب حتى سلم منه . وعاش ايشوعياب إلى أيام عمر ابن الخطاب ( عليه السلام ! ) فكتب له كتاباً مؤكداً بالحفظ والحياطة  وأن لا يؤخذ من إخوانه وخدمه الجزية وأشياعه ( النساطرة ) أيضاً .وهذا الكتاب محتفظ به لهذه الغاية ) [ أنظر : ماري في المجدل ، أخبار بطاركة المشرق ، روما 1899 ص 62 ]. ويقول صاحب تاريخ السعردي :( كان ايشوعياب قد أنفد هدايا إلى النبي - عليه السلام!- وفي جملتها ألف أستار فضة ، مع جبريل أسقف ميشان ، وكان فاضلاً عالماً . وكاتبه وسأله الإحسان إلى النصارى . ووصل الأسقف إلى يثرب وقد توفي محمد . فأوصل ما كان معه إلى أبي بكر ، وعرفه ما الناس عليه من ملك الفرس ، وأنهم يخالفون الروم . فسمع قوله وقبل ما كان معه ، وضمن له ما يحبه ، وعاد إلى الجاثليق ايشوعيباب مسروراً ) [ التاريخ السعردي ج 2 ، ص 618 ، 619 ].ويقول صليبا بن يوحنان الموصلي :( وفي أيامه " أي أيام أيشوعياب " بدأ يظهر أمر العرب بني إسماعيل .. ولما كشف الله لهذا الأب [!]  ما يؤول إليه هذا الظهور من السلطان والملك والقوة وفتح البلاد  جمع رأيه وسابق بعقله وحكمته إلى مكاتبة صاحب شريعتهم وهو بعد غير متمكن ، وأنذره بما يصير إليه أمره من القوة ، وقدم له هدايا جميلة . فلما قوي أمره وتمكن ، عاد كاتبه واخذ منه العهد والزمام لجميع النصارى " النساطرة " في كافة البلدان التي يملك عليها هو وأصحابه من بعده ، ,أن يكونوا في حمايته آمنين على جاري عادتهم في إقامة الصلوات والبيع والأديرة ).[ أنظر : صليبا في المجدل ، ص 54 ، 55 ].ويذكر السعردي أيضاً إن بطريرك النساطرة أيشوعياب الثاني قد التقي وجهاً لوجه مع عمر ابن الخطاب  فيقول :( وتوفى أبو بكر وولى الأمر بعده عمر ابن الخطاب .. ولقيه ايشوعياب وخاطبه بسبب النصارى   " النساطرة " ، فكتب له عهداً ) .[أنظر :  التاريخ السعردي ج 2 ، ص 620 & ماري في المجدل ص 62 ].ويذكر عن هذا البطريرك أيضاً أنه قدم دفاعاً حاراً عن أترابه المسلمين قائلاً عنهم :( إن المسلمين ليس فقط لا يهاجمون الديانة  المسيحية [!!!] بل انهم يوصون بايماننا خيراً [!!!] ، ويكرمون الكهنة وقديسي الرب ، ويحسنون إلى الكنائس والأديرة )!![ أنظر الأب الكلداني [3]:  ألبير أبونا : وكتابه القيم ( تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية )   ج 2 ص 67 ]ورد المسلمين الجميل للنساطرة فجعلوا بطريركهم متقدماً على بقية البطاركة ، وأعفوا الكثيرين منهم من دفع الجزية ، وفي العهد العباسي نرى مدى خصوصية هذه العلاقة التي ربطت المسلمين بالنساطرة ، وأمامنا البطريرك النسطوري تيمثاوس الكبير مثالاً على ذلك ، فهو قد عاصر خمسة من الخلفاء العباسيين ( المنصور & المهدي & الهادي & الرشيد & الأمين) . بل وكانت تربطة بزوجة أحدهم ( وهي زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد ) علاقة شديدة الخصوصية ، وكان الخليفة هارون نفسه  لا يطيب له إلا الجلوس مع هذا البطريرك ! وتقول المصادر الكاثوليكية إن الخليفة هارون منح بطريرك النساطرة مبلغ 84000 درهم ! وإن البطريرك كان ملازم للخليفة في كافة تنقلاته !!! ( أنظر الأب بوتمان :الكنيسة والإسلام في العصر العباسي ) في الوقت عينه الذي أذاقونا فيه أشد  الويلات ، والسبب واضح ، وهو ما سمعوه من حلفاؤهم النساطرة عن شدة تمسكنا الديني ، وخصوصاً في ألوهية المسيح ، وعدم تقديمنا أية تنازلات دينية للمسلمين ، وأنه لا سبيل لفرض سيطرتهم علينا إلا بمضاعفة إرهابهم وإضطهادهم لنا ، وقالوا عنا نحن شعب فرعوني عنيد وصلب ومتمرد ولا نعرف اليأس ، بدليل انجازات أجدادنا الحضارية المذهلة ، وتجرؤ البابا أثناسيوس الرسولي في مواجهة العالم بمفرده ، وتحدي آباء كنيستنا للاباطرة في سبيل دفاعهم عن الحق واستعدادنا الدائم للاستشهاد ، وقدرتنا الفذة في علم اللاهوت المقارن ، وذكاؤنا الكبير في إيجاد توزان بين الأصالة والحداثة ، وعدم تقديمنا أية تنازلات عقائدية للمسلمين ، مثلما فعل البابا بولس السادس حينما اعترف بالإسلام في المجمع الفاتيكاني الثاني، وكان قبلها قد عقدت جلسات سرية في أعوام 1962 ـ 1965، شارك فيها الكرادلة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وصدرت وثيقة حملت عنوان:( نور العالم )  وشملت ستة فصول، الأول منها على موقف المسيحيين في الحوار، والتأكيد على إن : (المسلمين قد تلقوا القليل من التعاطف في العالم، وقبول الآخر على حقيقته، وتقبل المسلم كما يريد هو أن يكون). وشمل الفصل الثاني من هذه الوثيقة :( اعتراف صريح بالإسلام !!! فلقد كتب تحت عنوان :( معرفة قيم الإسلام ) الآتي :* الإسلام هو دين وأمة.. * إنه دين الكتاب ـ القرآن ـ يفسره الحديث..* الإسلام هو شهادة وإقرار..* رسالة الإسلام هي الديانة الوحيدة النهائية.. * القرآن كتاب الله لا مثيل له ولا يضاهى.. * كتاب الله وكلمته!!!!  ويرى  الفاتيكان أنه يمثل :* ( الكلمة الإلهية الحية)!!!* الكنيسة الكاثوليكية تلتقي مع الوحدانية الإسلامية، الإيمان الإسلامي، الإيمان بالله، الأوامر الإلهية، رسالة الأنبياء، الأنبياء الأربعة الكبار «المرسلون». علماً بأن المعنيون بهؤلاء الاربعة الكبار المرسلون ، هم :( ابراهيم ، وموسى ، والسيد المسيح له المجد ، ومحمد).[ وهذا تجديف صريح ]من وجهة نظرنا نحن الأقباط ، إذ نؤمن بأن السيد المسيح ليس مجرد نبياً من الأنبياء ، بل هو رب الأنبياء ومرسلهم ، وبناء عليه فلا يليق به وضعه في مجال المقارنات مع أي مخلوق أيا كان ، سواء أكان ملاكاً ، أم نبياً .وأما الفصل السادس والأخير، فقد شمل روحانية المسيحي الملتزم بالحوار من أجل روحانية منفتحة، النزعة المسكونية لأهل الكتاب: الله الكبير [ إله المسلمين] والله المحبة [ إله المسيحيين ]!!![ وهذا تجديف أيضاً ] لأنه ليس في المسيحية إله كبير وآخر صغير ، أو واحد جبار والآخر محب ، بل إله واحد عادل ومحب ، لكنها سياسة التنازلات المتبادلة ، وهي السياسة التي ترفضها كنيستنا القبطية بشدة . وفي مقابل تنازل البابا بولس، قام الملك فيصل برحلات مكوكية شملت دول العالم الإسلامي منذ توليه الحكم عام 1965، مؤكدا للعالم أجمع أن دعوة التضامن الإسلامي لا تهدف إلى معاداة الطوائف من الديانات الأخرى، إنما هدفها جمع شتات المسلمين ليكونوا قوة تساعد على استقرار السلم العالمي مع المساهمة في تحقيق حياة أفضل لسائر المجتمعات الإنسانية. كما طرح في رحلاته، التي شملت العالم الغربي، نوع من الخطاب الإسلامي ( التقوي) الداعي العيش المشترك .وتضمنت وثيقة الفاتيكان التي أعلنت اعتراف الكنيسة الكاثوليكية بشريعة الإسلام، 140 صفحة من الحجم المتوسط، يقول المسلمين عنها :( إنها عرضت الكثير من الآيات القرآنية ومعانيها القيمة (!) بكل وضوح مع شرح لتلك الآيات. كما أكد البابا بولس السادس ، للكرادلة ، على عظمة محمد (!)، وأن " عظمته كانت عالمية في مداها، وشاملة في موضوعاتها، والعظمة إما أن تكون بالطباع والأخلاق، والمزايا في الصفات الشخصية، وإما أن تكون بالأعمال الجليلة التي صنعها الخالق العظيم في رسله، وأن تكون بالآثار التي أبقاها في تاريخ أمته وفي تاريخ الأمم الأخرى" ). وتوالت التنازلات في مقابل ( الحفاظ على الوجود الكاثوليكي في باكستان ، والسعودية ، وبقية دول الخليج ، من العاملون هناك ) فانتشرت حمى ما صار يعرف الآن بالحوار المسيحي – الإسلامي (أنظرعلى سبيل المثال ، مقال : أسس  الحوار الإسلاميّ المسيحيّ، للأب  صلاح  أبوجوده اليسوعيّ )والذي يقول في مقدمته :( حدث  تغيير  كبير  مع  المجمع  الفاتيكاني  الثاني (1961- 1963)،أدّى إلى  تمهيد  الطريق  لعلاقات جديدة مع الأديان  الأخرى، ولا سيّما الإسلام ..ثمّ أتت التطوّرات التي  حصلت  في  الكنيسة  الكاثوليكيّة  في  هذا الحقل ، ومهّدت  لنصوص  المجمعالفاتيكاني ، التي نقلت  اللقاء مع الإسلام من المواجهة إلى الإخاء ، وكان  لأساقفة  الشرقالكاثوليك  دورًا  رائدًا  في  إصدارها. بعض  ما  جاء  في  تعاليم  المجمع :« بيد  أنّ  تدبير الخلاص يشمل  أيضًا أولئك الذين  يؤمنون بالخالق ، وأوّلهم المسلمون الذين يعلنون  أنّهم  على  إيمان  إبراهيم ،  ويعبدون  معنا  الله  الواحد ،  الرحمان الرحيم ، الذي  يدين  الناس  في اليوم  الآخر) .[أنظر : الدستور العقائديّ  في  الكنيسة الكاثوليكية» ،  رقم 16 ].( .. ولكن  أشير  إلى  أنّ  بطاركة  الشرق  الكاثوليك، في  الرسائل  العامّة  التي وجّهوها إلى المؤمنين، اتّخذوا  مواقف واضحة من  العلاقات  المسيحيّة الإسلاميّة  تندرج  في  خطّ  المجمع الفاتيكاني الثاني ، والمواقف التي  تكلّمت  عليها  في  البدايةأنظر ( نص المحاضرة التي ألقيت في جامعة القديس يوسف -فرع طرابلس في 5/12/2003 ، ضمن ورشة الحوار الاسلامي المسيحي التي أطلقها معهد الدراسات الاسلامية المسيحية -جامعة القديس يوسف ، بيروت) . وتوالت العبارات المضادة لأيماننا المسيحي مثل ما قاله الأب : مشير باسيل عون :( آن الاوان للمسيحيين ان يدركوا ان تجلي كلام الله في القرآن(!)، والقرآن فيه ما فيه من سمو الدعوة الروحية (!) تتلبس بها ارشادات اخلاقية تبررها اسباب النزول في عصر النبيّ محمد(!!!!)، لا يحصر الله في حيّز التنزيل الكلامي (!!) ولا يمنع المسلمين من اختبار تجليات الله في تنوع الالهامات التي يقذفها روح الله في افئدة المسلمين الاتقياء المواظبين على استجلاء معاني القرآن في مسرى الوجود التاريخي ومصطرع النضال الانساني)!!! [أنظر: المسيحية والاسلام بين القربى الكيانية والقربى الوجودية . بقلم الاب مشير باسيل عون، 26 تشرين الاول 2003  ، صحيفة النهار ].وأما ما ذكره المطران بولس مطر ، في محل دفاعه عنهم وتبرئتهم من تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ، فهو أمر لا يصدقفه عقل ( أنظر جريدة النهار- 13 تشرين الأول 2002 ).وقيام البابا الراحل ( يوحنا بولس الثاني ) بتقبيل القرآن علانية ، وهو الخبر الذي أوردته جريدة الجمهورية المصرية في صفحتها الأولي " الجمعة 27 أغسطس 1999 " إذ كتبت أسفل صورة البابا وهو يقبل القرآن :( البابا يوحنا بولس الثاني وهو يقبل المصحف الشريف .. إعزازاً وتبركاً وإيماناً بإلأه الناس أجمعين .. إله محمد وعيسى وموسى ) ولا تعليق .ودعوته لمشاركة المسلمين صوم رمضان في عام 2001 والغريب أنه بعد نياحته قال المسلمين عنه أبشع ما يمكن أن يقال :http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=7037http://saaid.net/Minute/112.htm

http://www.almoslim.net/rokn_elmy/name_2fatwa_main.cfm?Expid=51وأما ما صرح به المطران يوحنا قلته ( المعاون البطريركي للاقباط الكاثوليك) فهو أمر خارج عن كل ما هو مألوف ، لدرجة جعلت جريدة الميدان تذكر هذه الأقوال تحت عنوان ( مسيحيون عرفوا الإسلام)؟ الرابط http://www.al-araby.com/articles/932/041024-12-932-spc02.htmوكلنا لا يزال يذكر ما جاء في مقالته المنشورة في صحيفة الإهرام في في عددها الصادر في 21/1/1998م بعنوان (رمضان كريم... تأمل مسيحي) ومن ضمنها قوله : ( اتجاسر، وانا المسيحي العربي، ان اقترب في تهيب وفي خشوع من شخصية (الرسول العربي.. من أعماق الصمت خرج صوت يؤذن: لا إله إلا الله محمد رسول الله, حدث ذلك في بداية القرن السابع الميلادي, ولد الميلاد الهجري, كانت الصرخة قوية, زلزلت عرش كسرى وعرش قيصر..محمدا بن عبدالله بعث للناس نبيا, يحمل دينا جديدا, ويحمل وحيا منزلا محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) من انت يا ذا المهابة والجلال بالنسبة لي انا المسيحي؟ من انت ياصانع حضارة نقلت البشرية من عالم الى عالم وارست قواعد للدول وللشعوب؟ من انت يا انسان؟ يا رجل؟ يا رسول؟ امام (انسانيتك) امام رسالتك امام كتاب ربك الذي حملته, امام تاريخك, امام ذلك كله لا اجد حرجا,او قلقا, ان احني الرأس اجلالا واحتراما, حبا وانبهارا, لا يا سيدي, لا ينكر فضلك وسموك إلا جاحد او جاهل..  دعني يا سيدي في شهر رمضان, ارفع الى مقامك السامي حبا واكراما, لانك انسان, حملت كل سمو انسانية الانسان, لانك رسول بعثت لتنقل المجتمع من حال الى حال, لانك صاحب حضارة, لانك قدوة للحكم, للمنتصر, وللمهزوم, للقوي, وللضعيف, لانك إمام المؤمنين بالله الواحد وباليوم الاخر. سيدي نبي الاسلام، رسول الحضارة، تقبل حبا واجلالا من مسيحي في الشهر المبارك..) ولله في خلقه شؤون !ومن الأمور المؤلمة والموجعة أنه في الوقت الذي كان الإخوان المسلمين في مصر يخططون للاعتداء على كنيسة مارجرجس بمحرم بك ، فوجئنا بالمطران ( بطيخة) النائب البطريركي في دمشق للروم الكاثوليك ، بدعوة مسيحيو سورية الى مشاركة اخوانهم المسلمين صوم رمضان ، وإليكم الخبر كما أوردته سوريا نيوز http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=13021و شام برس" www.champress.netpage=show_det&id=4027&select_page=6 مسيحيو سورية يصومون مع المسلمين في رمضان( أعلن المطران ايسيدورس بطيخة النائب البطريركي العام في دمشق (الروم الكاثوليك) أن المسيحيين في سورية مدعوون للصوم في السابع عشر من تشرين أول/ أكتوبر الجاري "تضامناً مع إخوانهم المسلمين" في صومهم خلال رمضان، و"تنفيذاً لتوصية الراحل قداسة البابا يوحنا بولص الثاني صديق العرب والمسلمين" وأضاف بطيخة خلال لقاء روحي وطني في بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك ألقيت فيه قصائد صوفية ضمن أجواء الأماسي الرمضانية بدعوة من البطريركية ومنتدى المعارج لحوار الأديان. وخلال كلمته الترحيبية باسم غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام قال إنه "يصوم رمضان مع المسلمين ويقدم هذا الصوم لدمشق ولسورية ولكل مؤمن مسيحي ومسلم ولا يقدمه لله فقط لأنه يؤمن أن محبة الإنسان هي برهان على محبة الله").وهو الأمر الذي أثار حفظيتي ، فقمت بإرسال تعليق تم السماح بنشره ، وهذا نصه :( هناك أساليب أخرىصموئيل بولس عبد المسيح 06:03:20 , 2005/11/27أولاً : يسعدني ويسرني أن أتقدم بخالص التحيات للشعب السوري الحبيب . كما يسعدني التقدم بالشكر إلى الحكومة السورية لتلطفها مع مواطنيها المسيحيين ولاحترامها لرجال دينهم ، ومحافظتها على مقدساتهم من أي اعتداء ، بل وتبرعها ودعمها للكنائس.وهو أمر تستحق عليه كل الشكر وكل العرفان والتقدير.ثانياً : مع كامل احترامي لإخواننا المسلمين ، إلا أنني لا أوافق على مشاركتهم في أي واحدة من شعائرهم الدينية كدليل على محبتي لهم ، لأن هذا يعد خلطاً في العقائد ، ونفاقاً يرفضه غالبية المسيحيين  وإلا فهل يوافق الأخ المسلم على مشاركة أخوه المسيحي صوم أسبوع الآلام بمناسبة صلب السيد المسيح\؟ كيف وهو لا يعترف أصلاً بصلبه ؟؟؟لذلك فهناك أسايب أخرى كثيرة للتعبير عن المحبه التي يكنها المسيحيين للمسلمين غير هذا الأسلوب  الغريب الذي لجأ إليه قداسة النائب البطريركي لطائفة  الروم الكاثوليك، وهي طائفة صغيرة وحديثة النشأة وما كان لها أن تشذ عن القاعدة بتبنيها مثل هذا الأسلوب.وأني أتعجب لهذا المطران الذي لم يقرأ في الكتاب المقدس عن خطورة التعرج بين الفريقين.إن مثل هذه الشطحات تزيد من ابتعاد المسيحيين عن تحقيق حلم الوحدة بينهم ، ونحن نشجع كل مسيحي المشرق على محبة المسلمين ، والانتماء لأوطانهم والدفاع عنه ، لكن لا نشجع مثل هذه الأساليب النفاقية التي يرفضها عقلاء المسلمين قبل عقلاء المسيحيين . الخادم المكرس : صموئيل بولس عبد المسيح من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية . ومحرر مجلة الحق والحياة بهولندا).فهل عرفتم الآن لماذا الأقباط  لهم نصيب الأسد من الاضطهاد ؟فالمسلمون يطالبوننا بنفاقهم، بينما نحن نصر على تمسكنا بالصدق والصراحة ، ولا نستطيع أن نجامل أحد على حساب حقائق ديننا ، الأمر الذي اعتبره المسلمين المصريين المتطرفين ، وعلى رأسهم الإخوان ، نوعاً من التحدي ، فتطرفوا في كراهيتهم لنا ، ولسان حالهم يقول القبط عظمة ناشفة ولابد من كسرها !!! التكملة في المقال القادم      


 

 

 



 


 


 


 


 


 

تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير ج 2 ص 331 – 336

 

د. عزيز سوريال عطية العلاقات بين الشرق والغرب ص 16 – 17

 

هذا الأب الكاثوليكي ينتمي إلى عائلة ( أبونا ) النسطورية الشهيرة في العراق