Print
al masri alyom
 
المعَاِتية

 بقلم  حمدى رزق    ٢٤/٢/٢٠٠٨

«أعمي يقود بصيرا لا أبا لكم قد ضل من كانت العميان تهديه» من مأثورات بشار بن برد الشعرية.

يروي النائب الأول محمد بن حبيب عن المرشد السابع مهدي بن عاكف، أن المرشد أخذته سنة من النوم، وهو قائم يصلي في المحراب، هاتف جاءه فأيقظه، فصحا المرشد من نومه ذاهلا مستعيذا متعوذا متحولقا من الشيطان الرجيم، فأبصر صندوقا زجاجيا وكأنه حوض سمك، أعلاه فتحة تسع ورقة مطوية، فألقي بما في يديه في الصندوق فإذا هي ورقة تسعي، ورقة انتخابات، فهلل من حضر من الصحفيين والفضائيين والمراسلين.

إنها البشارة، إنها الأمارة، يقول «أبورسالة» في رسالته الأسبوعية: وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة، ترشحوا نباهي بكم الأمم يوم الانتخابات، ترشحوا في المحليات وهو كره لكم، أنفقوا من زكاتكم علي انتخاباتكم، إنفاق من لا يخشي الفقر، اصبروا وثابروا فإن موعدنا نيسان (أبريل).

إن المرشد يأمركم أن تؤدوا الأصوات إلي أهلها، إلي مرشحي الجماعة، ومن كان ترشيحه لدنيا يصيبها أو مصلحة في المحليات يطلبها فترشيحه علي ما ترشح إليه، الترشيح الصالح من قبيل العمل الصالح، ابتغاءً لمرضاة الله، الصالحات يذهبن السيئات، من ترشح نحجز له مقعدا في مجلس القرية، ومن يتق نهيئ له مقعدا في مجلس المحافظة.

صحصح الحق، لأول مرة في التاريخ السياسي المعاصر، عصر ما بعد الكنيسة، تعلن جماعة انقلابية متنكرة في هيئة جماعة دعوية أنها تدخل الانتخابات المحلية «إرضاء لله».. الانتخابات «فرض رباني» ليست فرض كفاية، الإخوان لا يهضمون حركة كفاية، خشيت أن يقل المرشد عقله ويقول: نزلت بنا آيات بينات في انتخابات المحليات.

الإخوان صاروا حزب الله، ألا إن حزب الله هم الغالبون، ويترشحون ابتغاء مرضاة الله، والحزب الوطني صار حزب الشيطان، يقال في وصفه «الحزب الوثني» والعياذ بالله، موقف حزب التجمع صار صعبا، الحزب مرتع للشياطين، بيربي شياطين في كريم الدولة، الحزب علي دين خليله، علي دين الحزب الوطني، الجنة كومبلية قبل انتخابات المحليات، الإخوان حجزوها بالكامل، لم يتبق سوي أماكن محدودة في النار، الوطني حاجز في النار.

أفهم أن يترشح الإخوان لأن بعض متوضئيهم يملكون مقومات الفوز.. مال ونفوذ وخدمات وشعارات، أفهم أن البعض يترشح لأن الترشيح حق لكل مواطن عاقل راشد ليس معتوها، «المعاتية» من يترشحون لأسباب غيبية وبأوامر فوقية، قلنا له ترشح، فترشح باكيا، سمعا وطاعة.

أفهم أن انتخابات المحليات عرض زائل، عمل دنيوي، وما الدنيا إلا متاع الغرور، مزورة سلفا، وإن صاموا وإن صلوا فوق الصناديق، فيها تربيطات تحتية وأخري فوقية، وفيها أموال سائلة وشيكات مدفوعة، وأصوات مأجورة، بأيدي فجرة.. نفر من الإخوان تحالفوا مع الحزب الوثني في انتخابات مجلس الشعب الماضية، ما موقف الجماعة من حلف الشيطان؟

وإذا كانت ترشيحات الإخوان في المحليات مرضاة لوجه الله، فلمن كانت ترشيحاتهم في مجلس الشعب، الإخوان حققوا ٨٨ مقعدا، لم يعلنوا أن ترشيحاتهم كانت مرضاة لوجه الله.. سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ما بال الجماعة إذا أخفق مرشحوها وقد ترشحوا في سبيل الله.