Print

تغريب القبطي في وطنه

 

بقلم: صموئيل تاوضروس

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

مسئول الاعلام بالهيئة القبطية الكندية


ساقتني الصدفة أن أسمع أغنية "للمطرب" "ريكو" وهو أحد المطربين الكثيرين الذين ذاع صيتهم حديثا. والأغنية اسمها "امبابة" ويبدأها "المطرب" قائلا "لما انت مش أجنبي طب صلي بينا عالنبي..".


عموما أنا لا أدعي أني ناقد فني لكي أقيم الكلمات والصوت واللحن... الخ. ولا هذه المقالة هي نوع من النقد الفني لأغنية بل هي نقد لظاهرة مجتمعية وسلوك شعبي. فقد توقفت كثيرا عند الجملة المذكورة "لما انت مش أجنبي.. طب صلي بينا عالنبي.." حيث يفترض المطرب أو المؤلف أن المستمع يجب أن يصلي على النبي طالما أن هذا المستمع ليس أجنبيا!!!! ولكن ماذا لو كان المستمع مسيحي كافر بهذا النبي والحمد لله مثلي!!! وأيضا ماذا لو استمع له شخص ليس له دين أساسا وهو ليس أجنبي فلماذا يجب عليه أن يصلي على هذا النبي؟ أليس من حق المصري أن يكون مسيحي أو بهائي أو بلا دين؟؟؟


عموما حتى لا أسبب فتنة بدون أساس، فيجب ابراء ذمة المطرب فأنا لا أدعي أن المطرب هذا يقصد أي اساءة للقبطي "الذي لا يصلي عالنبي" بل على العكس فان الأغنية كلماتها أبعد ما تكون عن الطائفية ولا توجد أي شبهة فتنة طائفية بها بل ان المطرب في الأغنية يقول كلمات خفيفة وظريفة وليس لها أي معنى على الاطلاق مثل "هاتعدي على الكتكات هاتلاقي بنات شربات. وانت داخل الجيزة لازم تاخد الفيزا تنزل عالمحطة هاتلاقي الدنيا لذيذة.." والأغنية هي واحدة من أغاني شبابية كثيرة في موجة الفيديو كليب على حسب معلوماتي المتواضعة جدا في هذا المجال.


الموضوع الذي أتحدث عنه هو كيف يتعامل الشارع المصري مع القبطي وبمعنى أوضح هو كيف يتعامل المجتمع المصري مع غير المسلم؟ وللاجابة على هذا السؤال نقول أن الحقيقة التي لا يمكن الهروب منها هو أن الشارع المصري يتعامل مع القبطي في وطنه مصر على أنه "أجنبي" أو "خواجا" رغم أنه هو "القبطي" مواطن أصيل وجذوره ضاربة في هذا الوطن أكثر من أي شخص آخر. ولكن نتيجة لسياسات كثيرة خاطئة تم "تغريب القبطي في وطنه" فأصبح الأصيل ثانويا والوطني أجنبيا والأجنبي وطنيا والمجني عليه جانيا والجاني برئ والعاقل مختل عقليا والمختل عقليا أصبح أعقل العقلاء وتم قلب كل الأوضاع.

 

ان الثقافة التي أفرزت كلمات هذه الاغنية هي متوالية كبيرة جدا من اعلام وتعليم وخطب في مساجد متزامنة عملت معا في مخطط كبير ومدروس لنخرج في النهاية وقد ضاع حق صاحب الحق ويستمر مسلسل اضطهاد الأقباط وأسلمة مصر.


هل من الممكن تصحيح هذه الأوضاع الخطأ؟؟؟ هل هذا من الممكن؟؟؟ هل من الممكن اعادة الحق لصاحب الحق؟؟؟ ان الهدف بعيد جدا وطموح جدا ولكن بالايمان وبالعمل سيتم تصحيح كل الأخطاء.

 

بالمناسبة.... أنا أعرف ان الواحد يصلي لله أو يصلي من أجل شخص أو شئ ما....  لكن نفسي اعرف ازاي الواحد يصلي عالنبي؟؟؟