حضرة جناب القاضى رئيس المحكمه والديوان...
جواب من قلب حزين وكاتم و بالهموم مليان
جواب لقاضى جلسة جرجس النصرانى الغلبان
بص جنابك ياباشا فوق المنصه هتلاقى ميزان
ده ميزان العداله جنابك ... مش أى ميزان
دا اللى مستأمنينك عليه وحاطط فى إيديك السلطان
بص فى القفص جنابك ... هتلاقى واحد برىء موجوع
رافع حواجبه بيشكى وعنيه ياناس حزينه ، غرقانه دموع
دفاتره مليانه ورق... من كتر ظلمه اتحرق ...متلفق بميت موضوع
نظرة عنيه بتقول لجنابك .. منتظرعدلك وتصدق كلامى
بتقولك خَدُونى.. من السوق جَرجَرُونى.. وعساكر ورايا وقدامى
قضيه كاذبه اتهمونى ... ومصيبه جاهزه لبسونى... وماليش حتى محامى
احنا خلاص ياناس ...لازم كده ننداس ... وبلدنا صبحت غابه
لازم نطاطى الراس .. ماتطلع لنا انفاس ..اسودت قوى السحابه
بلدنا وارض الجدود ..الظلم فيها يسود ..عايشين فيها غرابه
ظلم علينا بيجير ... من صغير لكبير... ومن زعيم العصابه
نقول يامصر عمار ... فى كل طلعة نهار ... خَلّوها ياقاضى خرابه
يطلع واحد مسطل ..كأنه كان بيكركر ..ريس لمجلس ..وبيسموه موقر
الباشا صاحب الهيبه ..طالع يقول العيبه ..وعلى الغلبان يتشطر
طيب اِعرَف بتقول إيه ؟؟ قبل ما تتبلى عليه وشكلك محشش مخدر
طِلع الباشا وعاب ..وقال كلام كداب ...البنت ماتت من لغتصاب
حزنى عليكى يابلد ..حاكم الموقر من ساعة ماتولد ...وقال إيه رئيس نواب
يطلع يقول للناس كلام عايب كداب .. كلام خايب ينعاب ... البنت ماتت من لغتصاب
آدى ياقاضى البلد اللى انت قاضى فيها ...هاتحكم عليا بإيه مخلاص اتعرف اللى فيها
ماطِلع الباشا الكبير وبَوّظ معانيها ..حكم عليا قبلك وجاب عَاليها وَاطيها
بص فى القفص جنابك ياقاضى ..هتلاقى انسان بسيط مُنهار
لاهو كان قاطع طريق ولا قَتّال دَبّاح مَصاص دماء أبرار
لاهو قتل ابوها ولا دبح أخوها... ولا عذب جوزها وكواه بالنار
لا هوه مغتصب هجم ... ولا هلك قبيله وأغتنم... ولا سبى جوارى وذل أحرار
قبل ماتحكم جنابك على جرجس الغلبان ...بص وأحكم على أكبر شيطان
قبل ما يندبح جرجس ..خروف وياما اندبح من قبله من سنين خرفان
خاف على اسمك ياقاضى راح ينكتب عليه عار وهوان
خاف من رب عادل سبحانه واسمه الحق والديان
فيه رب عادل وعالى ..فوقك وفوق اللى فوقك خالق الإنسان
هياخد فى يوم حق جرجس ..وكل اللى زى جرجس فى كل مكان
وهايجى يوم يا قاضى تطلع الشمس والحق يظهر ويبان
رب جرجس يا قاضى هو الحق ..هو الديان ..رافع الميزان