Print

تصاعد أزمة الميليشيات المتطرفة بجامعات مصر

13/12/2006

خبراء يحذرون من خطر جناح عسكري للإخوان
نبيل شرف الدين من القاهرة :
عبر خبراء أمنيون متخصصون في شؤون المنظمات الإسلامية عن خطورة دلالات مشهد ارتداء طلاب في جامعة الأزهر وينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين زياً موحداً يشبه أزياء الميليشيات المسلحة، وقال مساعد سابق لوزير الداخلية المصري، ".

إن هذا المشهد يعني ببساطة أنه لم يعد مستبعداً أن تنفجر الأوضاع داخل الجامعات المصرية بما قد يؤثر سلبياً على مجمل الوضع السياسي في مصر"، لافتاً إلى أن هذا المشهد رغم أنه لا يشكل أمنياً أي خطورة في حد ذاته، لكنه يعبر عما يدور بخلد هؤلاء الشباب، كما يؤكد أن خيار العنف ليس مستبعداً تماماً، وأن قدرة جماعة "الإخوان المسلمين" على تأسيس جناح عسكري ليست محدودة، بل يمكنها ـ لو أراد قادتها ذلك ـ أن تؤسس جناحاً عسكرياً، بالتوازي مع أجنحتها الأخرى، السياسية والاقتصادية والدعوية وحتى البرلمانية .
وربط المسؤول الأمني السابق بين هذا الاستعراض شبه العسكري الذي أداه الطلبة المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وما سبق وصرح به مرشد الجماعة مهدي عاكف قبيل وقف إطلاق النار في لبنان، من أنه على استعداد لإرسال عشرة آلاف شاب مقاتل للقتال بجانب حزب الله اللبناني، وحذر المسؤول الأمني من الاستخفاف بتصريحات من هذا النوع خشية استفحال الأمر على النحو الذي تفاقم فيه وجود التنظيمات الراديكالية داخل جماعات مصر، خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي .

تغلغل الإخوان
ومضى المسؤول الأمني السابق الذي تحدثت معه (إيلاف) شريطة عدم ذكر اسمه ـ بناء على طلبه ـ قائلاً إن تغلغل نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، في كافة قطاعات المجتمع المصري لم يعد سراً، وأن تحديهم للإدارة على هذا النحو الصريح بالجامعات ليست سوى مؤشراً على حجم تغلغلهم في قطاعات اجتماعية أخرى باعتبار أن الجامعات هي الرافد الأكثر تعبيراً عن بنية المجتمع المصري، شأنها في ذلك شأن عدة مؤسسات قومية، طالما كانت "حائط الصد" أمام مخاطر تمدد نفوذ المنظمات الراديكالية المتطرفة، كالمؤسسات العسكرية والقضائية والأمنية وغيرها .
وربط المسؤول الأمني السابق بين مشهد "ميليشيات الإخوان" التي شهدتها جامعة الأزهر قبل أيام، وتلك المصادمات الدامية التي جرت بين طلاب ينتمون للإخوان وطلاب يساريين في السبعينات من القرن الماضي، داخل الجامعات المصرية، وهو ما يلقي بظلاله على حجم مخاطر هذا المشهد الإخواني، واستدرك قائلاً إن اعتذار الجماعة عن هذا المشهد ليس حلاً مثالياً لهذه الواقعة، بل ينبغي على أجهزة الأمن أن تعيد تقويم استراتيجيتها الحالية نحو الجماعة، وأن توجه ضربات حاسمة لأي مظهر من مظاهر علانية أنشطة الجماعة، ومقارها شبه الرسمية، فهذا لا يتسق مع كونها "جماعة محظورة"، وفق القانون المصري .
وكان طلاب من جامعة الأزهر قد أدوا عرضا بأزياء شبه عسكرية أمام مكتب رئيس الجامعة احتجاجا علي فصل خمسة من زملائهم، حيث ارتدي نحو مائة طالب زيا أسود، ووضعوا أقنعة علي رؤوسهم كتبت عليها كلمة (صامدون)، وأجروا استعراضا لمهاراتهم في ألعاب الدفاع عن النفس مثل "الكونغ فو" و"الكاراتيه"، بينما اصطفوا في طوابير منتظمة، وقد اكتفت قوات الأمن بتكثيف وجودها أمام المبنى الذي يضم مكتب رئيس الجامعة لمنع المتظاهرين من دخوله .
ويرتبط هذا المشهد المشار إليه بما شهدته انتخابات الطلابية في الجامعات المصرية مؤخرا، والتي أسفرت عن سيطرة المرشحين المنتمين للحزب الوطني (الحاكم) على غالبية المواقع، في ظل غياب الطلاب عن المشاركة في التصويت، بسبب أحداث العنف التي شهدتها الجامعات، احتجاجا على استبعاد الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان ووصلت إلى حد استخدام الأسلحة البيضاء والجنازير وقنابل المولوتوف في اشتباكات دامية بين الطلاب، فضلا عن اشتباكات بين الطلاب المعارضين وقوات الشرطة، ما أعاد إلى الأذهان وقائع دموية جرت في السبعينات من القرن الماضي، حين قرر الرئيس الراحل أنور السادات الاستعانة بجماعة الإخوان لحصار الطلاب اليساريين والناصريين، وفشل احتضانه للجماعة في بداية حكمه، بعد أن انقلبت عليه ودخلت في مواجهات عنيفة مع نظام حكمه وصلت إلى حد اغتياله