الذكرى السنوية الأولى لموقعة العديسات

اسم الكاتب : نشأت المصري

بعد أيام قليلة وفي عيد الغطاس المجيد تحتفل الكنيسة في العديسات والأقصر بعيد الاستشهاد لشهداء كنيسة السيدة العذراء بالعديسات وهم:
الشهيد/ كمال شاكر مجلع - شقت رأسه بفأس وتوفي بمستشفى الأقصر الدولي فيما بعد
الشهيد الطفل وحيد أمه ومات من الرعب جرجس أسعد شحاتة

مع إصابة ما يقرب من أربعة عشر آخرين تم علاجهم من الإصابات التي لحقت بهم والتي كانت ما بين شديدة ومتوسطة، وغيرهم كانت بهم إصابات ولم يتم علاجهم بمستشفيات عامة
كما تحتفل أيضاً بإعادة فتح كنيسة العذراء مريم بالعديسات، والتي تم هدمها في الستينيات من القرن الماضي.
كما نحتفل جميعا لتهنئة أبونا القمص صرابامون الشايب على شجاعته النادرة والتي وقف بها أمام قيادات الأمن والقيادات الشعبية بالمنطقة معلناً بذلك بداية مواجهات قوية بين الحق وبين البلطجة والتمرد.
ولكن هذه الذكريات هي تماماً ما يشعر بها إخوان الوطن من مسلمين العديسات!! أم أنها تحمل ذكرى القتل والرعب والدمار لجيرانهم من المسيحيين.
وما وقع هذه الذكرى على محرضي شعب العديسات بالقيام بما فعلوه؟
كما أيضاً نجد احتفال من نوع آخر داخل القرية، وهو احتفال أهل الشهيدين والذي اختلط بين التأبين وبين مشاركة الكنيسة احتفالاتها، وشعور الأرامل والأيتام وذويهم في ذكرى كهذه.
وفي هذه الذكرى لا ننسى!!!!
ـ موقف القيادة الكنسية عندما وصل قرار بفتح الكنيسة بعد شقاء وعناء ووساطة وخلافه، ومن الفرحة تقرر فتح الكنيسة الرسمي يوم السبت الموافق 21 يناير 2006، وتمثلت أيضاً في فرحة أبونا القمص صرابامون وأقباط العديسات، حيث تم صلاة القداس.
يوم 17/1/2006، والجميع منتظر باكر العيد أي مساء يوم 18/1/2006، ومنتظرين يوم الافتتاح السبت الموافق 21 يناير 2006.
ولكن من يترك الفرحة كما هي!! فنجد مدير الأمن جاء ومعه الحاشية العسكرية الخاصة به ليطلب من الأب!! (وأنا أعني تماماً كلمة الأب حيث أن أبونا القمص صرابامون أب لهذا الشعب) مفتاح الكنيسة معلناً بجبروت المارد، بجبروت المفترس أنها مضيفة وليست كنيسة، مما اضطر الأب أن يتحمل هو تبعات الموقف بدلاً من قتل الفرحة داخل الشعب فأعلن لمدير الأمن أنها كنيسة وراح يفتح الأبواب ويعرض للحاضرين مقومات الكنيسة من مذبح وهياكل وأواني وخوارس وكرسي الأسقف والصور وحامل الأيقونات وكنب وكتب، ولكن الأخير لم يعبأ بذلك وأصر على أنها مضيفة، ولكن إصرار أبونا على فتح الكنيسة كان أقوى من إصرار مدير الأمن على غلقها، وهنا صرخ مدير الأمن قائلا: أنتم صانعي فتن، وكررها عدة مرات، ثم قال لأبونا مرتين: هذا الأمن متواجد في القرية، ليس لحمايتكم أو حماية مضيفتكم، أو ما تسمونه بالكنيسة، بل لمنعكم من الصلاة!!!!!!!!!!!!
مما اضطر أبونا لمجابهته قائلا: لأن رسالة معاليك لهذه الرتب والرعاع أصبحت رسالة واضحة، أنت لن تحرسنا، ولن تحرس كنائسنا.. ثق أن الله سيحرسنا ويحرسها، ولكن أن تمنعنا من الصلاة أنت ورتبك التي نخر سوس الحقد والتعصب في ضمائرها، وأصبحت أقرب للمرتزقة منها إلى الأمن المحترم، المحايد، الذي يعرف كيف يؤدي واجبه في الحفاظ على الجميع، لن تستطيع أنت ولا هم أن تمنعنا من الصلاة، ولكي ترى ذلك بعينيك التي لم تتعود أن تعرف الحق وتحترمه، سوف أدخل الآن إلى الكنيسة للاعتكاف والصلاة، ولن أتركها حتى يأذن الله، وأعرف هل هي كنيسة كما هو على أرض الواقع، أم هي مضيفة كما تقول سيادتكم. فقد نسيت سيادتك واجبك وشرف مهنتك، وهو المسؤولية عن حراسة الجميع، وعن حراسة هذا المكان سواء كان كنيسة أو مضيفة، ولكن للأسف عندما تأتي مشكلة تخص الكنائس أو الأقباط، تتحول أجهزة الأمن إلى مؤسسات دينية وهابية متطرفة، ويعمي الحقد عيونها، وتبدأ في التصرف بمنظور طائفي ضيق، وتنسى مصر، فلا يهمها سمعتها أو مصالحها أو أمنها.
وذهب مدير الأمن، وذهب أبونا إلى الدير ولكن النية مبيتة لهدم الكنيسة، فتجمع من تجمع سواء تطوعاً أم مرتزقة بالمال من كل نجع ومن كل بلد، الكل حمل رايات الجهاد المسلح، وكانت الموقعة في ليلة باردة حالكة السواد حيث تم قطع النور والاتصال عن القرية، وقوات الأمن تحرس المداخل والمخارج فلا مسيحي يدخل ولا مسيحي يهرب.
ـ موقف السكان الآمنين من الأقباط وهم مستهدفون من الغوغاء والسوقية وحاملي النيران والسيوف والذين أشعلوا كل شيء من المنازل والأحواش والبهائم.
والرعب وشيطان الموت يريد أن يبتلعهم ولكن مساندة السماء وتعزية الروح القدس كللتهم بالشجاعة والصمود وهم أشبه بفأر داخل مصيدة.
ـ موقف أبونا صرابامون عند سماعه بخبر الهجوم ومشاعره تجاه أبنائه، ولكنه أصلب من المواقف ووقف متحدياً، والحق يقال لولا موقف أبونا صرابامون لم تفتح الكنيسة حتى الآن، لكان تم قفلها بمقولة دواعي أمنية!!! ومن يملك تغيير هذا القرار.
ـ موقف الشعب القبطي في منطقة الأقصر وتوابعها، لقد ذهب الشباب إلى منطقة الكنيسة حاملين أرواحهم وقبلوا التحدي طواعية، ولكن في البداية تم منعهم من دخول المنطقة ولكن بعد أن تمت الواقعة تم السماح لهم بالدخول ولم يتركوا الموقع إلا بعد تشيع جنازة الشهداء، موقف قبطي أصيل يرسم لنا أيقونة الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية.
ـ موقف أخوتنا وأقاربنا بالمهجر ومنظمات حقوق الإنسان والصحفيين الحقوقيين من إصرارهم على الوقوف بجانب شعب العديسات والمنطقة لإعلان كلمة الحق وحق ممارسة العبادة، وحق فتح الكنائس المغلقة.
ـ موقف لا ينسى لرئيس البلاد وإعلانه فتح الكنيسة.
بركات الواقعة!!
ـ بالرغم عن كل هذه الأحداث وبعناية السماء وإرادة الله تم فتح الكنيسة ورسم لها كاهن جديد من شباب المنطقة باسم أبونا صموئيل.
ـ أيضاً بالرغم عن حجم النيران والتي أودت بحياة الدواب والمواشي بالمنطقة إلا أنها لم تمس الكنيسة بأي أذى وكأن النيران لم تكن لها أي تأثير يذكر.
ـ أخذ أهل المنطقة بركات حمل الصليب والاضطهاد على اسم المسيح.

ـ لم يمت أكثر من الشهيدين ولم يصاب أحد المسلمين وإلا كان دخل الموضوع في أبعاد أخرى نحن في غنى عنها ولأننا لا نريد لهم الشر.

ـ أخذ قدس أبونا صرابامون بركة شهادة الحق وإعلانه رغم كل الضغوط المحيطة به، سواء من الأمن وبعض المتفلسفين من الشعب المسيحي.
ـ فتح ملف الكنائس المغلقة، ومن هنا أناشد الكل كلٍ في موقعه بإعادة فتح هذا الملف مرة أخرى.
ـ الجميع في المنطقة يمارسون حياتهم المعتادة في محبة ووئام ومع أخوتهم المسلمين وذلك نتيجة لعظات الآباء الكهنة بالمنطقة وحث الجميع على المحبة والتسامح وبقيادة أبونا القمص صرابامون.
ولكننا نريد توضيح مواقف!!!
ـ العداء ضد بناء الكنائس، ومنع المسيحيين من حق الصلاة والعبادة.
ـ عدم قبول المسلمين لأخوتهم المسيحيين في الوطن واعتبارهم كفار.
ـ هل منع بناء الكنائس رغبة الحكومة أم رغبة أمنية أم حزبية أم شعبية أم الكل مجتمعين.
ربما يأتي يوم يقوم فيه المسيحيين ببناء جوامع المسلمين، ويقوم المسلمين ببناء كنائس المسيحيين، ويعيش الكل في مواجهة مشاكل المواطنة والوطن، في ظل الديموقراطية والليبرالية، والدين لله والوطن للجميع.
ونعم لحق العبادة، وحق المواطنة.
(مقتبس من المقالات التي نشرت عن الموضوع بالأخص مقال دم قبطي يداس بالأقدام)
نشأت المصري


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com