Print
بدلا من حرق مصر .. دعنا نتكلم عن بنائها !!
ردا على مقال للسيد / اسامه سلامه بمجله روز اليوسف
بقلم / منير بشاي – لوس انجلوس
بعد مقاله الأول بعنوان " مزاد حرق مصر بين متشددين أقباط والأخوان المسلمين  " عاد الينا السيد /  اسامه سلامه بمقال جديد عنوانه  " هل ألأقباط هم أصحاب البلد ألأصليون " . وقد  نشر فى المقال ردى على مقاله ألأول وكذا تكذيب من الأنبا مرقس أنه نطق بالتصريح الذى نسب اليه . ثم أضاف تعليقه على الردين ..
والغريب أنه فى مقاله الجديد ما يزال يكرر اتهاماته التى كنت اعتقد أننى قد حسمتها فى معرض دفاعى عن مقوله أن الأقباط هم أصل مصر
 .
ورغبه منى فى عدم تكرار ما قلت وابتعادا عن المناقشات البيزنطيه التى لا جدوي منها فإننى سأتعرض لمناقشه مجرد عينه لبعض ما جاء فى مقاله الجديد مع رد مختصر عليها
 .
  التطرف القبطى
يقول الكاتب " وكأنهم يدعون الأقباط إلى الجهاد لكى تعود مصر لأبنائها بعد جلاء المحتل العربى عنها " ويضيف "أن التطرف المسيحى يوازى التطرف الأسلامى ولا فرق بينهما لأن الإثنين يؤديان الى حرق البلد "
والحقيقه أنه اسقط  فى يدى لدى قرائتى لهذا الكلام  فكمسيحى أعتقد أننى على درايه بما يدور فى الأوساط المسيحيه القبطيه . ولكن فى الحقيقه لم يصل الى علمى عن وجود جماعات متطرفه تنادى بنوع من الجهاد لتحرير مصر من المحتل العربى الاسلامى . وكما ذكرت فى مقالى السابق هذا أمر غير وارد وغير عملى وغير معقول والكلام فيه مضيعه للوقت . ولا أظن ان  كاتبنا وهو على درايه بالتعاليم المسيحيه يعتقد أن المسيحيين ينادون طبقآ لتعاليم الدين المسيحى بجهاد عسكرى ضد أعداء المسيحيه ؟  فأين تعاليم السيد المسيح التى تدعونا بالقول : لا تقاوموا الشر .. ومن ضربك على خدك الأيمن حول له الأخر  .. وباركو لاعنيكم واحسنوا الى مبغضيكم وصلوا من أجل الذين يسيئون اليكم
ويطهدونكم ... الخ
هل حقيقه هناك تطرف مسيحى" يوازى " التطرف الاسلامى ..و" لا فرق بينهما ؟ ".
فليقل لنا كاتبنا كم من المسلمين تم قتلهم بواسطه المتطرفين المسيحيين ؟  كم من المساجد حرقوا ؟  كم من الفتايات المسلمات خطفوا وحولوهم عنوه الى المسيحيه ؟ كم من محاوله للتجسس أو الخيانه العظمى للبلد قامت بها عناصر مسيحيه ؟  كم من الأتاوات فرضوها على المسلمين ؟ وهل من يطالب بحقوقه مستخدما القلم يوازى عندك فى التطرف من يستخدم السيف ؟

تعداد الأقباط

يقول الكاتب " الكلام حول عدد الأقباط طائفى ولا معنى له فى ظل المواطنه التى لا تميز بين الأقباط "
 .  ثم يكرر  "  الكلام عن الأقباط لا يجوز " .
وهنا أسأل الكاتب بأى سلطه تحرم وتجرم مجرد " الكلام " عن عدد الأقباط ؟ . وفى بلد تعرف عدد كل شيئ  يظل معرفه عدد الأقباط فيه سرا يعامل معامله المحظورات . وما المانع أن يكون هناك مواطنه وعدم تميز وفى نفس الوقت إحصائيات سليمه تساعد على التخطيط لحل مشاكل هذا البلد؟ أم ترى سيدى أن الوضع المثالى أن يمثل نحو 15% من سكان البلد ب 2/1% فى المجالس النيابيه وبصفر % فى معظم الوظائف العليا ؟ واذا فتح المسيحيون افواههم بالتساؤل حول هذا الإجحاف يقال لهم  أإن الإختيار بحسب الكفاءة وهو عذر اقبح من الذنب وكأن المسيحيين أغبى من المسلمين بينما من يهاجر منهم غالبا ما ينجح ويتفوق على غيره من الجنسيات ويصل الى قمه السلم الوظيفى
 .
جزور الأقباط 
يقول الكاتب " وأخيرا أسأل الأستاذ منير هل تستطيع أن تثبت أن جزورك تعود الى المصريين القدماء ولم يدخل عليها جنس أخر ؟ "
والحقيقه أننى لم اسأل نفسى هذا السؤال من قبل . وحتى أطمأن على نفسي وقفت أمام المرآه وفى يدى تمثال ل توت عنخ أمون فوجدت تشابه فى الملامح لا يمكن انكاره . فعلى ذلك فأنا مطمئن وبالتالى فإنى أطمئن السيد / اسامه سلامه بالنتيجه !!  وأسف لأنى لا أملك دليلا أقوي من هذا
 !!
ولكن دعنى اكون اكثر جديه . فالقضيه يا سيدى لا تتعلق بشخص واحد من الناس ولكن بأكثر من 10 ملايين من سكان مصر . ولا أظنك جادا فى أنك تريد دليلا موثقا من كل هؤلاء الملايين بنقاء جزورهم على مدى الفى عام . وإذا تمكنا جدلا من الحصول على هذا الدليل فلعلك تحاول ان تنبش فيما قبل ذلك .. وقبل ذلك .. إلى أن ينتهى بنا المطاف عند أدم وحواء . وهنا اراك تصرخ فى نشوه الإنتصار " شوفت جالك كلامى  .. ها أنا قد أثبت لكم ان أصلكم موش قبطى " . والأجناس ياسيدى لابد من انها تختلط وتتزاوج مع بعضها ويزداد هذا بالذات فى العصور الحديثه مع سهولة وسائل الأنتقالات . ومع ذلك فهذا لا يلغى حقيقه أن هناك جنسيات مختلفه وهو علم قائم بذاته يحسن ان نتركه للمتخصصين
 .
ومع وجود بعض الأختلاط بين الأجناس قد يكون كبيرا أو ضئيلا حسب الأفراد فإن العبره بالمجموع . والسؤال ليس ما إذا كان هناك اختلاطا ولكن ما أذا كانت السمات العامه لهذا الجنس ما تزال قائمه ولم يحدث ذوبان كامل لهذا الجنس بحيث أنه فقد أصالته وتحول جميع أفراد الشعب الى مزيج متنافر لا رابط بينهم . والتاريخ خير شاهد على اصاله الشعب القبطى
 .
أعود إلى عنوان المقال . ما جدوى تضييع وقتنا الثمين فى مناقشه السلبيات وكان من الممكن ان نستثمره فى الكلام عن الأيجابيات ؟  فبدلا من الكلام عن المؤامرات المزعومه لحرق مصر دعونا نتكلم عن الخطط الحقيقيه لبناء مصر وجعلها دوله حديثه تقف ندا لند فى مصاف الدول المتحضره
 .
وإن كنت ما تزال سيدى تخشى من مؤامرات لحرق مصر فأحب ان اطمأنك بالنسبه للطرف القبطى .. إن الأقباط لن يكونوا طرفا فى هذه المؤامرات . فأن الأقباط يحبون مصر لدرجه العشق .. ويقدسونها لدرجه العباده .. ولا يوجد من يستطيع أن يزايد على وطنيتهم .. وراجع التاريخ لتعرف ذلك ..