عاجل: إحراق كنيسة مار جرجس بقرية سرسنا بالفيوم

الفيوم (مصر) في 15 فبراير /إم سي إن/ من نادر شكري


قامت مجموعات من مسلمي قرية سرسنا التابعة لمركز طامية بالفيوم (92 كم جنوب غرب القاهرة)، مساء اليوم، بإشعال النيران بكنيسة مارجرجس بالقرية، وقذفها بالطوب، مما أسفر عن هدم جزء من قبتها، وكسر صليب أعلى القبة، وتدمير أجزاء بداخلها من مقصورة وأيقونات، وذلك بعد أن اعترض أحد السلفيين على وجود الكنيسة بجوار منزل مسلم، وقيامه بتحريض الأهالي للهجوم على الكنيسة، في وجود مأمور قسم شرطة طامية ونقطة شرطة سرسنا، الذي كان يتفاوض مع مسلمي القرية في وجود كاهن الكنيسة قبل بدء الهجوم.

وأوضح مصدر من أهالي القرية لـ/إم سي إن/ أن كنيسة مارجرجس تبلغ مساحتها حوالي 200م، وتم بنائها في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وتخدم ما يزيد عن 180 أسرة مسيحية، وهي ملاصقة لمنزل أسرة مسلمة، مشيرا إلى أن أقباط القرية كانوا قد فوجئوا بقيام مسلمين بكسر جزء من جدار الكنيسة وفتح ثقب به منذ 3 أشهر لمراقبة ما يحدث داخلها، وتم عقد جلسة "صلح" عرفية، طالب المسلمون فيها بعدم ضم مساحة فضاء لا تزيد مساحتها عن 50 مترا داخل الكنيسة إلى مبنى الكنيسة وتعهد الكاهن بذلك، وعندما طالب الكاهن بإقامة حضانة للأطفال رفضوا، واستمر وجود الثقب في جدار الكنيسة كما هو، حتى بدأ أحد السلفيين في تحريض المسلمين على الكنيسة بقوله أنها "جار غير شرعي للمسلمين ولا يجوز وجودها"، كما أنه اعترض على أن يكون عداد الكهرباء باسم الأنبا ابرام أسقف الفيوم، معتبرا أن ذلك "غير شرعي".

وأشار المصدر إلى أنهم فوجئوا منذ أمس الخميس بتحرشات بالكنيسة، واحتقان من قبل المسلمين الذين طالبوا بنقل الكنيسة من موقعها، موضحا أن المسلمين رفضوا أن تقوم الكنيسة بشراء منزل المسلم المجاور لها، واعتبروا أن وجود القس دوماديوس، كاهن الكنيسة، غير شرعي.

وأكد أن مسلمي القرية قاموا صباح اليوم بتوسيع الثقب الذي أوجدوه في جدار الكنيسة ليصل حجمه إلى متر، فانتقل مأمور قسم شرطه طامية إلى القرية، وقام بعقد جلسة مع الكاهن والمسلمين المعترضين، وترك المسلمون الجلسة قبل انتهاء الحديث، وبدأوا في قذف الكنيسة بالطوب، في وجود رجال الأمن الذين لم يفعلوا شيئا، وتزايد عدد المعتدين على الكنيسة ليشمل المئات من أهالي القرية، حيث صعد بعضهم فوق أعلى القبة وبدأوا في هدمها، ثم قاموا بإشعال النيران بالقبة المصنوعة من الأخشاب، فسقط جزء منها، ثم قاموا بإلقاء الطوب من هذا الجزء المنهار إلى داخل الكنيسة لتدمير الهيكل، فدُمرت بعض أجزاء وأيقونات داخل الكنيسة، كما حاولوا الاعتداء على كاهن القرية الذي أُصيب إصابة طفيفة في يده، إلا أن عائلة مسلمه تُدعى عائلة عبد الحميد عبد الفتاح قامت بحمايته في وجود مأمور المركز، وأخرجته في سيارة خارج القرية.

وأضاف "هذه الأسرة المسلمة تدخلت لمنع المهاجمين من استمرار عملية الحرق، وأثناء عملية القذف بالحجارة تم تدمير خزان المياة الذي يعلوا الكنيسة فسقطت داخلها ونجحت في إطفاء أجزاء كبيرة من النيران، وتدخل آخرون لإطفاء أجزاء أخرى، حتى قام الأمن بإقناع المهاجمين بالتوقف وتم صرفهم.

وأوضح أن المسيحيين خلال هذه الفترة التزموا منازلهم، خوفا من تعرضهم للهجوم بعد مهاجمة الكنيسة، وبعد أن اُصيب ثلاثة مسيحيين حاولوا منع المهاجمين بجروح طفيفة.

وتعيش القرية الآن حالة من الترقب والقلق، خشية تجدد عملية الهجوم في أي لحظة، في ظل ضعف التواجد الأمني بالقرية، واستمرار تحريض السلفيين والعائلة المسلمة المجاورة للكنيسة، ولم تقم قوات الأمن بالقبض على أي من المعتدين على الكنيسة، في تكرار لمشهد هدم كنيسة صول بأطفيح في مارس 2011، الذي حدث في وجود قوات الجيش.


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com