Print
     
الاعتداء مجددًا على كنيسة سرسنا أثناء عقد ما يسمى بجلسة الصلح العرفي
  
إلقاء كرات مشتعلة مجددًا وهتافات "مش عايزين كنيسة"



الفيوم (مصر) في 16 فبراير/إم سي إن/ من نادر شكري

عقدت مساء اليوم ما يسمى بـ"جلسة صلح عرفية" بقرية سرسنا التابعة لمركز طامية بالفيوم لإنهاء أزمة كنيسة مارجرجس بالقرية عقب مهاجمتها مساء أمس وإلقاء كرات نار عليها احتجاجًا من أسرة مسلمة على انزعاجها من صوت الصلوات داخل الكنيسة
التي تقام يومي الأحد والجمعة، على الرغم من أنها تسكن بجانب الكنيسة منذ 15 عامًا ولم تشكُ من قبل.

عقدت الجلسة بحضور مأمور مركز طامية ورئيس مباحث طامية، و7 من الأقباط دون حضور أي من رجال الدين المسيحي وحضر من المسلمين الأسرة المسلمة المجاورة للكنيسة وأربعة شهود ومحكمين مسلمين، وأقيمت الجلسة في منزل شخص مسلم يدعى عبد الفتاح عبد الحميد ثم استكملت الجلسة في مركز شرطة طامية عقب تجدد الاعتداءات على الكنيسة أثناء الجلسة.

وانسحب أحد ممثلين الأقباط يدعى جميل إبراهيم من الجلسة احتجاجًا على معاودة الهجوم على الكنيسة أثناء انعقادها وأيضًا فرض شروط على الكنيسة وصفها بالمستبدة وتوصلت الجلسة إلى وضع محضر عرفي تضمن: أولًا ترك مساحة بين الجار المسلم والكنيسة بعرض 5 سم يتم ملئها بمادة عازلة للصوت، ثانيًا، بناء جدار بعرض 30 سم بطول عرض الكنيسة، أما الجزء الفضاء الموازي للكنيسة ويدخل في إطارها اشترطوا أن يقام كمخازن ولا يتم ضمه للكنيسة كمبنى للصلاة. ثالثًا عدم تعلية ارتفاع الكنيسة وتظل كما هي عليه الآن حيث ارتفاع المبنى لا يزيد عن 3 أمتار. رابعًا: تقوم الكنيسة بوضع طبقة عازلة أعلى مبنى الكنيسة، وطبقة من البلاط على سطح صاحب المنزل المسلم على نفقتها لاحتواء الصوت الداخلي للصلوات بعد الانتهاء من وضع المادة العازلة للصوت وبناء الجدار الفاصل.


وقال أحد أعضاء الجلسة من المسيحيين أثناء الحضور "إنهم فوجئوا أثناء الجلسة بصراخ داخل القرية حيث هذا الاتفاق لم يعجب بعض المسلمين الذين ظلوا يهتفون "مش عايزين كنيسة" وقاموا بمهاجمة الكنيسة بإلقاء كرات من القماش المشتعل أعلى سطح الكنيسة من خلال سطح منزل الجار المسلم وصعد أحدهم وحاول استكمال تدمير القبة الخشبية وهو ما أثار حالة غضب لعدم احترام الجلسة، ونقلت الجلسة إلى مركز شرطة طامية حيث وقع الحضور على العقد العرفي.

وقال أحد سكان القرية "إن رجال الدين المسيحي لم يحضروا الجلسة وتم استدعاء 4 أقباط من خارج القرية تم اختيارهم من قبل المسلمين، مشيرًا إلى أن الشروط لاقت استياءً من بعض الأقباط لفرض شروط على الكنيسة إرضاءً للجار المسلم الذي يقطن بجوار الكنيسة منذ 15 عامًا، لم يُبدِ أي شكوى من قبل من صوت الصلوات سوى هذه الأيام"، وتابع "إن الأسرة المسلمة كانت تريد كتابة المحضر بمسمى مبنى خدمات وليس كنيسة إلا أن الأقباط اعترضوا نظرًا لأنها كنيسة ومسجلة بمحاضر شرطة ومعين لها حراسة أمنية".

وأشار، جميل إبراهيم، القبطي المنسحب من الجلسة، إلى أن "الخسائر التي لحقت بالكنيسة تدمير في أجزاء من القبة وتدمير زجاج نوافذ الكنيسة والقبة وأربع شاشات عرض وبعض الصور والأيقونات والصور وتسقط نيران على مقاعد الكنيسة مما أدى لإتلافها وكسر فتحة في جدار الكنيسة بعرض متر" .

وأضاف "إن مامور قسم الشرطة وعد بالسماح بإقامة قداس الأحد غدًا، إلا أن الأمور حتى الآن تنذر باحتقان ربما يدفع بمعاودة الهجوم في ظل التحريض ضد الكنيسة من أشخاص كثيرين لرفضهم وجود الكنيسة وفي ظل غياب الأمن العاجز عن حماية الكنيسة والتصدي للمعتدين وعدم القبض على أي من المهاجمين".
جدير بالذكر "أن قوات الأمن قامت اليوم بمنع قنوات فضائية من تصوير الكنيسة ومنعت دخول الصحفيين إلى القرية كما منعت الأقباط من دخول الكنيسة لتصوير الخسائر، ولكن سيدة نجحت في وضع كاميرا داخل ملابسها وقامت بتصوير الخسائر داخل الكنيسة أثناء عملية تظيف آثار الدمار".