Print

  

رسالة إلى الرئيس القادم

بقلم هانى مراد

                                       بقلم هانى مراد      مات المسيح  و انتصر

  تحية من مواطن مصري قبطي إلى رئيس مصر القادم والذي لا نعرف من هو حتى الآن.

سيدى الرئيس : عند الشعب المصرى أزمة ثقة نتيجة تعاملات الحكام السابقين معه..

و كما يحتاج لقائد قوى يعبر به هذه المرحلة الحرجة كذلك يحتاج لأب حنون يتفهم معاناته و مخاوفه ..و ليس الحل فى التعالى عليه و الاستهتار بهواجسه و لكن فى تفهم و احترام مواقفه و احتواءه.

مثلاً الشباب يخشون من عودة الدولة البوليسية و التنكيل بشباب الثورة.

الشعب بكل اطيافه يحتاج هو الأخر ضمانات بعدم تدخل الجيش فى العملية السياسيةو بقاءه كمؤسسة وطنية يضمن صيانة الدستور و حماية الدولة المدنية.  

دعنا نتذكرمعاً أن الشعب المصري قام بثورة على الظلم والاستبداد ولم يحقق أهدافه منها على أرض الواقع حتى الآن. وأن الحكمة والعقل يُلزمان الرئيس القادم بمعاونة هذا الشعب العظيم الذي أتى به إلى سُدة الحكم كي يحقق أهداف ثورته العظيمة عيش – حرية – عدالة اجتماعية.

وقد ضاق هذا الشعب بنوعية السياسيين الذين ما أن يصلوا للحكم حتى يديروا ظهورهم للشعب ويتجاهلون طموحاته وتضحياته و يغدرون به.

وأذكِّر الرئيس القادم بالشعار العبقري الذي إنطلق من رحم الثوار المصريين حين قالوا : "يسقط يسقط كل رئيس ... طول ما الدم المصري رخيص"

ونحن نريد حق الدم المصري الذي سال على أرضنا الغالية من الشباب الشجاع الذي ضحى بحياته كي يحرر الوطن.. ونذكره بشهداء يناير 2011 وشهداء مشجعين ستاد بورسعيد.

شهداء الأقباط في ماسبيرو وشهداء محمد محمود الأولى والثانية.

وجميع الشهداء الذين سقطوا بيد الإرهاب. الشعب المصري سيثق في رئيس يقيم العدل ويأتي بحقوق الشهداء مهما كان هذا الأمر عسيراً ويطال أفراد ومؤسسات عالية المقام.

نذكرك سيادة الرئيس بان هذا الشعب عانى من الفقر و الاحتياج لعقود طويلة و اول مطالبثورته كان العيش و الحياة الكريمة له و لأولاده.

نعلم ان الازمة الاقتصادية طاحنة و لكننا نعلم ايضاً اننا شعب اراد الحياة و لابد ان يستجيب لنا القدر ..و لكننا نريد منظومة محكمة تمنع تسرب الفساد مرة اخرى لمختلف اجهزة الدولة.

ينتظر الشعب المصرى من الرئيس القادم حلاً لواحدة من اهم التحديات التى تواجه الوطنالا و هى مشكلة مياه النيل وسد النهضة الاثيوبى. 

 سيدى الرئيس..لقد تحمل الأقباط كثيراً من الظلم وقدموا شهداء من خيرة أبنائهم وهم لا يطالبون بأكثر من العدل والمساواة ورد الاعتبار لهم في وطنهم الذين قدموا الكثير من أجله ومن أجل تحريره من الإرهاب والفاشية الدينية.

فأيا كان الرئيس القادم فللأقباط فضل كبير في وصوله إلى قصر الرئاسة  و يحق لهم الحصول على حقوقهم كاملة  منه .

الشعب المصري يريد مصالحة شاملة بين الشعب والشرطة وجميع أجهزة الدولة قائمة على إعادة هيكلة تلك الأجهزة على أساس من الولاء للوطن والشعب وليس للرئيس والنظام.

الشعب المصري يتوق لرئيس يتفاخر به وسط شعوب العالم.ولكن قبل كل شيء رئيس يشعر بنبض وآلام أبناءه ويعمل بكل طاقته ويسخر كل إمكانيات الدولة ليس للتحكم في الشعب ولكن لتحقيق الطموحات والأحلام المشروعة لهذا الشعب العظيم.

ومرحبا بالرئيس القادم الذي ستنتخبه الغالبية العظمى من المصريين.

 مرحبا به واحد من أبناء مصر الذي سيكمل ما بدأه هذا الشعب العظيم في تحقيق طموحاته من عيش وحرية وعدالة اجتماعية.

و تذكر سيدى الرئيس ان هذا الشعب فى منتهى الوفاء للذين يحبونه و يحترمونه و هو ينتظرقائدا شجاعاً نداً لتحدى هذه اللحظة التاريخية.