Print

    

مدحت قلادة يكتب:

محنة الأقباط وحقيقة التغيير 


وتيرة العمل الحقوقي المناهضة للظلم والتعصب والتهميش لم تتغير منذ أن بدأ الرواد رحلة كفاحهم وهى تجابه بأربعة أساليب :-

أولا : انكار المشكلة من أساسها

ثانيا :البحث عن مخرج مقبول مثل ادعاء الجنون  الذى يصيب الجانى الذي يستهدف الأقباط دون غيرهم !!

ثالثا : تشويه المجنى عليه مادياً ومعنوياً  .

رابعا: تعميم الاتهام على كل النشطاء الاقباط " أقباط المهجر " بوصفهم خونة وعملاء ..

رغم أن الاقباط هم من بدأوا الشرارة الأولى لثورة يناير بعد حادث العمرانية ومذبحة كنيسة القديسين إلا أنهم دفعوا الضريبة الأكبر لانقاذ مصر على سبيل المثال حرق 80 كنيسة وسلب ونهب وحرق 970 منزل وتدمير 37 صيدلية  و 3 سفن نيلية و العديد من الأملاك علاوة على عدد كبير من مصادر رزقهم  على أمل أن ينالوا حقوق المواطنة الكاملة وتصبح مصر أم حاضنة لجميع ابنائها بلا تفرقة فى الشكل او اللون او المعتقد ..لذلك ضحوا بنفوس راضية وقدموا شهداء فى كل بقاع مصر مع إخوتهم المسلمين على أمل في غد أفضل .

وتحولت جميع المنظمات القبطية فى المهجر إلى خلية نحل تسعى بكل الطرق لايقاف المخطط الأمريكى القطرى التركى لهدم مصر بايضاح للعالم أن ما حدث ليس انقلاب إنما ثورة شعبية وان الجيش لم يقوعلى عزل الفاشي أنما أجبره نزول 40 مليون على ذلك فعلى سبيل المثال شارك اتحاد المنظمات القبطية ب 7 جلسات فى البرلمان الأوربي منهم جلسة هامة مع رئيس لجنة شؤون العلاقات الخارجية اولمر بروك بحضور عدد كبير من البرلمانيين فى البرلمان الاوربي من هولندا وانجلترا وألمانيا واليونان والنمسا ..

وبجلستان فى الأمم المتحدة مؤتمر الأقليات بجنيف أمام دول العالم 193 دولة علاوة على 9 مؤتمرات صحفية للإعلام الالمانى والغربي بمدن المانيا كولن وبون وديزيل دورف مع  الجميعة الدولية الألمانية لحقوق الانسان لتعضيد مصر فى المرحلة الحرجة التى تتطلب كل سواعد أبنائها الشرفاء.

عشنا بالامل على أغانى وطنية تسلم الايادى وكلمات خطفت لباب الشعب المصرى على أمل ان تعود الكرامة والمساوة والعدل لكل المصريين ولكن بالكلمات وحدها لن تبنى مصر .. أين الوعود ..أين المساواة أين العدل؟

عشنا على أمل تغيير النظام تغييرا حقيقيا فى مسلكه على أرض الواقع ولم نتوانى بالوقت والجهد والمال للمسؤولية الوطنية التى نحملها بحب على أكتافنا لأجل وطننا مصر وفى نفس الوقت راقبنا بدقة كل الأحداث لنتأكد ونجيب على السؤال الهام هل هناك  تغيرا حقيقيا في وضع  الأقباط ؟

الواقع يجيب أحداث جسام حدثت خلال الفترة السابقة منها على سبيل المثال قتل الأسرة الكاملة فى مذبحة بالاسكندرية و شهداء مصر السبعة الاقباط فى ليبيا والشهيد الثامن على يد جماعة انصار الشيطان..وأدركنا ان النظام لم يتغير الا فى الاشخاص فقط اما السياسات اصبحت اكثر قبحا وفجاجة  فعلى سبيل المثال

أولا سياسة الانكار والاستهتار تصريح السفير بدر عبد العاطى فى وقت لم تجف فيه دماء شهداء مصر الاقباط ان الحادث ليس طائفيا !! فى اسلوب ينم على عنصرية واهمال ولا مبالاة ..

ثانيا تشويه المجنى عليهم كان النظام السابق يعمل على التشويه الأدبى أو المادى ولكن سلوك مذبحة الأقباط فى الإسكندرية أكد أن التغير فى استحداث نوع جديد وهو تشويه الاأقباط أخلاقيا ...وعلاقات محرمة .. وفيلم سىء الإخراج لظابط مباحث مع متهم بالقتل يدركه الطفل الصغير .

ثالثا تشويه الأقباط مازال قائما ومحاولة استقدام الاعلام لعددا من رموز الخيانة لانكار الحقائق وترك الصوت الوطنى والتركيز على تشويه الاقباط .

كم كان اشتياقنا أن نتحدث عن مصريين بلا خلفيات دينية .. كم كانت أحلامنا أن نمد أيدينا ونصافح من أساؤوا إلينا كم كان املنا فى تغيير حقيقي فى الممارسات على ارض الواقع ..

ولكن للأسف وسط الظلم وسط العنصرية وسط التطرف لابد أن تصرخ بأعلى صوت فى أركان العالم أن النظام لم يتغير فهو صامت عديم الحس تجاة شهداء الأقباط بل مشارك بصمته باهمالة بمسئولينه ايضا

اخيرا تتضح العنصرية فى أقبح صورها إذا قورنت شهادة قبطي بشهادة مسلمة هل تتذكروا ماذا فعلت مصر فى قضية اغتيال مروة الشربينى " شهيدة الحجاب " .. كيف كرست خارجية مصر كل امكانياتها لشهيدة الحجاب راجع تصريح بدر عبد العاطى فى قضية اغتيال الأقباط السبعة لتدرك العنصرية فى اقبح صورها .