قالت تقارير صحفية إن الهيئة المصرية العامة للكتاب قررت ايقاف توزيع مجلة أدبية تصدرها، لتضمنها قصيدة "تسيء إلى الذات الإلهية"، في حين، كشف رئيس تحرير المجلة أن "الاعتراض جاء من عمال المطابع".
في الوقت نفسه، قالت مصادر بالهيئة إن قرار الايقاف جاء لتفويت الفرصة على جماعة الإخوان المسلمين المحظورة لإثارة القضية في مجلس الشعب (البرلمان).
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية الجمعة 6-4-2007 عن رئيس تحرير مجلة " إبداع" الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي قوله إن رئيس الهيئة الحكومية الدكتور ناصر الأنصاري أبلغه بأنه اتخذ قرار الايقاف "بعدما تلقى شكاوى تعترض على مقطع يتعرض للذات الإلهية في شكل مسيء في قصيدة للشاعر حلمي سالم عنوانها: شرفة ليلى مراد".
وأكد حجازي رفضه القرار، مشيراً إلى أنه سيصر على السماح بتوزيع بقية نسخ العدد بعد نفاد ما طرح من المجلة في السوق الأسبوع الماضي.
وأعرب عن اعتقاده أن "الاعتراض على القصيدة جاء من عمال مطابع هيئة الكتاب" التي تعتبر أكبر دار نشر حكومية في العالم العربي وتتبع رسمياً وزارة الثقافة المصرية.
والعدد المُصادر هو الأول من المجلة بعد توقف عن الصدور استمر سنوات، وسبق أن واجه وزير الثقافة فاروق حسني قبل نحو عشر سنوات استجواباً في البرلمان، بسبب احتواء أحد أعداد مجلة "إبداع" صوراً عارية عبارة عن لوحات تحكي قصة خلق الإنسان.
من جانبه، اعتبر الشاعر حلمي سالم، وهو رئيس تحرير مجلة "أدب ونقد" التي يصدرها حزب "التجمع" اليساري أن قرار الانصاري "يدخل في نطاق محاكم تفتيش ليست جديدة في تاريخنا العربي".
وأشار إلى أن القصيدة التي صودر بسببها عدد "إبداع" منشورة في ديوان له أصدرته أخيراً دار نشر خاصة في القاهرة تحت عنوان "الثناء على الضعف".
وأعرب مسؤول في الهيئة -رفض كشف اسمه -عن تخوف من إثارة موضوع تلك القصيدة في مجلس الشعب الذي يضم 88 نائباً ينتمون إلى جماعة "الإخوان المسلمين".
وقال إن هيئة الكتاب انتبهت الى أن قصيدة سالم "مسيئة" بعد طباعة المجلة، وكان ينبغي على رئيس التحرير أن لا يسمح بنشرها. وأضاف أن "إدارة الهيئة ستضع آلية لضمان عدم تكرار ما حدث في المستقبل".
كانت السلطات المصرية قد منعت الشهر الماضي مسرحية "الإله يقدم استقالته" للكاتبة نوال السعداوي، وقرر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود إحالتها على التحقيق، بعدما اعتبرت مجموعة من المحامين كتابها الذي يضم المسرحية "مسيئاً إلى الذات الإلهية".