داعش و الأقباط

 

بقلم هانى مراد

 

 

لقد تم اختطاف هؤلاء الأقباط منذ اكثر من ثلاثة أشهر في دولة مفككة تسيطر علي كثير من أجزائها عصابات مسلحة ذو صبغة  أصولية  إسلامية..

السؤال الان هو :

ما هو رد الفعل القبطي المطلوب في مثل هذا الموقف؟

اولاً:

نحتاج ان نواصل  تقديم  نموذجاً روحياً لكنيسة الشهداء التي لا تخشي الموت و تنتصر بدم المسيح و بدم أولادها علي كل شر يواجهها و لازالت تنتصر مثل سيدها بقوة حبها و إيمانها علي سيوف جيوش الأعداء ؟

هذا هام جداً لانه إرث الكنيسة المصرية التي صمدت و بقيت رغم الاضطهادات العنيفة التي أرادت القضاء علي إيمانها تارة باستخدام عقائد مضللة لتفسد الإيمان الحق المسلم مرة للقديسين و المحفوظ للأبد في كلمة الله المعصومة..

 

و مرات اخري بمحاولات لإبادة جميع المسيحيين في مصر..

لكن لا هذا نفع و لا ذاك و لا يرجع ذلك في المقام الاول لقوة إيمان المصريين رغم اعتراف الغريب قبل القريب بقوة إيمانهم  ، و لكن بسبب أمانة الله و مقاصده تجاه مصر عموما كأمة و للكنيسة فيها خصوصاً..

و جميع المؤمنين في مصر يستندون علي وعود الرب ليس فقط للمؤمنين و لكن لجميع المصريين انهم سيكونون ملك للرب و يعبدون مع شعوب اخري في الشرق الأوسط ، و ان تلك المواعيد سوف تتحقق عن قريب عندما يرد الرب قلوب جميع المصريين للإيمان الحقيقي...

و ليست دماء الشهداء التي تسفك هنا و هناك الا بذاراً و عربوناً لكنيسة تولد و تخلق من العدم في أنحاء كثيرة من الشرق الأوسط مخلفة ورائها حطاماً شديداً داخل قلاع الشر التي استمرت مسيطرة علي ضمائر و عقول شعوب هذه المنطقة لقرون طويلة و الان جاء وقت فضحها و ضحدها و خرابها...

ثانياً

لا ينبغي إقحام الكنيسة في اللعبة السياسية و التحدث باسم الأقباط.

فالدور الروحي المنوطة به الكنيسة أسمي و أقدس من الخوض في الأمور الأرضية و الدنيوية مهما بلغت حيويتها..

وعلي المواطنين الأقباط تولي دورهم في المطالبة بحقوقهم السياسية و المدنية و غيرها..

يجب ان تحافظ الكنيسة علي معينها الروحي قوياً كي تتمكن من إمداد ما يحتاجه ابنائها من محبة و إيمان .

الكنيسة هي جسد المسيح علي الارض التي يجب ان تبقي نورا وسط الظلمة و ألا يهزمها أبدا الشر بل تغلب دائماً الشر بالخير و لا تقابل البغضة الا بالمحبة  و هذا ليس في مقدور البشر و لكن باتحاد الكنيسة بالمسيح تستطيع ان تكون أقوي من الشر الذي في العالم و في داعش و أمثاله .

و تعلن مع المسيح :"في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا انا قد غلبت العالم"

ثالثاً:

لا يمكن للاقباط مطالبة الحكومة المصرية بدماء الأقباط لان حكومات دول عظمي مثل بريطانيا و أمريكا و اليابان لم تستطع إنقاذ رهائنهم من يد داعش، فكم بالاحري الحكومة المصرية التي لم تستطع توفير الحماية لجماهير مباراة في كرة القدم كيف لها ان تخلص رهائن أقباط من يد تنظيم إسلامي في بلد مفكك سيسياً و ادارياً ؟؟ !!!!

أيا كانت دوافع تنظيم داعش في إعدام أقباط ليبيا فان الاعتراف هو سيد الأدلة و قد قدموا لنا أسبابهم و التي تتمثل كما يقولون في الانتقام للاختين وفاء قسطنطين و كاميليا شحاته و التي راج في كل ربوع مصر في وقت من الأوقات أنهما أسلمتا و ان الكنيسة قامت بالضغط علي أمن الدولة لكي يرجع السيدتين للمسيحية!!!!!

صحيح المثل بيقول انه اذا كان المتكلم مجنون ليكن المستمع عاقل و لكن في حالتنا دي لن تجد اي من المتكلم و لا اللي بيسمعه عنده ريحة العقل.

ففي هذه الحالة يختار العقل ما يريد سماعه و ليس سماع الحقيقة لانه اعتاد علي الكذب و احب الكذب فصار مدمناً للاكاذيب ...

فجهاز أمن الدولة المتواطئ مع الجماعات المأجورة لخطف القاصرات القبطيات و إجبارهم علي الاسلام قسراً يساعد الكنيسة في استرداد من أسلمت فعلاً !!!!! يا حلاوة!!!!!

اي بلاهة؟!! و اي جنون؟!! و اي كلام ؟!!

و لكن هذا ليس مستغرباً علي تنظيم كداعش ممسوح العقل بالكامل و منعزل عن الواقع و ما يدور فيه...

هم خارج الزمن..خارج التاريخ..و خارج الانسانية...

و لكن لدينا في مصر الطرف المحرض علي هذه الأكاذيب المضحكة و الذي شحن جماهيره للتحريض ضد الكنيسة و ضد الأقباط.

هذا الفصيل كان شريكا للإخوان في كل جرائمهم و منبثق عن تياره الداعشي حزباً غير شرعياً لانه قائم علي أساس ديني و عنصري و يحرض ليل نهار ضد الأقباط و يستحل أموالهم و أعراضهم و دمائهم في فتاويه و هو المسئول الاول عن قتل شهدائنا في ليبيا.

الحكومة المصرية مطالبة بتقديم من اخترع قصص وفاء و كاميليا الي محاكمة عسكرية و القصاص منهم.

ان كان الحق و العدل يعنيان حكومتنا و هي جادة في اعتبار جميع المصريين علي قدم المساواة فيجب تقديم المسئولين عن ترويج تلك الإشاعات و تحريض جماهيرهم في داخل و خارج مصر و تسببهم في قتل شهدائنا في ليبيا علي أيدي احد أفرع تياراتهم خارج مصر لمحاكمة عادلة و ليعلم صبية داعش ان شيوخهم داخل مصر يمكن ان يدفعوا ثمناً غالياً نتيجة لجرائمهم ضد المصريين و ان الدم القبطي ليس رخيصاً .

و نحن فى النهاية ندعو لاتباع داعش بالهداية

لان نهاية الطريق الذى يسيرون فيه هو الدمار  التام لهم و لكل من يدعمهم "فكل من يأخذ بالسيف بالسيف ايضا يؤخذ" فالاله الحقيقى لم يدعو ابدا للكراهية و القتل

و لكنه دعا كل البشر للمحبة و التسامح.

 


2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com