Print

 

نداء الى سيادة الرئيس محمد حسني مبارك
رئيس جمهورية مصر العربية

 

بقلم د. سليم نجيب، رئيس الهيئة القبطية الكندية

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

 

4 برمودة 1723 للشهداء - 12 أبريل 2007
 

تحية واحتراماً وبعد،،،


نوجه إلى سيادتكم هذا النداء بشأن الاعتداءات المتكررة والمستمرة على دير القديس العظيم "ابو فانا"  حيث يتعرض رهبان الدير الى إطلاق الأعيرة النارية نهاراً جهاراً ولقد سبق للهيئة القبطية الكندية أن وجهت استغاثة لهذا الشأن يوم 20 مارس 2006.

إن دير القديس العظيم "أبو فانا" هو واحد من أهم أديرة مصر تأسس في القرن الرابع الميلادي وإستمرت الحياة الرهبانية فيه إلى القرن السابع عشر وقد وصل عدد رهبانه في بعض الأوقات إلى أكثر من ألف راهب. ولقد تخرج منه إثنان من الآباء البطاركة هما البابا ثيودوسيوس (79) والبابا متاؤس الأول (87). وقد أصبحت فيه الآن حياة رهبانية منتظمة تحت اشراف نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي. فكما ترون أن هذا الدير له قيمة تاريخية وأثرية كبيرة جداً. ويقع الدير على حافة الصحراء الغربية 4 كم غرب بلدة قصر هور غرب اتليدم بملوي- محافظة المنيا.

إن هذا الدير رغم قيمته الدينية والأثرية الكبيرة إلا أنه يعاني من الاهمال من عدم رصف الطريق له وعدم دخول مياه الشرب وعدم دخول الكهرباء وعدم دخول التليفونات رغم التقدم بطلبات عدة لكل هذه الخدمات ولا حياة لم ينادي.

بل الأدهى أن السيد/ عثمان رئيس قرية هور أقسم برأس أبيه أنه لن يدخل الكهرباء إلى هذا الدير. ويعاني هذا الدير أيضاً من تهدم السور الخاص به وقد تسبب ذلك في الآتي:-

حيث يتعرض رهبان الدير الى إطلاق الأعيرة النارية نهاراً جهاراً ولقد سبق للهيئة القبطية الكندية أن وجهت استغاثة لهذا الشأن يوم 20 مارس 2006.

إن دير القديس العظيم "أبو فانا" هو واحد من أهم أديرة مصر تأسس في القرن الرابع الميلادي وإستمرت الحياة الرهبانية فيه إلى القرن السابع عشر وقد وصل عدد رهبانه في بعض الأوقات إلى أكثر من ألف راهب. ولقد تخرج منه إثنان من الآباء البطاركة هما البابا ثيودوسيوس (79) والبابا متاؤس الأول (87). وقد أصبحت فيه الآن حياة رهبانية منتظمة تحت اشراف نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي. فكما ترون أن هذا الدير له قيمة تاريخية وأثرية كبيرة جداً. ويقع الدير على حافة الصحراء الغربية 4 كم غرب بلدة قصر هور غرب اتليدم بملوي- محافظة المنيا.

إن هذا الدير رغم قيمته الدينية والأثرية الكبيرة إلا أنه يعاني من الاهمال من عدم رصف الطريق له وعدم دخول مياه الشرب وعدم دخول الكهرباء وعدم دخول التليفونات رغم التقدم بطلبات عدة لكل هذه الخدمات ولا حياة لم ينادي.

بل الأدهى أن السيد/ عثمان رئيس قرية هور أقسم برأس أبيه أنه لن يدخل الكهرباء إلى هذا الدير. ويعاني هذا الدير أيضاً من تهدم السور الخاص به وقد تسبب ذلك في الآتي:-


1- الدير أصبح عرضة للسرقة والنهب والاستيلاء على أراضيه من بعض الأهالي تحت سمع وبصر الجهات الحكومية وبمباركتها وهذا السلب والنهب يتم بطريقة شبه يومية ورغم العديد من شكاوى رهبان الدير لا يحرك المسئولون ساكنا "ودن من طين ودن من عجين"
2- الآباء الرهبان وطالبي الرهبنة عرضة للخطر في كل وقت وقد تعرض الدير والرهبان لاطلاق أعيرة نارية بغرض إرهابهم. قدر بعضهم عدد هذه الأعيرة بحوالي 200 إلى 300 عيار ناري. وهذا حدث منذ 20/3/2006 حتى يومنا هذا. وكل الأجهزة الحكومية صامتة صمت أبو الهول والبركة في دولة غياب القانون.

أما العجب العجاب فعلاً فهو تعاطي الجهات الحكومية الأمنية مع الأحداث. فنحن أمام رهبان تركوا العالم وعاشوا في دير للصلاة والعبادة ويعيشون في دير له قيمة أثرية وتاريخية كبيرة جدا وبلا خدمات ولا كهرباء ولا هاتف ولا مياه... الخ. والمصيبة والطامة الكبرى أن هذا الدير يتعرض لاعتداءات متتالية مستمرة منذ شهر مارس 2006 حتى يومنا هذا وسط صمت رهيب من كافة الجهات الحكومية والأمنية والرئاسية.

سيادة الرئيس،

كيف تتربعون على عرش مصر منذ ربع قرن وأنتم صامتون صمت أبو الهول فيما يتعرض له مواطنيكم الأقباط من إضطهادات وإنتهاكات لأبسط حقوق الانسان في دولة يغيب فيها القانون حينما يكون أحد الأطراف قبطي.

الأقباط يُحرمون من بناء كنائسهم وعقيدتهم المسيحية تُهَاجَم علناً في المساجد من أئمة تابعين لوزير الأوقاف والشئون الاسلامية نهاراً جهاراً وأنتم لا تحركون ساكناً.

يا سيادة الرئيس المبجل الذي تتباهى في كل حديث أو طلة تليفزيونية أن تقرر "أن الأقباط يعيشون في أرض مصر ويتمتعون بكافة الحقوق والواجبات بالمساواة التامة بلا تفرقة". يؤسفنا أن نقرر أن تصريحاتكم تجافي الحقيقة وغير صحيحة على الاطلاق. إن سلطاتكم بموجب الدستور تجعلكم "الحاكم الآمر الأوحد في كل شئ" حتى بالتصريحات الخاصة بدورة مياه في الكنائس. وأنتم في الحقيقة المعاشة اليومية المسئول الأول والأوحد في كل دبة النملة وما يجري في مصر وما المؤسسات إلا صورة مزيفة تظهرون بها أمام لعالم الغربي والدولي.

أن من يعمل على حرمان أو إعاقة الناس من الصلاة وأداء الشعائر الدينية في حماية تامة وأمن وأمان مواطنيكم الأقباط - يرتكب جريمة لا انسانية ولا أخلاقية ولا قانونية. أفلا تعلمون أن جميع دساتير الدولة الديمقراطية والمتقدمة تنص على حرية العقيدة والعبادة والمساواة التامة لكافة المواطنين بغض النظر عن ديانتهم.

أكرر لسيادتكم هذا القول لعلكم تقرأونه فتفهمونه وتطبقونه وتنفذونه:


ان كنت تدري فتلك مصيبة        وان كنت لا تدري فالمصيبة أعظم

 

يا سيادة الرئيس،


بدلا من أن ترسلوا تهنئة لأقباط المهجر بالكلام المعسول والجمل الانشائية التي لا تودي ولا تجيب وهي عبار عن ضحك على الدقون -لا تنسوا ونحن أيضاً لا ننسى أن الأقباط لم يتعرضوا لمثل هذه الاضطهادات بل والاستشهاد- مثلا شهداء الكشح -
ولم يتعرضوا لمثل هذا الاذلال والتهاون والاعتداء عليهم وعلى كنائسهم وأديرتهم الا في عهدكم "المبارك".

حتى في عصر الاستعمار البريطاني لم يواجه الأقباط هذا الاذلال ولم تتعرض كنائسنا وأرواحنا للخطر. وحُرمنا من المواطنة الكاملة المتساوية مع شركائنا في الوطن الاخوة المسلمين فعصر الاستعمار البريطاني الذي حاربه الأقباط جنبا الى جنب مع الاخوة المسلمين كان أرحم من عصركم "المبارك"...  واأسفاه. ان هذه المهازل والاستهتار بالأقباط يجب أن تضعوا لها حداً فلقد صبر الأقباط كثيراً وللصبر حدود.

يا سيادة الرئيس،

أنتم تنتهكون صراحة المادتين الرابعة والخامسة من إعلان الأمم المتحدة بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمتين على أساس الدين والعقيدة من ضرورة قيام الدولة باتخاذ كافة التدابير لمكافحة التعصب القائم على أساس الدين أو المعتقد واستئصال أي تمييز يجري من هذا المنطلق.

كما تنتهكون صراحة المادة الخامسة والمادة العشرين من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية من ضرورة أن تحظر الدولة أي دعوة للكراهية الدينية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف. كما تنتهكون صراحة المادة الثامنة عشر من الاعلان
العالمي لحقوق الانسان التي تنص على أن لكل شخص الحق في حرية الفكر والضمير والديانة وهذا الحق يستتبع مباشرة الشعائر الدينية.

سيادة الرئيس،

لا نظن أن تهنئتكم إياها بالعيد محت كل الانتهاكات التي تنتهكونها ضد الأقباط منذ إعتلائكم عرش مصر منذ ربع قرن حتى يومنا هذا.

لا تلوموا الأقباط ان كانوا ان كانوا يشتكون في الخارج فنحن نرسل شكوانا طبقا للقانون الدولي وطبقاً للمواثيق الدولية لحقوق الانسان التي صدقت مصر على احترامها ولكن للأسف الشديد أنتم تنتهكونها نهاراً جهارً وبعد ذلك تلبسون ثياب الحملان وترسلون التهاني بالعيد لاعطاء صرة وردية للخارج الذي بدون معونته المالية وغير المالية ما كنتم استطعتم الجلوس على عرش مصر طوال هذه المدة الطويلة.

يا سيادة الرئيس،


إننا نلجأ الى الله ليرفع عنا هذه الغمة ولتتداركوا هذه الانتهاكات المتكررة لحقوق الأقباط الانسانية وأنتم المسئول الأول والأخير والأوحد عن هذا الوطن وكل المواطنين وكل دبة نملة في البلد. ان سمعة مصر أصبحت في الحضيض الأسفل وآن الأوان أن تعلم أن التاريخ لم ولن يرحم ودوام الحال من المحال.

 

د. سليم نجيب
رئيس الهيئة القبطية الكندية
دكتوراه في القانون والعلوم السياسية
محام دولي وداعية لحقوق الإنسان - قاض سابق
عضو اللجنة الدولية للقانونيين بجنيف
Fax: (514) 485-1533
E-mail:
ssnaguib@sympatico .ca or This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.