Print

ابن خلدون" يناقش كتاب "الأقليات الدينية في مصر تحت الحصار

"بشرى": الأقباط يعانون من تغييب ممنهج من قِبل الحكومات
"النفيس": لا يمكن العيش بسلام دون القضاء على الكيان الوهابي
"فكري": التعصب ورفض الآخر سبب رئيسي لظهورالأقليات

جانب من الندوة

القاهرة في 6 مايو /إم سي إن/ من حكمت حنا
عقد رواق ابن خلدون، مساء أمس، جلسة نقاشية حول كتاب" الأقليات الدينية في مصر تحت الحصار" لمؤلفه "جرجس بشرى"، وأدار النقاش الشاعر حسن الشامي، والذي أوضح أن الكتاب يتحدث عن "وضع الأقباط في مصر بعد ثورة ٢٥ يناير، وتعرضهم للتضييق، وانعكاسات المادة الثانية من الدستور عليهم، وخطورة تدويل الملف القبطي".

من جانبه، قال جرجس بشرى، مؤلف الكتاب، إن "الأقباط يعانون منذ زمن من تغييب ممنهج، من قِبل الحكومات، ويتعرضون لحوادث عنف جماعي، شاركت الدولة في بعضها، عن طريق إفلات المتهمين من العقاب، وتحصين الجناة، بل ترقية بعض المسؤولين رغم صمتهم عن الجرائم الطائفية، كما حدث في محافظة المنيا، فضلا عن الفتاوى التكفيرية ضدهم".

واستنكر "بشرى" "حديث السيسي مع رئيس أساقفة كانتربري، عن عدم وجود أقليات بمصر"، مضيفا أن "الأقباط أقلية بالنسبة للمسلمين وفقا للعدد، ويجب حمايتهم بقانون دولي"، وتحدث عن "الشيعة وتكفيرهم على المنابر، وتصويرهم وكأنهم غير مسلمين، وكذلك تهميش اليهود". وطالب الدولة "بإعلان التعداد الحقيقي للأقباط، والمشاركة الفعَّالة في السلطة والبرلمان، وتفعيل المواطنة"، محذرا من "الإفراط في القمع ضد الاقليات".

وتحدث دكتور أحمد راسم النفيس، الكاتب الشيعي، عن "دخول المنطقة العربية منذ قرون في مأزق التعصب، ومحاولة قمع الآخرين"، مرجِعا سبب حدوث الفتن الطائفة، "لإرادة الأغلبية أن تصنع لها عدوا تستعرض قوتها أمامه".

وقال "النفيس"، إن "الوهابية هي منبع اﻻرهاب"، مضيفا أن "المنطقة بمسلميها ومسيحيها لا يمكن أن تصل لسلام داخلي، دون القضاء على الكيان الوهابي"، مشددا على أن "التعصب والقتل جاء من السعودية، ويندس بأنفه في الدول العربية وغير العربية؛ لتصدير ثقافة التكفير، واستباحة الدماء".

من جهته، قال القس رفعت فكري، راعي الكنيسة الإنجيلية بشبرا، إن "هناك جدلا حول مصطلح الأقلية، وحسم هذا الجدل صعب للغاية، وهناك مشكلات على أرض الواقع، يعاني منها المسيحيون والشيعة، وأية أقلية أخرى"، مضيفا أن "التعصب ورفض الآخر سبب رئيسي لظهورالأقليات، كما أن وهم امتلاك الحقيقة المطلقة يُحدث مشكلات بين أتباع الأديان المختلفة، وكذلك انتزاع الموروثات الثقافية من سياقها التاريخي، وفرضها على الآخرين"، محذرا من "حدوث صراعات دموية".

وطالب "فكري" "بإنشاء دستور علماني بالمفهوم السليم، وبأن تكون الدولة محايدة تجاه أصحاب المعتقدات المختلفة"، مشيرا إلى "تشويه العلمانية، وتصويرها على أنها كفر وإلحاد"، وقال إن "القضاء على تواجد الأقليات أكبر إساءة للأغلبية"، محذرا من "هجرة المسيحيين، التي ستقضي على التنوع، والحفظ على الكيان"، مشددا أن "الانشغال بالصراعات الدينية يُنهك الدولة، ويسمح لدول أخرى بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية".

وأشار دكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إلى "صعوبة انتهاء الحروب الأهلية، التي تنشأ بسبب الصراعات بين الأقليات"، محذرا من "مخاطر التعصب الديني، والإحباط من سوء الأوضاع، الذي يولد طاقة سلبية عدوانية"، موضحا أن "التعايش والتعددية يجنبان المجتمعات المحن