الحكم علي صيدلي مصري بالإعدام في السعودية بتهمة تدنيس المصحف والردة

  كتب  أحمد البحيري والرياض -رويترز    ٢٠/٤/٢٠٠٧

نقلت وكالة أنباء رويترز عن صحيفتي الحياة وعكاظ السعوديتين أن المحكمة العامة في مدينة عرعر الصحراوية في شمال المملكة حكمت علي صيدلي مصري يعمل هناك بالإعدام لإدانته بتدنيس المصحف والردة علي الإسلام، وقالت الصحيفتان: إن مصلين بأحد المساجد في مدينة عرعر تقدموا ببلاغات إلي الشرطة قالوا فيها: إن الصيدلي الذي أشارت عكاظ إلي اسمه بحروف «ع.م.أ» ترك نسخا من المصحف في مراحيض المسجد ولطخها بقاذوراته.

 

وأشارت الوكالة إلي أن الرجل اعترف بأنه ارتكب هذه المخالفات وهو بكامل قواه العقلية، مما دفع القاضي إلي إطلاق الحكم السابق عليه.

وأوضحت صحيفة الحياة أن الشرطة السعودية تمكنت من ضبط الصيدلي الذي يعمل بأحد المستشفيات الخاصة بعد فترة وجيزة من الإبلاغ وكان خارجا من أحد المراحيض مخلفا وراءه مصحفاً علي مقعد دورة المياه، وهو ما أدي - حسب رواية الصحيفة - إلي إصابة أحد المصلين بجلطة حادة تسببت في وفاته.

وقالت الصحيفة إنه تمت إحالة الصيدلي المتهم إلي السجن العام بعد توثيق اعترافه وفوجئ المساجين بأنه يقوم بسكب الحليب في دورات المياه واعترف بذلك أيضا، ومن المقرر أن يرفع الحكم إلي هيئة التمييز ومجلس القضاء الأعلي للموافقة عليه واعتماده.

وقال الناشط السعودي في مجال حقوق الإنسان علي أحمد لـ«رويترز»: إن الحكم يثير شكوكا في النظام القضائي السعودي الذي يفتقر إلي التمثيل القانوني والنصوص القانونية المكتوبة.

وأضاف الناشط السعودي: الرجل مسلم ومصري وأعتقد أنه وقع في شرك متعصبين متطرفين.

من جانبه أكد الدكتور جودة عبدالغني بسيوني، رئيس قسم الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن تدنيس المصحف، أو إهانة أي من رموز الإسلام، يعد ردة وخروجا عن الإسلام يستتاب صاحبها أو يحكم عليه بالإعدام.

وأوضح بسيوني أنه إذا ثبتت إصابة الشخص الذي دنس المصحف بمرض عقلي يتم الانتظار حتي يفيق من مرضه ثم يستتاب وإذا اعترف بالخطأ فلا إثم عليه وإذا أصر يعدم فورا.

واتفق في الرأي الدكتور عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر، مؤكدا أن عقوبة تدنيس المصحف هي القتل إلا إذا ثبتت إصابة الشخص بمرض عقلي.

وقال بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان: إذا ثبتت صحة الواقعة يجب علي وزارة الخارجية التحرك فورا وتوكل محامين للدفاع عن المواطن المصري، كما يجب علي نقابة المحامين التحرك سريعا لوقف تنفيذ الحكم.

ودعا نجاد البرعي، الأمين العام لمنظمة تنمية الديمقراطية، الخارجية المصرية لتقييم الموقف والتحرك لإنقاذ الصيدلي المحكوم عليه بالإعدام في السعودية. وطالب الدكتور هاشم بحري أستاذ الأمراض النفسية بجامعة الأزهر بضرورة عرض المواطن المصري علي لجنة طبية تقوم بقياس قدراته العقلية ووضعه تحت الملاحظة لمدة ٤٠ يوما قبل إصدار أي أحكام قضائية عليه.

وأكد بحري أن المريض النفسي فاقد الأهلية وبالتالي فهو غير مسؤول عن أفعاله مما يحتم ضرورة تشكيل لجنة طبية لفحص قواه العقلية علي غرار ما تقوم به المحاكم المصرية.

.. والخارجية لا تعلم شيئاً عن القضية.. وتطلب اسمه من «المصري اليوم»

نفت وزارة الخارجية علمها بقضية الصيدلي المصري المحكوم عليه بالإعدام في السعودية بتهمة تدنيس المصحف والردة علي الإسلام، وطلبت من «المصري اليوم» اسم الرجل.

في الوقت نفسه، وزعت الوزارة بياناً متعلقا بالمصريين في السعودية، لكن ليس له علاقة بالقضية، ويقول: «التزاماً بتنفيذ البرنامج الانتخابي للسيد رئيس الجمهورية وما تضمنه بذل أقصي جهد لرفع مستوي معيشة المواطن المصري، وتأمين حياة كريمة له،

 وتنفيذاً لتوجيهات السيد وزير الخارجية بحسن رعاية مصالح المواطنين المصريين المتواجدين في الخارج، قامت قنصليتنا العامة في الرياض بتحصيل ١١٩ مليون ريال سعودي مستحقة لمتوفين مصريين بالمملكة العربية السعودية وتحويلها لورثتهم في مصر».

ويشير البيان إلي أن المبلغ يخص ١٢٣ حالة وفاة عن عام ٢٠٠٦، ويضيف: لا يسع وزارة الخارجية المصرية إلا أن تتقدم بجزيل الشكر للسلطات السعودية المختصة علي تعاونها مع قنصليتنا في الرياض في استيفاء وتحصيل حقوق المصريين المتوفين


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com