Print

هل الهروب من الاضطهاد خطية؟

بقلم منير بشاى

                أثار موضوع هروب اطفال المنيا الاقباط من مصر الى تركيا ومنها الى سويسرا ردود افعال متباينة.  البعض اتهمهم بخيانة الوطن، والبعض الآخر اعترض على مبدأ الهروب من الاضطهاد من منطلق مسيحى.

                بالنسبة للوطن من الغريب ان يلام اطفال على الهروب من مصير من شانه ان يحطم مستقبلهم.  وكان قد صدر ضدهم حكم بالحبس لمدة خمس سنوات فى قضية فسرت على انها ازدراء بالاسلام بالسخرية من صلاة المسلمين بناء على فيديو مدته 28 ثانية.  بينما هم كانوا يمزحون بتقليد داعش التى كانت تصلى ثم تقوم بعد ذلك بذبح ضحاياها من الابرياء.

               

وفى اعتقادى ان الاطفال لم يهربوا ولكن تم تهريبهم بعلم الدولة حتى تتخلص من الاحراج العالمى اذا تم حبسهم.  ولا اتصور ان الدولة تطلق سراحهم ولا تحظر سفرهم وهى تعلم ان عليهم احكاما.  وهى طريقة الدولة التى تبنتها مع العديد من الحالات المماثلة للتخلص من الحرج.

                ولكن حتى مع افتراض انهم هربوا من الاضطهاد، فهل هناك ما يمنع المسيحى من ذلك؟  هل المسيحية تطالبنا دائما ان نسلم انفسنا للاضطهاد ولا نحاول ان نحمى انفسنا منه؟

              

نصوص كتابية تدعونا إلى تفادى الاضطهاد

                هناك الكثير من النصوص الكتابية التى تطالبنا برفض الظلم وتفادى الاضطهاد إذا كان فى إمكاننا ان نفعل ذلك دون أن ننكر إيماننا بالمسيح. وهذه أمثلة على ذلك:

حالات خاصة آثر المسيحيون فيها أن يظلوا تحت الاضطهاد

                هناك حالات خاصة فى الكتاب المقدس نجد المسيحيين فيها يرفضون الهروب من الاضطهاد ويفضلون الاستمرار فيه. وليس هذا حباً فى الاضطهاد ولكن لأن هناك واجباً مقدساً يلزمهم أن يبقوا تحت الاضطهاد.  وهذه بعض الأمثلة:

                خلاصة القول إن مسئوليتنا كمسيحيين هى أن نخفف من حدة ألم الاضطهاد فى حياتنا وحياة الآخرين قدر ما نستطيع. فإذا كنا نستطيع أن نتفادى الاضطهاد دون أن نضحى بالأمانة لرسالتنا وإيماننا فلنفعل. أما إذا كانت إرادة الله ومسئولية الخدمة تستدعى أن نستمر فى ميدان الاضطهاد من أجل المسيح فعلينا ان نقبل هذا بصبر وفرح وشجاعة.

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.