المقاطعة بين الدنمرك والجزيرة

بقلم محمد يسر سرميني


((قناة الجزيرة افعلي ما شئتِ وقولي ما شئتِ فقد غفر الله لكي ما تقدم من ذنبك وما تأخر فانك إلى الجنة خالدة فيها)).
هذا لسان حال الحكام الدكتاتوريين وقادة الأحزاب الإسلامية.
يجب علينا توضيح بعض الحقائق الغائبة عن الناس طالما مسلسل الشجب والتنديد مستمر من قبل الإسلاميين والحكام والمناداة بمقاطعة المنتجات الدانمركية مع العلم أن الكثير من وكلاء هذه المنتجات الدانمركية ينتمون إلى أحزاب إسلامية.

هناك فرق بين الناس فمنهم مَن ينادي بمقاطعة هذه المنتجات وهو غير خاسر وغير رابح وآخر لا يؤيد المقاطعة لأنه خاسر وغيره يؤيدوها لأنه رابح ولكل منهما وجهة نظر وإسلامية طبعاً.
الأمر خاضع هنا لما يدخل الجيوب من مال أو ما يخرج من هذه الجيوب من أموال والفتوى والتحليل والتحريم معيارها عند كل شخص لما يمكن أن يربح أو يخسر من هذه الفتوى.
نشاهد هنا أن الأمر يأخذ ثلاثة خطوط متلازمة وهم:
أولاً: التنديد بالرسوم المسيئة للرسول.

ثانياً: مقاطعة المنتجات الدانمركية.

ثالثاً: قناة الجزيرة

نشاهد إن التنديد بالرسوم المسيئة للرسول والدعوة للتظاهر ضد الرسوم يستخدم من قبل الأحزاب الإسلامية لكسب شعبية والظهور بمظهر المدافع عن الرسول وإنهم المؤهلين لاستلام الحكم والدفاع عن الإسلام والمسلمين مع غياب برامج لدى هذه الأحزاب لانتشال تلك الشعوب من الفقر وعدم استطاعتهم إقناع الشارع بأنهم ديمقراطيين ومع الحريات واحترام عن حقوق الإنسان.

الأمر يستخدم هنا لتحقيق مكاسب سياسية من أجل قضية دينية وسنرى تأكيد لهذا الكلام في سياق هذا المقال وليس حباً ودفاعاً عن الرسول كما يدعون.

وأما المناداة بمقاطعة المنتجات الدانمركية فأن الكثير من وكلاء هذه المنتجات من الإسلاميين كان من الممكن الطلب من هؤلاء الوكلاء التوقف عن استيراد هذه المنتجات وتسويقها وينتهي الأمر عند هذا الحد ولكن كيف سيكسبون سياسياً من هذه القضية؟

وهنا يأتي دور المنتجات الوطنية المنتجة محلياً فهي لم تبلغ  نصف جودة المنتجات الدانمركية وقد جربنا كلنا عند المقاطعة الأولى وكان الأمر كارثياً والسبب معروف وهو الغش في المواصفات والعبوات والمبالغة بالأسعار وقد رأينا الكثير منها غير صالحة للاستخدام رغم إنها جديدة لأن المصنع المحلي لا يقنع بهامش ربح معقول ولا يوجد أي رقابة من قبل هذه الدول الفاسدة على تلك المصانع.

ويوجد في كل الدول الإسلامية تحالف وثيق بين التجار والصناعيين والأنظمة الدكتاتورية لسرقة الشعوب.

وأما هذه الأنظمة التي تزاود على الإسلاميين في التنديد والشجب ورفع رايات المقاطعة فقد أفلست ولم يبق لديها شيء من الشعارات الكاذبة لكي تسوقها في الشارع بعد أن أصبحت الشعوب تأكل من القمامة.

نعم تأكل من القمامة من العراق إلى المغرب مروراً بالسودان إلى سورية، فمصر وتحاول هذه الأنظمة استغلال كل حدث لكي تلهي هذه الشعوب عن الوضع المأساوي الذي وصلت إليه.

فكان هذا المسلسل المستمر من المهازل مرة بالتظاهر من أجل غزة رغم أن سكان غزة ليسوا أفقر منا فأن كان يوجد لديهم فقير فنحن كلنا فقراء وإن كان يقتل منهم واحد فيقتل منا الآلاف.

 وأخرى من أجل الدانمرك لكي تصدر هذه الأنظمة مشاكلها الداخلية إلى الخارج وإلهاء شعوبها عن الفساد والسرقات والسجون وقمع الحريات والاستئثار بالسلطة والثروة.

وكأن الدانمرك أو إسرائيل هم مَن يسرقون الشعوب وهم مَن جعلوا الكثير من هذه الشعوب تأكل من القمامة أو كأنهم هم مَن أعطىَ الأوامر للحكام بسرقة الشعوب وسجن مَن يطالب بالإصلاح و الديمقراطية.

أما عن قناة الجزيرة وحلقة الاتجاه المعاكس فقد أظهرت كم بلغ النفاق عند الإسلاميين والحكام فكل مَن شاهد حلقة الاتجاه المعاكس وسمع الدكتورة وفاء سلطان يعلم أن الدكتورة ذكرت بعض الآيات والأحاديث ولم تحضر شيء من عندها ولكن قالت رأيها بكل صراحة وبما تؤمن به بغض النظر إن كنا مع هذا الرأي أم لا.

والغريب هنا أن الإسلاميون حاولوا استغلال هذا الأمر وقالوا إنها شتمت القرآن والرسول وإنها هاجمت الإسلام ولم يردوا عليها بالمنطق والحجة.

على الأقل هذا رأيها ولكن لماذا لم يطالب الإسلاميين والحكام بقيام المظاهرات للتنديد بقناة الجزيرة ومقاطعتها لماذا طالبو بمقاطعة المنتجات الدانمركية ولا أدري ما دخل المنتجات الدنمركية أو الحكومة الدانمركية بما تنشره الصحف ولكنهم طالبوا بمقاطعة هذه المنتجات وربطوا الدانمرك كلها بما تنشره أي صحيفة كانت في الدانمرك وحملوا الحكومة والشعب الدانمركي نتيجة عمل فردي لشخص أو أشخاص.

ولكن قناة الجزيرة التي تنطق العربية والتي قالوا إن الدكتورة وفاء شتمت الإسلام والقرآن والرسول من منبر الجزيرة لم يربطوها مع القناة وهاجموا الدكتورة وفاء وتركوا القناة لماذا؟ وهل ظهور قادة الأحزاب الإسلامية والحكام في قناة الجزيرة له دور في عدم الربط بين ما قيل في القناة ومَن قال؟

وما المهم عند الأحزاب الإسلامية والحكام, الإسلام كدين كما يدعون أم الوصول إلى كرسي الحكم والتمسك به حتى الموت؟

لماذا جمعنا كل الدانمرك بسلة واحدة وفي قناة الجزيرة فرقنا بين الدكتورة والقناة إذا لم يكن هذا نفاق وكذب على الشعوب وعلى الله فماذا يكون!؟؟

ولماذا كان صوت قادة الأحزاب الإسلامية الموجودون في العالم الإسلامي عالياً جداً بينما كان صوت قادة هذه الأحزاب نفسها الذين يعيشون في الغرب منعدماً وإذا كانت القضية دينية وليست سياسية فهل رفاهية قادة هذه الأحزاب أهم من الدين ومن الرسول الذي يقولون أنهم يفدونه بأرواحهم ولم يفدوه حتى برفاهيتهم؟

وأين التضحية والفداء للدفاع عن الدين لماذا لا يترك قادة الأحزاب الدينية والعلماء المسلمين الغرب غيرة من أجل الرسول؟

أم الدفاع والتضحية واجب الفقراء والمساكين أما المسئولين من حكام ومعارضة فواجبهم التنظير والكذب على هذه الشعوب المسكينة والتمتع بحرية الغرب النصراني كما يسمونه فهل لدى هؤلاء دين؟

(ويبقى مسلسل الكذب والنفاق مستمراً)

)

© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com