الارهاب ملة واحدة.

عساسي عبدالحميد
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.
الحوار المتمدن - العدد: 2249 2


مخطئ من يظن أن الوهابية ظهرت مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب في القرن الثامن عشر الميلادي، بل هي امتداد لأم الوهابيات الكبرى التي ظهرت بذورها الأولى و أينعت منذ أزيد من أربعة عشر قرنا، ولعل بداية المحطات وأبرزها كانت العهد اليثربي الزاهر ، كل ما في الأمر أن الصنم الأعظم يبعث على رأس كل قرن من يجدد لهذه الأمة عقيدتها المتعكرمة، وما محمد بن عبدالوهاب الا متعكرم قد خلت من قبله العكارمة، تماما كابن تيمية في الماضي وعبدالعزيز بن باز وصالح الفوزان والطنطاوي في عصرنا الحاضر ..

يحاول الكثير من أصحاب العمامة والعبائة خداع وتغليط كل العالم بتجميل الوجوه والظهور بمظهر المنفتح المتحضر ليعطوا الانطباع بأنهم ميسرون غير معسرين، محببون غير منفرين، طبقا لمقولة صلعم الشهيرة "فلتعلم يهود أن في ديننا فسحة و أني بعثت بحنيفية سمحة" ، تأملوا كلمة " فلتعلم يهود"!!! وهذا كان كلام تمهيديا لاستباحة يهود الجزيرة ووضع اليد على أموالهم ممتلكاتهم لتمويل العصابة الاجرامية والتي كان قادتها قتلة ومجرمون ولصوص من طينة الفاروق وابن الوليد وعمرو وابن العاص.


يدعي أصحاب العمامة والعبائة أنهم مع الحوار الهادف واحترام انسانية الانسان، هذا ما يصرح به دعاة أمثال عمرو خالد والقرضاوي و الطنطاوي، مستشهدين بآيات منسوخة غاضين الطرف عن آيات القتل التي حرمت أرض الجزيرة على كل ما هو غير مسلم وأباحت دمه ما لم يبدي خضوعا ومذلة، لكن هل يمتلك أصحاب السماحة الجرئة الكافية لكي يتبرؤوا من بن لادن و الظواهري واعلانها صراحة وبالفم المليان بأن هؤلاء لا يمثلون الأمة في شيئ ؟؟ وأن لا علاقة للقاعدة بالاسلام ؟؟ لن يقدروا على فعلها ونتحداهم ان فعلوها، لأنهم في قرارة أنفسهم يتعاطفون مع القاعدة وزعيمها ولو أقسموا بأحلك الحجارة، فالارهاب ملة واحدة، لا فرق بين متطرف فض غليظ القلب وبين معتدل بشوش يتصنع ابتسامة السماحة الخادعة، كلهم عكرمة، ولكل غرنيق من غرانيق الارهاب دور يلعبه، فالأمر لا يتعدى كونه تقاسم أدوار ليس الا، وكل دور يخدم الدين مرغوب و يدخل في استراتيجية الرباط في خندق الجهاد وفي اطار أعدوا لهم ما استطعتم، فهناك المتحصن في الشعاب و الأودية وأعالي الجبال كابن لادن و رفاقه وهؤلاء يمثلون التيار اليثربي بدمويته وعنجهيته وعكرميته وهناك من بقي بين صفوف الرعية لتأديبها و تأطيرها لتخريج جند الله من الخلايا النائمة المتعكرمة وهؤلاء يمثلون التيار المكي المتقنع بقناع التقية والكذب الحلال.


وفي الختام نقول أن الارهاب ملة واحدة، لا فرق بين بلادنة وظواهرة وطواطنة وقراوضة فكلهم متعكرمون من زبالة واحدة، وكلهم ينهلون من مستنقعات الجهالة الراكدة.


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com