أين الرئيس مبارك من الإعتداءات على الأقباط؟

بقلم منير بشاى – لوس أنجلوس

 تكاد الإعتداءات على الأقباط فى مصر فى هذه الأيام ان تتكرر يوميا. وقد طالت هذه الإعتداءات فئات متعددة من الأقباط وتركزت بالذات على ما يتعلق بالثروة أو الدين. فرأينا الإعتداءات المتتالية على الصياغ الأقباط بهدف ترويعهم ونهب ثروتهم ومحاولة إفقارهم. كما توجهت العمليات الإرهابية إلى رموز الدين المسيحى وظهرت فى عمليات حرق وتدمير الأديرة والكنائس وقتل الرهبان ورجال الدين المسيحى. وكفى جدلا ودجلا ومحاولات وصف هذه الإعتداءات بأنها عمليات إجرامية تحدث فى كل مجتمع ولا صلة لها بالطائفية أو الدين.

 كيف وصل بنا الامر إلى هذه الحالة المأسوية؟ أى منعطف خاطىء دخلنا فيه ثم إستمرينا عليه دون محاولة لإستدراك الأمر وتصحيح المسار؟ وإلى أين سيقودنا مسلسل الإرهاب هذا فى المستقبل؟ هذه أسئلة لا يكلف المسئولون أنفسهم عناء التفكير فيها وكأن الأمر لا يعنيهم.

 ولكن السؤال المحير: أين رئيس الدولة من هذا كله؟ ألا يهم الرئيس مبارك ما يحدث لعدة ملايين من شعبه المصرى وهو رئيس كل المصريين ومسئول عن توفير الأمن والأمان لهم جميعا.

إن الرئيس بتصرفاته هو قدوة لبقية المواطنين سواء كانوا من السلطات أم من الشعب. ما يهتم به يهم الناس وما يهمله لا يهم الناس. ولو كان الرئيس مبارك مهتم بما يحدث للأقباط لإنعكس هذا فى سلوكيات بقية أجهزة الدولة. وفى هذه الحالة ما كنا نرى قوات الأمن تتباطأ وتحضر بعد ساعات من حدوث الجريمة. وما كنا نرى قوات المطافىء تحضر بعد أن تلتهم النيران كل شىء. وما كنا نرى مدير الأمن يقول أن وظيفته ليست حماية المسيحيين بل منعهم من الصلاة. وماكنا نرى المحافظ يهون من الإعتداء ويصفه بأنه نزاع بسيط حول ملكية أرض.

عندما حدث الإعتداء على السياح الأجانب قرب معبد حتشبسوت فى الأقصر فى نوفمبر 1997 رأينا الرئيس مبارك عل شاشة التلفزيون فى أشد حالات الغضب. رأيناه يذهب إلى مكان الجريمة ليعاين بنفسه ماحدث. رأيناه يصدر تعليماته الفورية بالتحقيق فى جميع أبعاد الجريمة. رأينا العقوبات الصارمة على المقصرين التى وصلت إلى إقالة وزير الداخلية وتعين بديلا له. ثم رأينا الرئيس يزور المصابين ويطمئن على حالتهم. رأيناه يرسل رسائل تعزية للأسر التى فقدت أفرادا لها فى هذه الحوادث. ورأينا الرئيس يتصل بالدول التى ينتمى لها هؤلاء مقدما الإعتذار والوعد بمعاقبة الجناة وتعويض المجنى عليهم. ونحن نؤيد الرئيس فى هذا كله ونمتدح حزمه وشجاعته فى هذا الموقف.

نفس رد الفعل هذا تكرر عند الرئيس مبارك عندما تم الإعتداء على السياح الإسرائيلين فى سينا. وأيضا نؤيده فى هذا.

ولكن الحوادث ضد أقباط مصر أصبحت تتكرر بالمئات ومع ذلك لم نرى الرئيس مبارك غاضبا يوما لما يحدث. لم نراه ينتقل ليعاين مسرح الحوادث. لم نراه يزور مصاب أو يأمر بتعويض لمتضرر لم نراه يصدر بيانا لإستنكار ما يحدث أو يشجب الإعتداءات الأثيمة والإجرامية على المواطنين الأقباط. لم نراه يظهر على شاشة التلفيزيون ليطمئن الأقباط ويؤكد مساندة الدولة لهم.

هل هذا لأن الحوادث الإرهابية لاتتساوى فى أهميتها عند الرئيس؟ فالإعتداء على السياح الأجانب يمكن أن يؤثر على السياحة ويضر بالمصالح الإقتصادية للبلاد. والإعتداء على السياح الإسرائيلين يمكن أن يؤثر على عملية السلام بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.أما الإعتداء على الأقباط فهو شأن داخلى لا قيمة له. وهل لو كان الموضوع سيسبب لمصر فضيحة عالمية كان يمكن التعامل معه بطريقة مختلفة؟ وبذلك تصدق المقولة أننا شعب يخشى الفضيحة أكثر مما يخشى الرذيلة.

ثم هناك سؤال صريح جدا؟...ومعذرة، فقد فاض بنا الكيل ولم يتبقى بعد مكان للدبلوماسية. هل تخشى يا سيادة الرئيس إن ظهرت يوما كمساند للأقباط فى محنتهم أن يقال عنك من المتأسلمين أنك تحابى المسيحيين الكفار؟ وأنت طبعا يهمك أن تظهر للمسلمين فى صورة الرئيس المؤمن الذى هو نصير للمؤمنين وغليظ على الكفار.


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com