دروس مستفادة من احداث ابوفانا و الفيوم

امساك بمعروف او تسريح باحسان

بقلم جاك عطاللة
This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

 

بعد توالى الاحداث الاخيرة ضد اقباط مصر وافتضاح افعال الحكومة المصرية بما لايقبل الشك لدى حتى اليهوذات على التمادى فى مخططها الرامى لابادة الاقباط نهائيا بالاسلمة القسرية والارهاب و تجريف الشخصية القبطية ومقوماتها اسفرت نتائج هذا المخطط على شواهد و نتائج عديدة لصالح الاقباط نلقى الضوء على بعضها ..

1- لاول مرة نرى اصرار وعزم الاقباط افرادا ومؤسسات دينية على فرض الصلح المهين و الاعلان عن ذلك علنا من مطران ملوى ومن قداسة البابا شخصيا وطلب تفعيل القانون المدنى المصرى ( رغم العودة الي الصلح فى حادث الارهاب وتدمير ممتلكات الاقباط فى قرية النزلة بالفيوم لعدم تمسك الاقباط و مطران الفيوم بالرفض )

2- لأول مرة بعد احداث وفاء قسطنطين نرى رجال الكهنوت الاقباط فى الخارج يخرجوا فى المظاهرات --( اليونان و هولندا ) ونأمل ان تصبح هذه عادة تتأصل لديهم و استغرب من سكوت المؤسسة الكنسية التى اخرجت لنا الابطال رهبان اديرة الانبا انطونيوس وراهبات دير مارجرجس بالخطاطبة ابونا مرقس عزيز و ابونا زكريا بطرس و مطران اخميم الانبا ويصا و الراهب صرابامون الشايب و قبلهم ابونا بولس باسيلى وابونا بولس بولس و الانبا اغريغوريوس نيح الله نغسه و اولهم وعلى راسهم قداسة البابا شنودة الثالث بطل الايمان سكوتها على كهنة من اصحاب حكمة القرود الثلاثة --لا اسمع لا ارى لا اتكلم -- والتى هى بالحق حكمة شيطانية اى نقمة وعداء للشعب القبطى ومتاجرة بدمائه وضرب فى ظهره --وهذا تناقض نطالب بمعالجته من الاقباط انفسهم كنيسة ومجلس ملى و شعب لتوحيد الراى وتقوية المقاومة الذاتية وهى العنصر الاساسى فى مواجهه الاحتلال البدوى و مؤامرة الحكومة والاخوان ضدهم

3- ان من يتحجج بان الكنيسة سلبية ولا تقوم بدورها وتطلب من الاقباط الخنوع و السكوت تدحضه الحقائق الظاهرة للعيان -مارايناه من دفاع رهبان دير ابوفانا عن ديرهم وعن مسيحيتهم و مقدساتهم و ممتلكات الدير بالدم وكسر العظام والصلب والسحل ضد العدوان الاسلامى السافر الذى شنه عربان الامن وهم للاسف ونعلن حقيقتهم ليبيين لهم جوازات سفر ليبية وتحقيق شخصية ليبى يدينون بالولاء للقذافى و يحتلون اراضى الدير التى يضع الدير يده عليها من القرون الاولى للمسيحية وليس لهم نهائيا منازعة الرهبان فى ممتلكاتهم وبوطنهم والا نازعنا القذافى على رئاسته الابدية لليبيا وطالبنا بحكمها

قبلهم فعل نفس الشىء رهبان دير الانبا انطونيوس لحماية ديرهم باجسادهم و تمددوا على الارض امام دبابات الجيش المصرى التى اتت لهدم اسوار اقدم دير بالعالم هو و دير ابوفانا و ايضا راهبات دير مارجرجس بالخطاطبة الاتى وقفن باجسادهن امام البلدوزرات لمنع سرقة اراضى الدير و معهم رجال الكهنوت

تفضح الاضطهاد و خطط حكومة مصر دموع البابا ومذكراته لرئيس الجمهورية و تفضحه ايضا مظاهرات الاقباط بملوى والاسكندرية والمحلة و القاهرة وغيرها وايضا بالخارج 1د الوسائل الخسيسة لأبادة الاقباط

4-للاسف يستخدم المغرضين واليهوذات شماعة الكنيسة و نقدها ومطالبتها بما لا تستطيع عمله فى ظل حكم الدكتاتورية الاخوانجية الاسلامية وشيوخها مبارك وعاكف وكفيلهم ملك البدو والبعير عبد الله و امواله لهدم الكنيسة و هدم مقومات شخصية الاقباط الذين تجمعهم الكنيسة ببوتقة واحدة

5-- اكثر ما اسعدنى واسعد الكثيرين من اقباط الداخل والخارج نمو قدرة الاقباط على النفاذ لعقل المؤسسات الفاعلة فى دول المهجر الذين يعيشوا فيها مثل الكنائس و المجالس السياسية والمحلية و ظهرت نتيجة هذه الجهود التى يبذلها الكثيرين من الصامتين وايضا بعض المنظمات القبطية --وقد ظهرت نتيجة هذه المجهودات من اقباط الخارج فى اشتراك ممثلى الكنائس الهولندية و اليونانية و ايضا ممثلى البرلمان الهولندى و اليونانى والامريكى فى المظاهرات القبطية باوروبا وامريكا و ايضا المحاولات الجادة لأخراج بيان من الكونجرس الامريكى للتنديد بحملة ابادة الاقباط فى مصر التى تخطط لها وتنتجها وتخرجها الحكومتين المصرية والسعودية بوسائل خسيسة و دنيئة ويجب ان نستمر فى بذل الجهود من كل اقباط الخارج لكسب ود الراى العام العالمى على الاقل فى الدول الثمانية الصناعية الكبرى وهى التى تخطط السياسات العالمية الان وفى هذا المجال اورد حادثتين مهمين من شعوب اقل جدا من الاقباط خبرة وامكانيات

اولهما سكان التبت و قائدهم المنفى الراهب الدلاى لاما و تظاهراتهم ضد الصين اكبر دول العالم سكانا التى استعمرتهم و استغلوا تقليد مرور الشعلة الاولمبية فى كل دول العالم للقيام بمظاهرات اشتركت فيها وتعاطفت معظم منظمات المجتمع المدنى بهذه الدول وكادت تنتهى الى الغاء اشتراك دول كثيرة فى الاولمبياد وافشاله لولا وقوع زلزال الصين و انصراف اذهان العالم لمساعدة الضحايا عن الاستمرار بالمظاهرات و افشال الدورة الاولمبية ببكين

مقارنة بسيطة بين ذكاء اهل التبت و امكانياتهم الضعيفة جدا وبين امكانيات الاقباط الكبيرة افرادا ومنظمات و خبرات واموال تخجل جميع اقباط مصر والخارج وهناك الاف الوسائل المبتكرة لدغع القضية القبطية لواجهه الاحداث الدولية وتحتاج بعض الذكاء و وجود قنوات اتصال قوية بين الاقباط وبعضهم و حل خلافات منظماتهم المزمنة ولم يحل ابدا فى كل تاريخ البشرية اى نزاع بين الدول او البشر الا بعد سخونته وتسخينه اولا وقد سخنت النزاع بغباء وعن عمد حكومة مصر و اخوان عاكف بتمويل ملك البدو والابل وقد اكد هذه الحقيقة السياسية كيسنجر السياسى الداهية مرات ومرات

وثانيهما مثال كوسوفو و جنوب السودان والمنطقة المحمية دوليا للاكراد بالعراق وقد دفع اهل كل منطقة منهم ثمنا باهظا وحصلوا على حقوقهم الاساسية بعد تضحيات باهظه وللاسف هذه رسالة للاقباط ان الحرية لا تأتى هوم دليفرى او توصيل منازل وانما تحتاج دفع ثمن لها وخصوصا ان مصارعتنا مع اباليس تجول لتلتمس من تبتلعه و علينا ان ندرس كمنظمات قبطية وشعب قبطى كيفية دفع الثمن و حجم الثمن وهذا يحتاج تخطيط محكم لتقليل الخسائر و ضمان ابقائها فى حدود نستطيع تحملها كأقباط و ضمان نتيجة ايجابية للنضال القبطى

و باخر الحديث اوجه الاتنى لعقلاء مسلمى مصر واقباطها ايضا

واضح من تاريخ التعامل الحكومى المصرى منذ احتلال مصر وغزوها على يد البدو مع اقباط مصر ان هدف الاسلام هو ابادة الاقلية المسيحية تحت حكمه بكل الطرق الغير مشروعة ومنها الاسلمة الاجبارية و الاغتصاب والاضطهاد والجزية والقتل و مسح مقومات الشخصية القبطية لغة وتاريخ وكنيسة مع تدمير الكنيسة واحتلالها من الداخل
والان نوضح مرة اخرى البديهيات التى لا تحتاج اصلا للتوضيح او البرهان لأغبياء ومخططى بنى وهبان المصريين

1- لن يمكن الاجهاز على سبعة عشر او ثمانية عشر مليون قبطى و ابادتهم بالقرن الحادى والعشرين حتى لو امتلكت مصر قنبلة نووية و القتها على تجمعات الاقباط وممتلكاتهم --هذه احلام شياطين فى القرن الحادى والعشرين و نتيجتها وبالا على المسلمين قبل الاقباط فى مصر و لهذا على الاخوان والشيخ مبارك وملك البدو مراجعة خططهم الفاشلة هذه التى ادت و تؤدى الى زيادة انشطة الاقباط السلمية و توجيه كل السلبيين منهم الى الايجابية ومقاومة الاضطهاد بالدفاع الشرعى عن النفس والعرض والممتلكات

2- واضح ان الحكومة المصرية مستمرة فى تبنى خطط تصعيد الاضطهاد والابادة بقوة ونشاط وبكل اجهزتها واموالها مستفيدة من الدعم المالى البترولى غير المحدود من حكومة ملك البدو والابل عبد الله مع ان هذا ادى الى تصاعد رد فعل الاقباط والعالم وزيادة فضح هذا المخطط والى انضمام منظمات دولية اليهم

3- بالعقل وبهدوء نصل الى خلاصة المقال

نقول لهم سواء بنى وهاب او العقلاء المصريين وايضا للاقباط الخائفين ومزعزعى الركب اننا نهدف كأقباط ومعنا المسلمين المتنورين وهم كثيرين الى قيام دولة ديموقراطية علمانية متحررة من نهج مهدى عاكف ومبارك و متحررة من المادة الثانية من الدستور لصالح مصر الموحدة و المسالمة والغنية و المتحضرة كلها مسلميها قبل اقباطها لانهم الاغلبية الساحقة او اربعة اخماس السكان بمصر والكل اقباط ومسلمين معدم يقف بنفس طابور الخبز ويموت فيه بالضرب بالرصاص وياكل لحم الكلاب والحمير الميتة و يشرب نفس ماء المجارى ويموت من نفس الاغذية المسرطنة ولا يجد علاجا ولا هواءا ولاماء ولا تعليم ولا سكن ولا لبس يليق بادميته ..

4-ولكن امام عناد ومقاومة الحكومة المصرية والاخوان وملك البدو السعودى لمجرد مناقشة فكرة دولة مدنية ديموقراطية وحل سلمى متحضر للخلافات المتصاعدة كما كان الحال ايام حكم اسرة محمد على
نضع على الطاولة للمصريين جميعا نموذجان اوروبيان حديثان لحل الخلافات المتصاعدة بين الاجناس والمذاهب والاديان المختلفة باوروبا

نضعهم امام عقلاء ومفكرى مصر بمرارة شديدة والم لان منتهى امانينا ان نتخلص من الحكم الوهابى العسكرى ونقيم دولة مصرية مدنية متحضرة

الطريق الاول -طريق الهمج و البدو والجهلة والارهابيين المخربين وهى ماتم بنموذج دولة يغوسلافيا التى دمرت تماما و انقسمت بعد تدميرها لدويلات فاشلة وفقيرة ولم يكسب احد من هذا النموذج فالكل خاسر وفقير وجائع

والطريق الاخر هى طريقة التشيك والسلوفاك حيث جلسوا على مائدة مستديرة وحلوا خلافاتهم بود وتفاهم بعد استحالة العيش المشترك و اتفقوا على طريقة التقسيم و حلوها بطريقة المثل المصرى صباح الخير ياجارى انت فى حالك وانا فى حالى --

نوضح بهذا المقال اننا الف بالمائة مع بقاء مصر دولة موحدة قوية ديموقراطية علمانية يحكمها قانون غير متحيز و لا يجعل للدولة دينا فيفصل بين السلطات و يساوى بين المواطنين فعليا بالحقوق والواجبات لا الواجبات فقط مع الغاء كل المظاهر الدينية للدولة و محاكمة كل من يحرض و ينفذ خطط الابادة والاضطهاد ضد عشرين بالمائة من مجمل الشعب المصرى ولكن مع استمرار عناد الحكومة المصرية و اخوانها وملك بدوها على تنفيذ خططها الغبية فنقول لهم ما تقوله شريعتهم نفسها امساك بمعروف او تسريح باحسان - فهل سيتغلب العقل والحكمة و القومية المصرية ام اننا بطريقنا لتدمير مصر امنا وخسارتها للابد ؟؟


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com