al masri alyom
كلمات.. قنابل

 

 بقلم  فريدة الشوباشي    14/8/2008
 
أجرت قناة «الجزيرة» لقاء مع الدكتور زغلول النجار، لم أشاهده ولكنني قرأت ملخصه في صحيفة «نهضة مصر»، وشعرت بمدي خطورة أفكار الرجل وتهديدها للمجتمع، الرجل يقول إنه مع وصول الإسلاميين إلي الحكم، سواء كانوا من الإخوان أو غير الإخوان، وأن الأحوال لن تنصلح طالما لم يصل الإسلاميون إلي الحكم!!،

 وعلي قدر فهمي فقد نزع الدكتور النجار «ديانة» القيادات الحكومية والحزبية، إذ أخرج المسلمين من دائرة «إسلامه» ما دام هو يصمهم بعدم الشرعية لأنهم في نظره ليسوا إخواناً مسلمين ولا غير إخوان؟!

 وواضح أن الرجل لا يعترف بالمسجل في خانة الديانة ببطاقات الهوية، وأن له معايير معينة للمسلم لم يكشف لنا عنها، حيث كنا نعتقد حتي الآن أن أهم الأركان وأولها هو النطق بالشهادتين، ومن ثم فإن علي «المسلم» أن يأخذ صكاً من النجار للاعتراف بإسلامه، وذلك طبعاً شيء مشوه من محاكم التفتيش التي انتهت بانتهائها عصور الظلام في أوروبا، ويريد النجار إغراقنا في غياهبها حالكة السواد..

 ولم يدلنا الدكتور علي مصدر تنصيبه خصماً وحكماً، يدخل حظيرة الإيمان من يشاء ويكفر من يشاء، ولا علي ما يراه إصلاحاً لأحوالنا، باستثناء أن يكون هو رئيس الإسلاميين، وياحبذا لو كانوا من الإخوان الذين انبثق عنهم..

 يقال إن د. زغلول النجار الذي بني شهرته عبر صفحات جريدة الأهرام «اللاشرعية» إذن في نظره، عالم طبيعة ومع ذلك لم يشر من قريب أو من بعيد مثلاً لأهمية التعليم والبحث العلمي للنهوض بالوطن، الذي أخرج أيضاً من دائرته المسيحيين، لأن الكتاب المقدس الذي يؤمنون به «حدث عليه تزوير وتحريف؟!»

 وهكذا بكل بساطة يستخف الرجل بدستور بلاده الذي يضمن المواطنة ويحظر ازدراء الأديان التي احتضنتها جميعها مصر منذ فجر التاريخ.. فهل لدي الدكتور نسخة أصلية من الإنجيل قبل التحريف والتزييف، وقارنها بالكتاب المقدس في صورته الحالية؟ وكيف لا يلتزم النجار بالآية الكريمة، «لكم دينكم ولي دين»، والتي علي أساسها نطالب الغرب باحترام عقائدنا مثلما نحترم عقائده، ولا نصمها بالتحريف والتزوير!،

وكيف لم يلحظ خطورة كلامه عندما يقول إن الأحوال لن تنصلح. إلا بوصول الإسلاميين إلي الحكم، حيث قد يعتقد آلاف وربما ملايين من شباب العرب أن الدول المتقدمة والتي تعتبر أحوالها أفضل من أحوالنا «يحكمها إسلاميون» كما هو حادث في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والصين ودول آسيا وحتي إسرائيل، أو قد يصاب هذا الشباب بالإحباط واليأس بالنظر لأحوال المسلمين في العالم، إن إصلاح وانصلاح أحوالنا يحتاج إلي ضمير وطني يؤمن بالمساواة في الحقوق والواجبات عملاً بأن الدين لله والوطن للجميع، وهذا هو شرط تقدم كل الدول التي نفضت عنها غبار العصور الوسطي، وانطلقت إلي آفاق رحبة، والحقيقة أنني مندهشة من كلام د. النجار إلي أبعد حد لكن دهشتي أكبر وأعمق من سلوك الدولة أو رد فعلها،

خاصة أن هذه الدولة هي التي «نجّحَت» النجار وغيره، وفتحت لهم كل منابرها لأهداف لا يعلمها إلا الله ومن واجبها أن تدافع عن مواطنيها.. من هو مسجل مسلماً في خانة الديانة وكذلك المسيحي، ولا يجوز أن تترك كلمات النجار بدون رد واضح حول «شرعية» الحزب الوطني والقيادات و«توزيع» الإسلام بصكوك النجار وازدراء أحد أكبر الديانات السماوية، وكلها أمور تصيب الأجيال الحالية وربما القادمة بالضياع!! انزعوا فتيل الكلمات القنابل!!


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com