محاذير العمل القبطى فى المهجر

بقلم منير بشاى – لوس أنجلوس

          مرة أخرى أعود إلى الموضوع القديم الجديد الخاص بتفعيل دور أقباط المهجر. وسوف لا أمل من طرق هذا الموضوع طالما كنت حيا، حتى وإن كنت أبدو أحيانا وكأننى (أنفخ فى قربة مقطوعة) وذلك لأننى أعلم أن إرادة الله من وجودنا فى المهجر أن نكون صوتا لمن لا يستطيعوا الكلام فى مصر. وأنا أرجو أن تكون لهذه الكلمات صدى عند الكثيرين وأن تتحول من كلمات إلى أفعال.

عاش أقباط مصر أزهىعصورهم فى الفترة الليبرالية فى النصف الأول من القرن الماضى.  أما فى النصف الثانى ومع ثورة 23 يوليو 1952 فقد بدأ الأقباط يمرون بنكسة خطيرة. لقد تحول التركيز من القومية المصرية إلى القومية العربية. وبدلا من المساواة على أساس المواطنة تم تغليب النزعة الدينية وتيار التأسلم فى كل مناحى الحياة

          وأحس الأقباط بشعور متزايد أنهم غرباء على أرض أبائهم واجدادهم. ومع فتح باب الهجرة وتشجيع الدولة عليها رغبة منها فى التخلص من أكبر عدد من أقباط مصر، طرق الأقباط هذا الباب سعيا وراء حياة أفضل لهم ولأولادهم. وقد تم هجرة نحو 2 مليون قبطى إلى جميع أنحاء العالم حتى الآن.

          ولكن الدولة فى محاولتها التخلص من الأقباط سرعان ما أدركت أنها كانت قصيرة النظر. فهؤلاء الذين هاجروا تحولوا إلى شوكة فى جبينها. فالمهاجرون تحولوا إلى دعاة يعلنون مأساة أخوتهم للعالم الحر. وهكذا إنخرط الكثيرون من الأقباط فى المهجر فى العمل السياسى رغبة منهم فى رفع المعاناة عن أقباط الداخل. ولأن التجربة السياسية كانت جديدة على أقباط المهجر إذ كانوا يفضلون الإبتعاد عنها فى وطنهم الأم خشية الإنزلاق فى مخاطرها، فكان من الطبيعى أن تحدث أخطاء فى الممارسة. وهذا ليس عيبا فيجب أن نتعلم من أخطاء الماضى حتى لا نكررها فى المستقبل. ولذا يلزم أن نتدارس هنا بعض المحاذير التى يجب أن نتفاداها إن أردنا للعمل القبطى أن ينجح .

          التعامل مع الكنيسة

            الكنيسة القبطية فى مصر بحكم دورها القيادى تحرص على أن تكون لها صلات طبيعية وقنوات مفتوحة مع الدولة تساعدها على رعاية مصالح الشعب القبطى.  علينا أن نفهم هذه العلاقة ونحترمها ولا نعمل ما يسىء إليها. لا يجب ان نسبب للكنيسة حرج بأن نقحمها فى نشاطنا السياسى الذى قد لا ترضى عنه الدولة والذى يجب أن نتحمل وحدنا مسئوليته.

التعامل مع الإسلام

الكثيرون من المهاجرين الأقباط قد تركوا مصر لسبب مشاكل كثيرا ما تتعلق بإنتمائهم الدينى. ومن الطبيعى أن يكون لهؤلاء نظرة خاصة فى الموضوع تنعكس عليها قناعاتهم وتوجهاتهم. هذه تصرفاتهم الشخصية التى ترجع لهم كأفراد. أما المنظمات القبطية الحقوقية فيجب أن تباعد نفسها عن هذا وتتبنى سياسة التعايش بين الأديان  بناء على الإحترام والتسامح المتبادل. إنه لا خيار للأقباط والمسلمين فى مصر من التعايش معا على أساس أن الدين لله والوطن للجميع.

التعامل مع القضايا السياسية

هناك بعض القضايا السياسة التى لها حساسية خاصة مثل القضية الفلسطينية. وقد يكون لكل واحد منا رأيه الخاص فيها. ولكن كمنظمات قبطية يجب أن نباعد أنفسنا عن الإنحياز لجانب من الصراع الذى يمكن أن يسىء إلى قضيتنا وفى نفس الوقت لن يحل القضية بل ربما يزيدها تعقيدا. علينا أن نؤيد حق المواطنين الأبرياء فى العيش فى سلام. وموقفنا يجب أن يكون أننا نؤيد الحل الذى يصل إليه الأطراف المعنية عن طريق التفاوض.

فى النهاية علينا أن نفهم حقيقة دورنا وإلامكانيات التى لدينا.  نكون غير واقعيين إذا اعتقدنا أننا نستطيع إصلاح الكون.  إن مسئوليتنا هى مجرد مساعدة إخوتنا فى مصر ليحصلوا على حقوقهم كمواطنين أصلاء. أى محاولة للإبتعاد عن هذا الهدف يضيع الوقت والمجهود ويضعف إمكانية النجاح. وأى إساءة لإستعمال الأساليب المتاحة قد يدفعنا للخلف بدلا من التقدم نحو الأمام.

This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com