الحركة القبطية فى المهجر

كتب منير بشاي ، لوس أنجلوس


لعل أهم العيوب التى يعانى منها الكثيرون فى الحركة القبطية فى المهجر هى عدم مقدرتهم على الإستمرارية ووجود إستعداد للفشل والتراجع للوراء أمام الصعوبات. خلال ما ماضى من سنين عرفت أشخاصا كانوا فى يوم من الأيام شعلة من النشاط والحماس. ولكنهم فجأة إختفوا من المشهد ولم نعد نسمع عنهم شيئا.  ولأن هذه الظاهرة تتكرر معنا بإستمرار لذا يلزم دراسة أسبابها حتى يمكن تلافيها. وفى إعتقادى أن أهم الأسباب التى تسبب التراجع بين العاملين هى:

أولا: إذا لم يصبحوا مركز الإهتمام
تختلف الأسباب التى تدفع الناس للإشتراك فى العمل القبطى. السبب الشرعى هو الرغبة الخالصة لمساعدة الأقباط ورفع المعاناة عنهم. ولكن هناك من يشارك فى العمل لأسباب غير شرعية منها الرغبة فى الشهرة وإظهار الذات. هؤلاء تجدهم نشيطين طالما كانت الأضواء مسلطة عليهم. أما إذا إبتعدت الأضواء عنهم أو أحسوا أن الأضواء قد سلطت على غيرهم فانهم فى الحال يظهرون غيرتهم وحسدهم وحقدهم على الآخرين وربما يلجأون إلى إثارة المشاكل. وغالبا ما ينتهى الأمر بإنسحابهم من العمل واحيانا ينضمون الى اعداء القضية.
 
ثانيا: إذا لم تؤخذ بآرائهم
هؤلاء لا يؤمنوا بالديموقراطية ولا يؤمنوا بحق الآخر فى التعبيير عن رأيه. عندما يشتركون فى النقاش لا يسمعوا لرأى الآخرين لأنهم قد عقدوا الرأى على أن وجهة نظرهم هى الصحيحة.  وهم لا يملكون المرونة لتغيير رأيهم أو تعديله فاما أن يؤخذ برأيهم وإما أن ينسحبوا.
 
ثالثا: إذا لم يروا نتائج سريعة
غالبا يتصف مثل هؤلاء بنوع من الملل هم لا يملكون الصبر والمثابرة للعمل لمدة طويلة دون أن يروا نتائج واضحة وسريعة لما يعملون. هؤلاء ليس لديهم دراية بطبيعة العمل السياسى ويعتقدون أن النتائج يجب ان تتحقق بمجرد الضغط على زرار. العمل السياسى شاق وطويل ويحتاج إلى الجهد والعرق والدموع بل أن البعض كانوا على إستعداد أن يضحوا بحياتهم ليحققوا الهدف إن لم يكن لأنفسهم فلبقية المواطنين والأجيال القادمة.
 
رابعا: لأنهم لم يعملوا حساب النفقة
 ربما كان هؤلاء يظنون أن الأمر أبسط من هذا. ولكن سرعان ما يدركوا أن العمل ليس نزهة يقضون فيها وقتا ممتعا. هى رحلة نضال وتضحية وألم، ينفقون فيها وقتهم وأموالهم وأعصابهم ويتحملون فيها الإهانة والتهديد ويحصلون على القليل أو النادر من المدح والكثير من النقد واللوم.
 
خامسا: إذا صدموا فى الغير
تأتى المشاكل عندما نحول نظرنا عن الهدف ونوجهه إلى الآخرين. من الآخرين قد يكون الخائف الذى يخشى من مخاطر العمل فيدفعهم إلى التساؤل ولماذا أنا أخاطر؟ وقد يكون الكسول الذى لا يريد أن يتحرك للعمل فيدفعهم إلى القول ولماذا أنا أتعب نفسى؟ وقد يكون الأنانى الذى لا يفكر إلا فى نفسه ولا يريد مساعدة الغير فيدفعهم إلى التفكير ولماذا أنا الذى أضحى؟ وقد يكون الخائن الذى يبيع قضيته كيهوذا فيدفعهم  إلى اليأس والإعتقاد بأنه لا يوجد أمل.

خلاصة القول أن من يريد أن ينخرط فى هذا العمل عليه أن يتأكد من حسن نواياه، وأن يكون مرنا فى التعامل مع الآخرين، وأن يتحلى بروح الصبر والمثابرة، وأن يدرك طبيعة العمل الذى هو مقدم عليه وأن لا يتأثر بأخطاء من حوله من الناس.


أدرك أن مراعاة هذه الأمور قد تبدو سهلة ولكنها بالتأكيد صعبة التحقيق. ولذلك فليس كل إنسان مؤهلا للقيام بهذا العمل، فى أن يكون قائدا سياسيا أومناضلا لأجل حقوق الإنسان. قال الرب يسوع "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت السماوات" لوقا ٩ : ٦٢ وكان الرب يسوع هنا يضع مبدأ عاما لا ينطبق فقط على الأمور الروحية بل على كل شىء فى الحياة. هذا المبدأ هو أن ننظر للأمام نحو الهدف. الذين يبدأون ثم يتراجعون يتعبون أنفسهم ويتعبون من حولهم، ويسيئون للعمل الذى كان من المفروض أن ينجحوه


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com