اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله

جاك عطاللة

الانجيل المقدس بحسب متى اصحاح 22 

15 حينئذ ذهب الفريسيون وتشاوروا لكي يصطادوه بكلمة

 16 فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين: يا معلم، نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق، ولا تبالي   بأحد، لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس

17 فقل لنا: ماذا تظن ؟ أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا 18 فعلم يسوع خبثهم وقال: لماذا تجربونني يا مراؤون 19 أروني معاملة الجزية . فقدموا له دينارا 20 فقال لهم: لمن هذه الصورة والكتابة 21 قالوا له: لقيصر. فقال لهم: أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله 22 فلما سمعوا تعجبوا وتركوه ومضوا

 بعد توالى الاضطهادات الاسلامية الحكومية الوهابية المصرية ضد اقباط مصر سعيا وراء حرق الارض على كل مقومات الدولة المدنية وعلى  الاقباط  اكثر المنادين بها كثرت نغمات الاستسلام للاضطهاد واصبحت على كل شكل ولون مثل نغمات المحمول او الجوال او السليولير وكلها تعزف نغمات القبول بالامر الواقع وعدم مقاومته ونلاحظ ان كلها تستند الى نصوص من الكتاب المقدس يخرجونها عن سياقها الطبيعى وظروفها...

 مثل  لسنا من هذا العالم و لكننا مواطنين سمائيين و مثل يجب ان نتقبل التجارب والاضطهادات بصدر رحب و ان نستشهد مثل اجدادنا بعد ان نعطى الخد الايسر لمن يضربنا على الخد الايمن...

وساهم الكثيرين بتشغيل النغمات --من مسلمين القلب والهوى والامن الوهابى متخفيين بأسماء  صرفة مسيحية ومن متنصرين شكلا وليس موضوعا وهم تحت حماية الامن لضربنا تحت  الحزام وتيئيسنا من المقاومة...

ومن مسيحيين داخل وخارج ليس لديهم ما يعطوه للقضية اما للخوف او عدم القدرة ولا يرغبوا بترك الاخرين يعملوا بصمت فيستدعوا بكل مناسبة وبدون- تجارب الاولين والعصور الغابرة وفشلها فى تحقيق المواطنة ورفع الاضطهاد المستمر على الاقباط وبالاخر يرمونا بوجهنا باستنتاجاتهم حسب حكمة سعد زغلول الشهيرة انه مفيش فايدة من المقاومة و يقوموا بدور صفية زغلول التى امرها سعد بالصراخ واللطم بالصوت الحيانى تاكيدا على ياسه من الاصلاح مع الشعب المصرى

ماعلينا لنعود لنص الانجيل   الفريسيين ارادو ان يوقعوا السيد المسيح مع السلطة الرومانية الحاكمة تلك الايام للعالم كله لكى  يحاكموه ويقتلوه ان قال لا تعطوا الجزية لقيصر حسب امال الامة اليهودية بالتحرر من العبودية ومن لؤمهم خلطوا الدين بالسياسة كما تفعل الحكومة المصرية و اخوانها المتحالفين معها فى سعيهم لاسلمتنا او استئصالنا او تهجيرنا --

ولكن السيد المسيح كان يعرف الامة اليهودية من باطنها ومن قلبها لانه جاء ليشق حجاب الهيكل وينهى على هؤلاء الفريسيين الذين يعبدون الله بالمظهر والشكل الخارجى فقط كالقبور المبيضة من الخارج والمنتنة من الداخل اما قلبه فمبتعد بعيدا وهو من يقول اريد رحمة لا ذبيحة ...

اصابهم المسيح فى مقتل برده الفاحم والذى يقول اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله -- اى ينبغى ان تفعلوا ذلك ولا تتركوا تلك...

والى كل اخوتنا ممن عزف ويعزف نغمات جوال المحبة و التضحية و البحث عن ملكوت السموات على الارض و ترك مصر بلدنا للشيطان لاننا لسنا من هذا العالم و علينا ان نساق كالغنم للذبح بدون ان نفتح فاهنا ونعترض ولا نطلب اى حقوق اقول عليكم باتباع المسيح وليس بعلزبول...

المسيح يقول اعطوا ما لقيصر لقيصر و علينا ان نهتم بكنيستنا و بحياتنا الروحية بنفس القدر الذى نهتم فيه بحقوقنا السياسية و الاجتماعية بارض الرب يسوع مصر المباركة والتى زارها واقام بها هذا قول الانجيل المقدس-- افعلوا هذا ولا تتركوا تلك...

نحن مطالبون وبنص الانجيل ان ندافع عن انفسنا وعن اسرنا وعن مصالحنا الوطنية والدينية وعن مقدساتنا بدولة تدوس عليها باقدام خنازيرها يوميا  فى لوثة مرضية لاسلمة الماء والهواء والتعليم و البشر والدواب و الاعلام والجامعات والجيش والشرطة والخارجية و كل ما تصل اليه ايديهم مستخدمين وسائل شيطانية دنيئة ...

اخوتنا رجال الاكليروس مطالبين ان يقفوا مع اخيهم القس متاؤس وهبة الذى حلق شعره وذقنه وخلعت ملابس الكهنوت المقدسة عنه والبس ملابس السجن مع المجرمين والزناة والسراق وتجار المخدرات والشبيحة و  الان  مسجون اشغال شاقة بقضية تزوير محرر رسمى زوج فيه فتاة متنصرة بشاب مسيحى مع انه غير مطالب قانونا بالتحقق من التزوير لعدم تخصصه لانه رجل دين وليس ضابط مباحث ولا اعرف لماذا لم يقوموا بمسيرة جماعية الى مجلس الشعب او رئاسة مصر او السجن ليعترضوا على سجن رجال الدين الابرياء  وارهابهم والاعتداء على كرامة مسيحيى مصر...

و فى نفس الوقت و فى تطبيق علنى لنوعين من العدالة و مستويين احدهم رخو بحبحانى للمسلمين واخر صارم وقاسى للاقباط

 تفرج حكومة حسنى مبارك عن من قتل القبطى عمدا مع سبق الاصرار والترصد وتعطيه سجن مع ايقاف التنفيذ لمدة عام و ايضا تستخدم جلسات المصاطب لتهدر حقوق الاقباط وحياتهم وتشجع على قتلهم ولم تعدم مسلما قتل قبطيا لليوم ...

على العكس عندما يقتل قبطى  الاميرية دفاعا عن شرفه يتم استنفار كل اجهزة الدولة ومحاكمته بالقانون المدنى لاعدامه مع انهم هم من اهدر القانون المدنى عمدا عندما يقتل المسلمين مسيحيين باستخدام العقاب الجماعى و الحكومة تغير الدين لمن يتاسلم بخمس دقائق وتحاكم من يتنصر وترفض  تغيير بياناته وتعطى الحضانة لاب فاسد اسلم وزوجة مسلمة حيزبون و تترك كاميليا لطفى الام المثالية  لماريو واندرو تبكى على العدل والرحمة والانسانية ...

اننا الان بمفترق طرق و يجب ان تكون الامور واضحة فى اذهاننا عندما نريد تعبئة الاقباط للنضال لنيل حقوقهم فى الحياة فى ظل مؤامرة الابادة التى تعدت حدود الاضطهاد التى نشاهدها يوميا بمصر وتتصاعد وتيرتها كل ساعة...

موضوع وضع ضوابط وخطوط  لاقباط الداخل والخارج تيئسهم وتمنعهم من المقاومة بحجة انهم سيفقدوا ابديتهم حلها السيد المسيح بقوله اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله ...

علينا استخدام كل الوسائل السلمية بدءا و استنفاذ كل محاولات الحلول السلمية و السياسية بكل ادب وذوق وكياسة حسب طاقتنا ولكن بالنهاية ان لم تفيد هذه الوسائل علينا ان ننفض تراب حذائنا كما يقول الانجيل  ونتجه لاى وجهه اخرى  تناسب قضيتنا و تساهم بحلها مثل الوسائل الدولية ومثل فضح الاسلام الذى ينتج هذه النماذج الوحشية التى تقتلنا بعقاب جماعى بواسطة ايات قرانية و بشر اقرب الى الحيوانات المفترسة...

اذا وضعنا بموضع الاعتداء الجماعى على حياتنا فلندافع بكل ما تصل اليه ايدينا حتى انبوبة بوتاجاز او زجاجات مولوتوف او اعواد خشب او سواطير او حتى يد الهون حتى لا نموت فطيس مثل الدجاج ...

للاسف اقول ان المعلومات التى ترد لنا تقول ان الحكومة والاخوان تسعى  لتنفيذ حملة استئصال جماعى  ارهابية تماثل ما يحدث بالعراق حاليا  علي اقباط مصر وخلال فترة الفراغ الدستورى بامريكا ما بين رئاستين  و علينا ان نتدارس كيفية التصرف ان حدثت كوارث من هذا النوع وهى ليست مستبعدة ويهددنا بها المسلمين يوميا علنا بوسائل الاعلام...

الاقباط ليس لديهم اسلحة للدفاع الشخصى والدولة مخترقة بالكامل من الوهابيين و تتوق بعد ان افرجت عن الارهابيين بمراجعات كوميدية الى اعطائهم المسيحيين كعظمة طرية يلتهوا بها...

ان المقاومة بكل طرقها ليست ضد المسيحية وعلينا ان نبدا بالمقاومة السلمية ولا نستبعد اى تصعيد حسب ما تجرى الامور على الارض ولكن المقاومة القبطية تحتاج دراسة للنفقات والمخاطر اولا والتنسيق وحساب الخسائر وطرق  تقليلها والحكمة القبطية المطلوبة تتمثل فى تقرير الطرق الفاعلة وكل هذا يتطلب مرة اخرى تكوين كيان قبطى سياسى يتحمل المسئولية و يرفعها عن كاهل الكنيسة التى لن تفتى مطلقا باستخدام لاهوت التحرير ورفع الظلم كما استخدمته كنائس امريكا اللاتينية  لظروف عديدة اهمها وحشية الاسلام و وسائلة الارهابية الخسيسة التى لم تنجح معها وسائل الكنيسة ورسالتها عن المحبة والسلام...

ان ما يحدث من تصاعد وتيرة الارهاب الاسلامى من الحكومة المصرية واجهزتها ومن المسلمين العاديين سببه مايروه من تفسخ الدين الاسلامى ومن الانهيارات الداخلية و زيادة اعداد الارهابيين نتيجة حتمية لصدمتهم فى حقيقة دينهم ورسولهم  وعلينا ان نحصن انفسنا من شلالات دماء متوقعه منهم  انتقاما منا عندما تنهار حصون الاسلام الحالية بمجرد ايجاد وسائل طاقة بديلة للبترول --

وخصوصا ان الازمة العالمية الاقتصادية تحمل هموما كبيرة للمسلمين  حيث تاكلت الفوائض البترولية وهذا يصب لصالح زيادة العنف الاسلامى...

علينا ان نكون حكماء فنستعد من الان لهذه الفترة العصيبة القادمة وقلوبنا مع مسيحيى الشرق الاوسط


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com