حوار مع المهندس أرميا لاوندي نيوجيرسي -أمريكا-

Source Copts United

مقام الست عزيزة كان يذكر كاراس ببلدته أخميم
كان شغوف بالدراسات القبطية
 الأمانة والحق سمات أساسية بشخص كاراس
أجرى الحوار -شفيق بطرس
يُعتبر المهندس أرميا لاوندي من الأعمدة الأساسية التي تأسست عليها الهيئة القبطية بأمريكا وهي أول هيئة قبطية بأرض المهجر، وهو يُعتبر مؤرخ النضال والكفاح لأقباط المهجر منذ بداية الحركة وكان لي شرف الحوار مع سيادته في الذكرى الخامسة لرحيل العملاق الرائد دكتور شوقي كراس -رحمه الرب ونيّح روحه الطاهرة في فردوس النعيم


** مَن هو دكتور شوقي كراس حسب معلوماتك عنه من معاشرتكم واحتكاككم به؟؟
دكتور شوقي كراس من مواليد 6 أكتوبر سنة 1928 من مواليد مدينة أخميم محافظة سوهاج، كان خريج كلية العلوم جامعة القاهرة قسم رياضة بحتة، ولذلك كان قوى الذاكرة جداً جداً، وعند تخرجه كان هو من الأوائل على دفعته ولكن لم يُعين مُعيداً وعينوه مدرساً للرياضة بمدارس سوهاج ولكن جاهد في الحصول على حقه في أن يُرسَل للدراسات العليا -وهو للعلم قد تخرج وهو في سن الشباب المبكر وكان عمره واحد وعشرين عاماً عند تخرجه- وأثناء عمله بالتدريس بمدارس سوهاج أهتم بالعمل القبطي هناك وأنضم للجمعية القبطية بسوهاج وكان منذ حداثته يبحث عن مشاكل الشباب القبطي من حوله وكيف يقدم لهم المساعدة ويبحث عن الحلول لمشاكلهم الكثيرة وكان يسألهم باستمرار عن أحوالهم واحتياجاتهم وكيفية تقديم العون لهم، وكان منذ صغره شغوفاً ومولعاً بالبحث عن كتب تاريخ القبط وأخبار الكنيسة، وكان دائماً يجري ويقتني أي كتب أو ملزمات أو مجلدات تحوي تاريخ الأقباط والكنيسة القبطية.
 ** "أخميم" مسقط رأسه كيف كان يذكرها؟
كان دائماً يتذكرها بحادثة طريفة ويسأل وهو في الهجرة أي قادم من مصر من بلده،عن (مقام الست عزيزة) ويتساءل هل بنوا مقام لها أم لا، وكان أهل أخميم ينوون بناء مقام باسم الست عزيزة وسط مدافن الأقباط وكان مازال يذكر هذه الحادثة المُضحكة حتى بعد مرور السنين على هجرته لأمريكا.
كان مثله الأعلى هو مطران أخميم في ذلك الوقت حوالي أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات.
** دراسة د. شوقي في مجال العلوم الرياضية ألم يكن هذا عائق أمام الشغف بالتاريخ القبطي والدراسات الادبية ؟
 كانت دراسته وعمله كمدرس رياضة بحتة لم تمنع شغفه بدراسته للتاريخ القبطي وشغفه وتعلقه بكتب وأخبار كنيستنا القبطية ولم تعطله ولكنه كان جاداً في تخصصه ودراساته الأكاديمية فبعد حصوله على البكالوريوس أخذ الماجستير في الإحصاء والرياضة البحتة وأستطاع أن يحصل على المنحة الدراسية بالخارج لمدة سنتين للدراسة في جامعة كولومبيا بنيويورك بأمريكا وجاء فعلاً في سنة 1958 ودرس بكل نجاح وأنهى مدته وحصل على الماجستير من جامعة كولومبيا وتابع بعدها مباشرة دراسته لتحضير رسالة الدكتوراه في الإحصاء، وكان يلزمه عاماً واحداً حتى ينتهي من رسالة الدكتوراه، وطالب السفارة وقتها ليمد إقامته بأمريكا لحين الانتهاء من دراسة الدكتوراه فرفضت السفارة مد إقامته بالرغم من موافقة وتأييد الجامعة وعرضها المساعدة في كل مصاريف دراسته، لم ييأس وعرض مظلمته على الجامعة فرحبت به الجامعة وكانت إرادة الله له بالخير فقد عينته الجامعة ووعدوه بإمداده بالدعم المالي لتفوقه الواضح على أقرانه ويمدون هم الفترة الدراسية إلى أن ينتهي من رسالة الدكتوراه، وقال كل ما يُعمل فهو للخير وكان وقتها متزوجاً ولديه ولد وبنتين، وانتهى من دراسة الدكتوراه سنة 1961.
ثم عمل بنيوجيرسي كمدرس في إحدى الجامعات هناك، ثم درس ماجستير من جامعة رادكارز في السيكولوجي.
بعدها ترك نيوجيرسي سنة 1964 وذهب إلى كاناتيكا وعمل بجامعتها وحصل على جوائز تقديرية كثيرة وكان يعمل كرئيس لقسم الإحصاء بجامعة صودن كاناتيكا وأقام هنالك إلى أن رحل إلى الفردوس.
** كيف تبلورت أول فكرة لتجمع قبطي بالمهجر؟؟
في أثناء دراسته بكولومبيا بنيويورك كان المتنيح نيافة الأنبا صموئيل ممثلاً لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية في مجلس الكنائس العالمي في عهد البابا كيرلس وأنشأ الأنبا صموئيل الجمعية القبطية  للأقباط بأمريكا كان من ضمن أعضائها سابا باشا حبشي الذي كان يعمل محامياً لشركات البترول الأمريكية وقتها، والدكتور ماهر كامل الذي كان يدرس بالجامعات الأمريكية، ومدام إيفا حبيب المصري وزوجها وآخرون، وكان سكرتير هذه الجمعية دكتور شوقي كراس وكان مقر اجتماعاتهم في روكفلر تاور بمنهاتن نيويورك.
** ماهو شكل علاقته بالمتنيح الأنبا صموئيل؟
 كان المتنيح نيافة الأنبا صموئيل قبل حضوره لأمريكا بمدة يتصل تليفونياً بالدكتور شوقي كراس يخبره بقرب مجيئه ويحدد مدة فترة إقامته وهو بدوره يمهد للزيارة ويحضر أوراقه لتوطيد فترة الزيارة للاجتماعات والزيارات ويتصل بالجالية القبطية لتجهيز وتحضير الجداول والأوراق الخاصة بالزيارة ويجدول نشاطات الزيارة، وكان وقتها قد بدأت زيادة الهجرة لكندا وأمريكا مع أوائل الستينات وطلب دكتور شوقي من الأنبا صموئيل ليحضر أب كاهن لخدمة الشعب القبطي في أمريكا ولكن دكتور شوقي قد شعر بحسه وأمانته أن أقباط كندا كانوا وقتها أكثر عدداً من أقباط أمريكا وكانوا أولى بخدمة الأب الكاهن بالرغم من أن هذه الجمعية ستتولى المصروفات ولذا قد تضايقوا منه بعض الأعضاء لأنه أقترح ذلك ولكنه كان "حقاني" ويحب تقديم المصلحة العامة ومَن هم أولى لكثرة عدد أقباط كندا، وجاء لكنيسة مار مرقس بتورونتو الأب الورع أبونا مرقس وكان يعمل كمدرس زميل له في مدارس سوهاج وأيضاً كان زميلاً في جمعية أقباط سوهاج وذلك أثنا تواجدهم بمصر.
** هذا الإتصال بالمتنيح الأنبا صموئيل بماذا أضاف لعمل كراس وعلاقته بالمهاجرين الجدد؟
كان لاتصاله المتنيح نيافة الأنبا صموئيل الدائم في كل زياراته لأمريكا إنه كان يحصل على كل معلومات تخص الشعب القبطي القادم للهجرة من مصر لأمريكا لأن هذا كان من صميم عمل أسقفية الخدمات وقتها وهذا شجع الدكتور شوقي كراس أن ينمي ويوطد علاقاته بكل الشعب القبطي القادم إلى منطقة الساحل الشرقي مثل نيوجيرسي ونيويورك ومن تجمع هذه الدفعات المتتالية من المهاجرين الجدد نشأت على الفور فكرة إقامة الهيئة القبطية لأقباط المهجر والتي سنوالي بداية فكرتها وكيف ظهرت وولدت على أرض الواقع.

 


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com