العروس المُغتصبة !!!

  

بقلم : شفيق بطرس

    

نسمع عن آلآف بل ملايين من حالات الزواج والتى تبدأ بسعادة وهناء وتستمر لسنوات قصار أو أجيالا طوال وخلالها قد يحتفل الزوجين بعيد زواجهما فى نفس تاريخ يوم الزواج فيما بينهما أو بوجود الأهل والأصدقاء وفيما بعد بتواجد الأولاد والأحفاد وعندها يتهافت الأزواج الجُدد لأخذ النصائح والإرشادات منهما عن سر سعادة الزوجين المحتفلين بعيد زواجهما الفضى بعد 25 عاما أو الذهبى بعد 50عاما أو البلاتينى بعد 75 عاما، لو أعطاهما الله تبارك أسمه القدوس عمرا وصحة، ويقدم الزوجان أحلى ما عندهما من ذكريات جميلة وأجمل ما فى جعبتيهما من ظواهر تدل على التفاهم والتعاون وتجاوز الأزمات والخناقات  بأسرع وقت مُمكن، وأسباب نجاحهما فى الوصول بمركبيهما الصغيرة الى بر الأمان بعد كل هذه السنين والعقود من تجارب وظروف وأيام صعبة شائكة، كل هذا عادى ومعروف ومن الطبيعى جدا أن نجده فى أى مجتمع، ولكن فى الأزمنة الغبراء والأيام السوداء نجد العجب العُجاب من أشياء لم ولن نسمع عنها من قبل أو بعد، فنجد مجموعة من المنافقين والكذابين والنصابين الأكفاء والشطار جدا فى أمور الخطف والنصب والكذب والبجاحة الغير مسبوقة، هذه المجموعة من أنواع الذئاب البشرية من يغتصبون العروس بعد ثلاثة أيام من زفافها ويذبحون بذلك فرحتها وسعادتها وينسبون العروس والعُرس لهم فقط ويجَنبون العريس الحقيقى جانباً بل يحاربونه ويتهمونه بأبشع الجرائم والتُهم ويقضون على تاريخه وعيد زواجه الحقيقى ويعلنون أنفسهم العريس الحقيقى الذى يحتفل بعيد أغتصاب العروس فى ذكرى تاريخ اليوم المشؤم الذى أختطفها وأغتصبها وطلاها بألوانه الكئيبة ونسبها عنوة وبكل تبجح وقذارة الى نفسه، ويأتى هو وعشيرته وأفراد عصاباته من اللصوص المنافقين ليحتفلوا بعيد إغتصاب العروس.

وكان من الطبيعى أو من المنطقى أن يتناسى هؤلاء هذه المناسبة وباللغة الدارجة ( يكفون على الخبر ماجور) ويتناسون هذه المناسبة ويلهون الناس بأشياء أخرى لا تُذكرهم بجريمتهم القذرة والوقحة ولكننا نجد شىيئاً غريباً وبجاحة لا نظير لها وهى أن يدعى المغتصب بالأحتفال بعيد أغتصابه للعروس فى نفس يوم عيد زواجها الشرعى من عريسها الشرعى المسروق والمنتهكة كل حقوقه، ومن الأغرب والأعجب أن نجد من يهنىء هؤلاء المغتصبون والسارقون والكذبة بعيد الزواج وتناسوا انه قد أصبح ذكرى أغتصاب العروس وهؤلاء هم أنفسهم من وقفوا دولياً مع هذا العريس الشرعى ( شعب مصر الحُر) يوم 25 يناير 2011 وتفاخروا بهذا العُرس الجميل الذى لا مثيل له، كما قال الرئيس الأمريكى أوباما ( أننا يجب أن نُدرِس ثورة الشباب المصرى فى 25 يناير الى أولادنا فى أمريكا.... وكما قالوها زعماء دول أوروبا وتمنوا ان يحزوا أولادهم فى الغرب حزوها).

من الغريب أننا نجد الصمت والتقاعس من هؤلاء الشهود والجيران الدوليين بل التعضيد والمساندة الى العصابات المغتصبة بتقديم الدعم المالى للمُغتصب ( والنُقطة مفروض للعريس) بالمليارات من الدولارات واليورو، ومن الغريب أن يستمر هؤلاء فى السرقة والنهب كل يوم فى ظل صمت غريب ومريب من قِبَل الغالبية العظمى من شعب مصر الحُر الرافض لكل ألآعيب هؤلاء اللصوص والمغتصبون، نجد كل يوم تزداد المخالب والأنياب إنغراساً فى جسد الفريسة الجميلة (مصر) وأبنائها ينظرون ويتحسرون وهم صامتون بلا حول ولا قوة ولا حيلة إلا من بعض كلمات الإنتهار والرفض وغالبيتها ما تنتهى بالهجوم بالوعيد بالقطيعة أو التخوين أوبتوجيه تُهم تعريض الأمن العام للخطر، وتنتهى بتكميم الأفواة بالمحاكمات أو بالغلق أو التهديد بالغلق لأى أبواق أو منابر حُرة إعلامية أو التهديد المباشر ( كما حدث بمدينة الأنتاج الإعلامى وبعدها لمبنى جريدة الوفد وغيرها) أو بتمرير دستور يغلق على الشعب أى متنفس له وتشديد سطوة المغتصبون لإعلان دولى للديكتاتورية الدينية وبعدها إعلان الخلافة الإسلامية الكاملة لتذوب خلالها أى مظاهر للوطن وأى ولاء لمصرنا الغالية ويكون الحب والولاء لفضيلة المرشد ولدولة الخلافة ..... وتمر الأعوام والعقود والقرون ويحتفل الغاصب اللص والمُغتصب بذكرى إغتصابه وذبحه للعفة والكرامة مهما ناحت وبكت العروس المُغتصبة .

بقلم : شفيق بطرس 25 يناير 2013


© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com