السيدة فى البلدان

تحت حكم الأخوان

د. رأفت فهيم جندى

  

كَيْفَ صَارَتْ مصر كَأَرْمَلَةٍ، السَّيِّدَةُ في الْبُلْدَانِ خربت، بعد ان صَارَتْ تَحْتَ حكم الأخوانِ! تَبْكِي في اللَّيْلِ بُكَاءً مرا لقتل وسحل ابنائها، وَدُمُوعُهَا تسيل علَى خَدَّيْهَا. لَيْسَ لَهَا مُعَزّ مِنْ كُلِّ مُحِبِّيهَا، كُلُّ أَصْحَابِهَا غَدَرُوا بِهَا، صَارُوا لهَا أَعْدَاءً. قَد سُبِيَتْ مصر مِنَ الْمَذَلَّةِ وَمِنْ كَثْرَةِ الْعُبُودِيَّةِ ولاَ تَجِدُ رَاحَةً، قَدْ أَدْرَكَهَا مغتصبوها من الأخوان.

فنادق مصر نَائِحَةٌ لِعَدَمِ الآتِينَ إِلَيهاِ، كُلُّ أَبْوَابِهَا خَرِبَةٌ وخالية، وطرقها مليئة من دماء ابنائها، واهلها يَتَنَهَّدُونَ.عنَذَارَاهَا ونسائها مُذَلَّلَةٌ ومغتصبه فى التحرير، وَهِيَ فِي مَرَارَةٍ بعد ان صَارَ مُضَايِقُوهَا رؤساء عليهاَ، نَجَحَ أَعْدَاؤُهَا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَذَلَّهَا، واذل قضائها وقضاتها لأَجْلِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهَم، ولأجل معاصى احكامهم على الاقباط، وذَهَبَ أَوْلاَدُهَا إِلَى السَّبْيِ امام الأخوانِ.

 

َقَدْ خَرَجَ مِنْ مصر كُلُّ بَهَائِهَا، صارت لاَ تَجِدُ مَرْعًى، َيَسِيرَُ ابنائها بِلاَ قُوَّةٍ أَمَامَ الطَّارِدِ، سوى قوة المظاهرات والاحتجاجات، لقَدْ ذَُكَرَتْ مصر فى كل جرائد وتلفزيونات العالم، في أَيَّامِ مَذَلَّتِهَا ويوم سحل ابنائها فى الطرقات، وَنُسيت كل امجادها وكلَّ مُشْتَهَيَاتِهَا الَّتِي كَانَتْ فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ، وهذا كله عِنْدَ سُقُوطِ شَعْبِهَا بفعل ِأيديهم َللأخوان، ِوَلَيْسَ مَنْ يُسَاعِدُهَا.

 

 

الأَعْدَاءُ ضَحِكُوا عَلَى هَلاَكِهَا، فلقَدْ أَخْطَأَتْ مصر خَطِيَّئةً كبيرة فى انتخابها لشيطان الأخوان، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ صَارَتْ رَجِسَةً. كُلُّ مُكَرِّمِيهَا يَحْتَقِرُونَهَا لأَنَّهُمْ رَأَوْا عَوْرَتَهَا، وَهِيَ أَيْضًا تَتَنَهَّدُ وَتَرْجعُ إِلَى الْوَرَاءِ. نَجَاسَتُهَا فِي اخونتها، وَقَدِ انْحَطَّتِ انْحِطَاطًا عَجِيبًا، ولَيْسَ لَهَا مُعَزّ. بَسَطَ الأخوان ُ يَدَهمُ عَلَى كُلِّ مُشْتَهَيَاتِهَا، كُلُّ شَعْبِهَا يَتَنَهَّدُونَ، يَطْلُبُونَ خُبْزًا، دَفَعُوا مُشْتَهَيَاتِهِمْ لِلأَكْلِ لأَجْلِ رَدِّ النَّفْسِ، والأخوان يريدون بيع مصر العظيمة بصكوك لباقى الأمم. انْظُرْ يَارَبُّ وَتَطَلَّعْ لأَنّ مصر قدْ صاِرْتُ مُحْتَقَرَةً جدا، ومسحولة من الأخوان بمباركة الأمريكان.اسْمَعُوا يَا جَمِيعَ الشُّعُوبِ وَانْظُرُوا إِلَى حُزْنِي! لأَنَّ تَنَهُّدَاتِي كَثِيرَةٌ وَقَلْبِي مَغْشِيٌّ عَلَيْهِ! انْظُرْ يَا رَبُّ، فَإِنِّي فِي ضِيق! أَحْشَائِي غَلَتْ، ارْتَدَّ قَلْبِي فِي بَاطِنِي، سَمِعُوا أَنِّي تَنَهَّدْتُ، ولاَ مُعَزِّيَ لِي، كُلُّ أَعْدَائِي سَمِعُوا بِبَلِيَّتِي، وفَرِحُوا لأَنَّكَ فَعَلْتَ.وَيْلٌ لَنَا لأَنَّنَا قَدْ أَخْطَأْنَا. مِنْ أَجْلِ هذَا حَزِنَ قَلْبُنَا، مِنْ أَجْلِ هذِهِ أَظْلَمَتْ عُيُونُنَا، مِنْ أَجْلِ مصرَ الْخَرِبِة، والثَّعَالِبُ مَاشِيَةٌ ومتحكمة فِيهِا. أَنْتَ يَا رَبُّ إِلَى الأَبَدِ تَجْلِسُ، كُرْسِيُّكَ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ، لِمَاذَا تَنْسَىَ مصر إِلَى الأَبَدِ وَتَتْرُكُنَا طُولَ الأَيَّامِ؟ اُرْدُدْنَا يَا رَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْتَدَّ، جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ، وارجعنا عن سبى الآخوان، وعن كل من بشاكلتهم، ومن يتمسك بأساس مبادئهم.هَلْ كُلَّ الرَّفْضِ رَفَضْتَنَا؟ هَلْ غَضِبْتَ عَلَيْنَا جِدًّا؟هكذا تخيلت ارميا النبى يرثى مصر، وايضا كل مصرى محب لها!

© 2014 united copts .org
 
Copyright © 2023 United Copts. All Rights Reserved.
Website Maintenance by: WeDevlops.com